230 إصابة جديدة وحالة وفاة واحدة وشفاء 216 مريضاً
أطباء يُطمئنون: طفرات «كورونا» الجديدة لا تؤثر على فعالية اللقاح... ولا تدعو للرعب
- النجار: اللقاح يدرب الجهاز المناعي على التعرف على كل أجزاء «مفتاح» الفيروس
- بهبهاني: لا دلائل حتى الآن على أن الطفرات الجديدة تجعل الأعراض أشد وأخطر
- السعيد: التمسك بالإرشادات وأخذ اللقاح... و«ما راح يصير لك شيء»
بالتوازي مع استمرار المؤشرات الإيجابية في أرقام «كورونا» اليومية في الكويت، طمأن أطباء ومختصون إلى أن طفرات الفيروس الجديدة لا تؤثر على فعالية اللقاح وبالتالي لا تدعو للرعب.
وقال استشاري الباطنية والجهاز الهضمي والكبد الدكتور فهد النجار، إن طفرة «كورونا» الجديدة N501Y، حدثت في سلالتين مختلفتين، الأولى في بريطانيا، ويعتقد أنها تجعل الفيروس ينتشر أسرع بنسبة 70 في المئة، وانتقلت من بريطانيا إلى دول مثل الدنمارك وأستراليا، وأدت إلى تغييرات بسيطة في شكل المفتاح الذي يستخدمه الفيروس للدخول إلى الخلية spike protein، والأخرى حدثت في جنوب أفريقيا، وهي مشابهة للطفرة الأولى، لكن يعتقد أنها قد تكون أشرس على فئة الشباب مع استجابة أقل للأجسام المضادة.
وأشار إلى أن الخبراء يرون أن الطفرات الجديدة لن تؤثر على فعالية اللقاح لكثير من الأسباب، منها أن اللقاح يدرب خلايا الجهاز المناعي على التعرف على كل أجزاء «مفتاح» الفيروس، فإذا حدثت طفرة في بعض أجزائه، فإن الجهاز المناعي سيستطيع التعرف على بقية الأجزاء.
وأوضح أن اللقاح يحفز خلايا الدفاع التائية «T cell»، والتي تعمل من خلال التعرف على أجزاء صغيرة من البروتين الفيروسي، وليس البروتين ككل، فإذا غيرت طفرة جزءاً واحداً، سيتسنى للخلايا التعرف على الأجزاء الأخرى، لافتا إلى أن هذه خلاصة رأي الخبراء، ومازالت الدراسات قائمة للإجابة عن كثير من الدراسات.
بدوره، رأى طبيب الصحة الوقائية الدكتور عبدالله بهبهاني، أن الطفرات الأخيرة للفيروس في بريطانيا لم ينتج عنها سلالة جديدة، وإنما أدت إلى ظهور نسيلة جديدة للفيروس، شكلت وتمت تسميتها حسب تفرعها في الشجرة الجينية بـ B.1.1.7 وعدد الطفرات التي حصلت في النسيلة الجديدة هو 17، ولكن أهمها ثلاث طفرات، بحسب تقرير الجمعية البريطانية للتحليل الجيني للفيروس، وهي الطفرة N501Y في البروتين الشائك Spike protein ذات العلاقة بقوة ارتباط الفيروس بالخلايا والتي قد تكون مسؤولة عن سرعة الانتشار، والطفرة deletion 69-70 و التي حصل فيها حذف و قد يكون لها علاقة بالتخفي من الجهاز المناعي، والطفرة الثالثة المهمة هي P681H، حيث إنها قريبة من منطقة ذات أهمية بيولوجية في الفيروس.
وأشار بهبهاني في تصريح لـ «الراي»، إلى أن المعطيات الأولية للأبحاث، تشير إلى أن الطفرات الجديدة قد تزيد من قدرة الفيروس على الانتشار، حيث قدرت الزيادة بقيمة معدل الانتشار R0 بـ 0.4، مع احتمال أن تزيد قدرة الفيروس على الانتقال بنسبة 70 في المئة، بينما لا توجد دلائل حتى الآن على أن الطفرات الجديدة ستجعل الأعراض أشد وأخطر، كما أنه من غير المتوقع أن تؤثر تلك الطفرات على فاعلية اللقاحات، على الرغم من وجود بعض الطفرات في البروتين الشائك المستهدف من اللقاح، ويرجع ذلك الى أن اللقاحات تنتج أجساماً مضادة ضد العديد من مناطق البروتين الشائك، لذا فإن هناك اطمئناناً بأن فعالية اللقاح لن تتأثر.
وذكر بهبهاني أن طفرات فيروس كورونا ليست بالأمر الجديد، حيث إنها تعد بالآلاف بالنسبة لفيروس سارس كوف 2 المسبب لمرض كوفيد، غالبيتها لم يكن له تأثير فعلي، لذا فإن الأمر لا يدعو للرعب، لكن النمو السريع لتلك النسيلة يدعو الى تعزيز المراقبة الجينية والوبائية، وأخذ زمام المبادرة بشكل فعّال وسريع، ومن ذلك سرعة إغلاق الحدود والرحلات خاصة مع المملكة المتحدة.
من جانبه، قال الدكتور خالد السعيد، إن وجود سلالة جديدة من الفيروس لن تشكل فارقاً، ودعا إلى التمسك بالإرشادات (الكمام والتباعد) وأخذ اللقاح... و«ما راح يصير لك شيء».
وفي الأرقام اليومية، سجلت وزارة الصحة أمس، 230 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع بذلك إجمالي الحالات في البلاد إلى 148209، في حين تم تسجيل حالة وفاة واحدة ليصبح مجموع الوفيات 922، وشفاء 216 مريضاً ليبلغ مجموع المتعافين 144142 شخصاً.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة الدكتور عبدالله السند، في بيان، إن عدد الحالات التي تتلقى الرعاية الطبية في أقسام العناية المركزة بلغ 55، ليصبح مجموع الحالات التي ثبت إصابتها بمرض (كوفيد 19)، ومازالت تتلقى الرعاية الطبية، 3145 مريضاً.
وأضاف أن عدد المسحات الجديدة بلغ 4788، ومجموع الفحوصات 1223177.
وجدد الدعوة إلى المواطنين والمقيمين لمداومة الأخذ بسبل الوقاية كافة، وتجنب مخالطة الآخرين، والحرص على تطبيق إستراتيجية التباعد البدني.