حروف نيرة

عباقرة!

تصغير
تكبير

في لقاء تلفزيوني ظهر معلّم مع مجموعة من الطلبة، الذين درّسهم متباهياً بمستواهم العلمي، وقال في شأنهم كلمة: «عباقرة» لأنّهم في نظر معلّمهم يستحقون هذا المسمى لما وصلوا إليه من تقدم ملحوظ في العلم، وكان المضحك المبكي الضعف الشديد في مستواهم العلمي، وظهور تدني المستوى الدراسي من خلال ما ظهر من إجاباتهم عن بعض الأسئلة البسيطة التي اعتبرها المدرس أسئلة غاية في الصعوبة وأن إجاباتها عظيمة مبهرة، وبيّن أنّهم قد أخذوا العلم الصحيح وصاروا من المتفوقين الذين يستحقون الظهور أمام الجمهور.

ولكن وللأسف الشديد أنّ هذا اللقاء لم يصلح للعرض لما فيه من إساءة للمستوى التعليمي عندنا، والأشد من ذلك أنّهم في هذا اللقاء كانوا في سعادة شديدة ولم تدل هذه السعادة إلا على ضعف الطالب، وثقة المعلم الذي ظن أنه قد وصل إلى القمة!

لو نظرنا إلى المدارس البسيطة للقدماء التي قد أعطت العلم وخرّجت عظماء المفكرين، ثم التفتنا اليوم إلى مدارسنا التي خرّجت أجيالاً تحصل على شهادات وتحمل أعلى الدرجات لأنّهم حفظوا الكلمات ولم يستوعبوا معانيها، فإننا نأسف لهذا الفرق الشاسع ولما نعيشه اليوم من قلة العلم.

فالعمل في مهنة التدريس يتطلّب المعلم المهيأ نفسياً للعطاء والراغب في ممارسة هذه المهنة، والذي أخذ العلم من جهة تعطي العلم بحق، ويصعب على الخريج أن يشارك في هذه المهنة، إلا إن كان مميزاً في دراسته قبل الدخول في هذا المجال حتى يصبح معلماً قادراً على الأداء فإنّ الكثير من المعلمين يفتقرون إلى الكفاءة المهنية في عملية التدريس، مما يؤثّر على مستوى الطلبة والتقدم العلمي في بلادنا، لذلك يحتاج المعلم الدورات التدريبية حتى يكتسب المهارات التي يصبح بها معلماً حقيقياً يعلّم الأجيال.

فإنّ قضية التراجع الكبير في المستوى التعليمي للمدارس، تحتاج إلى دراسة عميقة لمعرفة أسباب الضعف والوصول إلى العلاج.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي