العالم يحتفل بعيد الميلاد «عن بعد».. في ظل كورونا

تصغير
تكبير

احتفل مئات الملايين حول العالم اليوم بعيد الميلاد في ظل القيود التي فرضها كوفيد-19 عبر نسخة مختصرة من العطلة التي لطالما طبعها السفر والتجمّعات الكبيرة.

وتبدو المعركة لوقف تفشي الوباء الذي حصد أرواح أكثر من 1,7 شخص في العالم بعيدة عن نهايتها رغم إطلاق حملات تطعيم واسعة النطاق تعطي الأمل بإمكانية عودة الوضع إلى طبيعته في نهاية المطاف.

وبدت الكنائس في أنحاء كوريا الجنوبية خالية بمعظمها، إذ تجمّع المصلّون عبر الإنترنت في وقت سجّلت البلاد حصيلة إصابات يومية قياسية.

وفي كنيسة «يودو الإنجيل الكامل» في سيول التي تستقبل عادة ما يصل إلى عشرة آلاف مصلٍ، لم يحضر الجمعة إلا 15 شخصا جميعهم من الموظفين وأعضاء جوقة المرتلين.

وقال عضو الكنيسة بارك جاي-وو لفرانس برس إنه أمر «يفطر القلب».

أما في الفيليبين ذات الغالبية الكاثوليكية، هزّ زلزال بقوة 6,3 درجات البلاد ليفاقم الوضع سوءا وسط حظر إقامة الحفلات وأداء الترنيمات.

وقالت كاين كويمبو مالونغا، وهي من سكان مانيلا، بعدما تابعت قدّاس ليلة عيد الميلاد عبر التلفاز بدلا من حضوره شخصيا خشية الفيروس، «أمر محزن للغاية. رؤية الجميع بالكمامات حتى القس وخدام المذبح. يذكرني الأمر بأن العالم كما أعرفه تغيّر».

وأضافت بعدما تغيّبت عن قداس منتصف الليل لمناسبة عيد الميلاد لأول مرة في حياتها «إنه عيد الميلاد. يجب أن يصافح الناس ويقبلوا أو يعانقوا بعضهم البعض».

وعلى الرغم من حرارة الطقس، تجنّبت الحشود على خلاف العادة شاطئ بوندي في سيدني، في غياب راكبي الأمواج الذين يرتدون عادة زي سانتا كلوز بينما راقبت دوريات الشرطة تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.

وأما البابا فرنسيس، الأب الروحي لكاثوليك العالم البالغ عددهم 1,3 مليار شخص، فأقام قداس ليلة عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس بحضور أقل من 200 مؤمن يضعون كمامات واقية، وأغلبهم يعملون في دولة الفاتيكان.

وتم تقديم موعد القدّاس الذي يقام عادة منتصف الليل ليتوافق مع قواعد حظر التجول التي فرضتها إيطاليا.

وقبل الوباء، كان آلاف المؤمنين والسيّاح يشترون تذاكر لحضور القدّاس الباباوي.

وبدت ساحة القديس بطرس التي تعج عادة بالناس في ليلة عيد الميلاد، مهجورة مساء الخميس، بينما زيّنتها شجرة عيد الميلاد وسط أضواء سيارات الشرطة.

وفُرضت قيود جديدة لاحتواء كوفيد الخميس تطّبق خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة في أنحاء إيطاليا، البلد الأكثر تضررا جرّاء فيروس كورونا المستجد في أوروبا وحيث تم تسجيل أكثر من مليوني إصابة ونحو 71 ألف وفاة منذ ظهر الوباء.

وفي عظته، أشار البابا الأرجنتيني إلى أن ذلك يذكرنا بأنه لا يجب قضاء الوقت في «البكاء على مصيرنا، بل مسح دموع من يعاني» وخدمة «الفقراء». وأضاف آسفا أن المؤمنين «المتعطشين للترفيه والنجاح والدنيوية (...) في الأغلب يجهلون حسن المعاملة».

حشود قليلة في بيت لحم

وأما بيت لحم، فكانت تستعد لعيد ميلاد لا مثيل له في التاريخ الحديث.

ولطالما كان قداس ليلة عيد الميلاد في كنيسة المهد ذروة موسم الأعياد الذي يتوافد خلاله مئات الآلاف إلى المدينة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

وأقيم القدّاس عبر الإنترنت هذا العام إذ لم يسمح إلا لرجال الدين وعدد محدود من الأفراد دخول الكنيسة التي تم تعقيمها قبيل المراسم.

وقال المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين المطران بييرباتيستا بيتسابالا «يشعر الجميع بانهم في الظلمة وبالتعب والإرهاق وبأنهم مثقلون بهذا الوباء الذي ارتهن حيواتنا».

وفي القامشلي في شمال شرق سورية، استبدل مئات سكان أحد الأحياء الذي تقطنه غالبية مسيحية الكمامات بقبّعات عيد الميلاد للاحتفال بإضاءة شجرة الميلاد.

وقالت ماريا دنهو، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 36 عاما، «كنا نشعر بالقلق من احتمال إلغاء الاحتفالات هذا العام بسبب فيروس كورونا المستجد، لكن كما ترون الجميع هنا يحتفلون ونشعر بالسعادة».

حجر خلال العطلات

أجبرت ألمانيا على إلغاء أسواق عيد الميلاد الشهيرة لديها بينما أغلقت الكنائس في الكويت حتى العاشر من كانون الثاني/يناير.

وبالنسبة لكثيرين، سيتواصل العزل الذي كان أبرز سمات العام خلال عيد الميلاد وبعده، كما هو الحال في بلجيكا حيث لا يسمح للسكان باستقبال أكثر من زائر واحد.

في الأثناء، انقطع البريطانيون عن أجزاء واسعة من العالم جرّاء ظهور سلالة جديدة من كوفيد-19.

وبينما تم تخفيف بعض القيود على السفر من المملكة المتحدة بشكل موقت لمناسبة العطلات، إلا أن آلاف من مواطني دول أوروبية أخرى لا يزالون عالقين في انكلترا.

وقال سائق شاحنة فرنسي يدعى لوران بيغان دخل البلاد لإيصال شحنته لكنه لا يزال عالقا بعد مرور أيام، «العودة إلى المنزل في عيد الميلاد؟ انسوا الأمر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي