بوح صريح
المرأة والفلسفة
هل بإمكان المرأة أن تبتكر فكراً خاصاً بها، وما مكان المرأة في عالم الفلسفة والبحث العلمي وابتكار النظريات والإبداع الخلّاق المؤثر؟!
يبدو الأمر سخيفاً إن طرحنا هذا السؤال، ونحن في عالم التطور والحرية وطرح الأسئلة، والتفاعل مع مختلف المواضيع ونقدها والسعي خلف الحقائق.
إضافة إلى تبوؤ المرأة مكانة علمية وفكرية مهمة تُضاهي الرجل وتتفوّق عليه أحياناً.
إلى جانب نيل الجوائز واعتلاء المناصب الصعبة والحيوية.
ولكن حين تُقرّر المرأة دخول عالم الفلسفة، لابد أن تُضاهي مقدرة الرجل العقلية.
وقد تكون وصلت إليها وربما تجاوزتها، لكنّ المجتمع والتربية والتعليم يمنعها من هذه المعلومة أو الثقة.
لذا عليها أن تنسى أنها امرأة لا تصلح إلّا للإنجاب كما قال أرسطو.
أو أنها مجرد مخلوق شوهته الطبيعة، كونها لا تتساوى مع الرجل وعقله من حيث الفضيلة كما وصفها أفلاطون.
وجميع أوصاف دونية ألحقها الفلاسفة قديماً وحديثاً بكيان وعقل المرأة.
لذا نجد أن دخول المرأة إلى عالم الفلسفة، يُعد مجازفة ومغامرة... على كل النساء خوضه واقتحامه وعدم التخوّف منه.
ليس فقط لتحدي كل ما قيل عنها لكن تحدياً لنفسها أيضاً.
وذلك ليس بالضرورة عبر المنصات والمناصب العليا، بل في الحياة العادية، كالبيت والسوق ومع الأبناء والأصحاب وفي الشارع، وبينها وبين نفسها، من دون خوف أو تردد وبجسارة وقوة وصلابة.
وأن تثق بأن دماغها ليس أقل من أي رجل.
يقول ألبير كامو: «الطريقة الوحيدة للتعامل مع عالم غير حر، هي أن تُصبح حراً لدرجة تجعل من وجودك فعل تمرد».
والقصد من فعلك الحر هنا، ليس لأجل كسر المعتاد والمألوف، وممارسة حقك في التجريب والتغيير والتطوير.
لكن لأن حينها فقط يتحقق الإبداع الأصيل، واستكشاف الذات التي سئمت الممنوع والمحظور، الذي يُقيّد قدراتها ويمنع فرص إبداعها.
