منظمة الصحة تدعو أوروبا إلى «مضاعفة قيودها» لمواجهتها

سُلالة «خارج السيطرة» تحظر رحلات من بريطانيا

مارة أمام لوحة إعلانية توعوية في لندن 	 (رويترز)
مارة أمام لوحة إعلانية توعوية في لندن (رويترز)
تصغير
تكبير

- تسجيل حالات في الدنمارك وهولندا وأستراليا
- سكان سيدني غير مرحب بهم في المدن الأسترالية
- الاضطراب بحركة النقل قد يؤدي لتفاقم مشكلات «بريكست»

بدأت دول أوروبية، أمس، تعليق الرحلات الآتية من المملكة المتحدة، في ظل تحذير الحكومة البريطانية من أن سلالة جديدة أقوى لفيروس كورونا المستجد «خرجت عن السيطرة».

وبينما دعت منظمة الصحة العالمية، الدول الأوروبية إلى «مضاعفة قيودها»، وأكدت ان السلالة الجديدة، ظهرت أيضاً في الدنمارك وهولندا وأستراليا، فرضت هولندا حظراً على الرحلات من المملكة المتحدة يدخل حيّز التنفيذ اعتبارا من ليل أمس.

وأعلنت بلجيكا أنها ستتخّذ خطوة مشابهة، إذ ستحظر الطيران والقطارات الآتية من بريطانيا اعتباراً من منتصف الليل.

ويدّق ناقوس الخطر في أنحاء أوروبا، التي باتت الأسبوع الماضي أول منطقة في العالم تتخطى عتبة 500 ألف وفاة منذ ظهر الوباء قبل عام في مدينة ووهان الصينية، بعدما بدا أن السلالة الجديدة تنتقل بشكل أسرع من شخص إلى آخر.

وأفاد ناطق باسم الحكومة الألمانية، بأن برلين ستحد من عدد الرحلات مع بريطانيا، وجنوب أفريقيا، حيث اكتُشفت سلالة متحوّرة كذلك.

وستتخّذ إيطاليا خطوات مشابهة لحماية مواطنيها، وفق ما كتب وزير خارجيتها لويجي دي مايو على «فيسبوك».

وأفادت وزارة الصحة النمسوية بإنها ستفرض حظرا على رحلات الطيران كذلك.

وإذا استمر هذا الاضطراب في حركة النقل الجوي والسكك الحديد حتى يناير المقبل، فقد يؤدي إلى تفاقم مشكلات النقل المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذ تغادر السوق الموحدة في 31 ديسمبر الجاري.

وقالت ناطقة باسم فرع منظمة الصحة العالمية في أوروبا لـ«فرانس برس»، إنه «في أنحاء أوروبا، حيث تنتقل العدوى بشدة وعلى نطاق واسع، يتعيّن على الدول مضاعفة قيودها وإجراءاتها الوقائية».

كما اجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال اتصالا عبر الإنترنت أمس في شأن التفشي الجديد.

تحذيرات

وأول من أمس، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن شدة تفشي السلالة الجديدة أجبرته على فرض إغلاق في معظم أنحاء انكلترا في فترة أعياد الميلاد.

وصرح وزير الصحة مات هانكوك لشبكة «سكاي نيوز»، بعدما تراجع جونسون عن قراره السابق بتخفيف التدابير خلال موسم الأعياد «للأسف، إن السلالة الجديدة خارجة عن السيطرة.

علينا السيطرة عليها».

وأدى الوباء إلى وفاة 1.69 مليون شخص في العالم، من بين أكثر من 76.7 مليون إصابة.

وبعد الولايات المتحدة، أكثر الدول تضرراً في العالم من حيث عدد الوفيات هي البرازيل مع 186 ألفاً و356 وفاة مقابل 7.1 مليون إصابة.

وتجاوز عدد المصابين في الهند العشرة ملايين بينما تجاوز عدد الوفيات 145.5 ألف شخص.

ومع بدء موسم الشتاء الأبرد في القسم الشمالي من الكرة الأرضية حيث تزداد حدة الأمراض التنفسية، تستعد الدول لموجات جديدة ولتشديد القيود رغم الأضرار الاقتصادية التي تسببت بها الإغلاقات في وقت سابق من العام.

وتشهد هولندا على سبيل المثال، إغلاقاً مدّته خمسة أسابيع يستمر حتى منتصف يناير المقبل، بحيث أغلقت كل المتاجر غير الأساسية للحد من تفشي الوباء «كوفيد - 19».

كما أعلنت إيطاليا سلسلة جديدة من القيود يتواصل تطبيقها حتى السادس من يناير، وتشمل الحد من قدرة الناس على مغادرة منازلهم لأكثر من مرة في اليوم، وإغلاق كل المتاجر والحانات والمطاعم غير الأساسية وفرض قيود على السفر بين المناطق.

وفي روسيا، أعلنت السلطات الصحية أن عدد الأشخاص الذين توفوا جرّاء الفيروس تجاوز عتبة 50 ألفا وبات يبلغ حاليا 50858.

في كندا، تجاوز عدد الإصابات عتبة 500 ألف، السبت، بعد أسبوعين فقط من بلوغها عتبة 400 ألف حالة.

وستبقى إجراءات الحجر مفروضة في تورونتو ومنطقتها حتى الرابع من يناير. وفي كيبيك ستفرض قيود جديدة غداة عيد الميلاد وحتى 11 يناير، بما في ذلك إغلاق المحلات التجارية غير الأساسية والعمل الإلزامي عن بعد.

«لا تأتوا إلينا»

من ناحيتها، انعزلت سيدني عن بقية أنحاء أستراليا، بعدما فرضت كل الولايات والمناطق قيودا على سفر سكان المدينة إليها مع ارتفاع عدد حالات الإصابة في بؤرة للفيروس إلى 68.

وبعث إقليم العاصمة الأسترالية، أمس، برسالة شديدة اللهجة إلى سكان سيدني، كبرى مدن البلاد (5 ملايين نسمة)، قال فيها «لا تأتوا إلينا»، محذراً من أنهم سيخضعون للحجر الصحي لمدة 14 يوماً.

كما حظرت ولايات فيكتوريا وكوينزلاند والإقليم الشمالي، دخول القادمين من سيدني اعتباراً من اليوم.

وصدرت السبت أوامر لسكان أحياء على طول الساحل الشمالي للمدينة بعدم الخروج إلا عند الحاجة حتى منتصف ليل الأربعاء - الخميس.

وأغلقت الشواطئ والحانات والفنادق، وطلب من السكان البقاء في منازلهم قدر الإمكان.

وكانت استراليا التي يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة، نجحت بشكل عام في احتواء الوباء وفرضت قيوداً صارمة فور ظهور الإصابات الأولى على أراضيها.

وقد بلغ عدد المصابين فيها أكثر من 28100 والوفيات 908 حالات.

إطلاق اللقاحات

وبات ينظر إلى إطلاق اللقاحات الآن على أنه الطريقة الوحيدة الفاعلة لإنهاء الإغلاقات التي فرضت لوقف تفشي الفيروس وأثرت على الاقتصادات.

ويتوقع أن تبدأ أوروبا بحملة تلقيح واسعة بعد عيد الميلاد على خطى الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين بدأتا حملات التطعيم باستخدام لقاح «فايزر - بيونتيك»، وهو واحد بين لقاحات عدة تتصدر المشهد.

كما بدأت روسيا والصين بتطعيم سكانهما بلقاحات أنتجهما البلدان محليا.

وأعطت الولايات المتحدة الجمعة، الضوء الأخضر للاستخدام الطارئ للقاح «موديرنا»، ما يمهّد لإرسال ملايين الجرعات من اللقاح إلى أنحاء البلد الذي يعد الأكثر تضررا بالوباء في العالم.

وكانت الولايات المتحدة أول بلد يأذن باستخدام لقاح «موديرنا» الذي يتم تناوله على جرعتين، وبات ثاني لقاح يستخدم في البلاد بعد «فايزر - بيونتيك».

من جهتها، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن النواب الأميركيين اتفقوا على منح الاحتياطي الفيديرالي صلاحيات للإنفاق المرتبط بالوباء في وقت متقدم السبت، ما يمهّد للتصويت على حزمة قدرها نحو 900 مليار دولار لتخفيف أعباء «كوفيد - 19» الاقتصادية عن ملايين الأميركيين.

ومن شأن الاتفاق أن يحافظ على قدرة البنك المركزي على وضع برامج إقراض طارئة من دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس، بحسب الصحيفة، لكن الاحتياطي الفيديرالي سيحتاج إلى موافقة النواب من أجل إعادة إطلاق برامج «قانون كيرز» فور انقضاء مهلتها نهاية العام الجاري.

«سلالة كورونا الجديدة» تقلق علماء الأوبئة
مع اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة، يثير ظهور سلالة جديدة منه في المملكة المتحدة، «معدية» أكثر من السلالات الأخرى، قلق علماء الأوبئة، بينما جرى خارج الأراضي البريطانية، تسجيل حالات إصابة بالسلالة الجديدة، بينها 9 في الدنمارك وحالة في هولندا وفي أستراليا، وفق منظمة الصحة العالمية.

وقد تكون هذه السلالة ظهرت في منتصف سبتمبر في لندن أو كنت (جنوب شرق).

وأبلغت المملكة المتحدة منظمة الصحة العالمية أن سرعة انتشار السلالة الجديدة أقوى «بنسبة 70 في المئة» من السلالة السابقة، وفقاً لرئيس الوزراء بوريس جونسون.

وقد جرت في السابق ملاحظة تحولات لـ«سارس كوف-2» والإبلاغ عنها في كل أنحاء العالم.

وقال كريس ويتي، كبير المسؤولين الطبيين في إنكلترا في بيان، إن «المجموعة الاستشارية لأخطار فيروسات الجهاز التنفسي الجديدة والناشئة تعتبر الآن أن هذه السلالة الجديدة قد تنتشر بشكل أسرع».

ويرتكز هذا الرأي على ملاحظة «زيادة حادة في عدد الإصابات والحالات التي تستدعي الدخول إلى المستشفى في لندن والجنوب الشرقي مقارنة ببقية إنكلترا في الأيام الأخيرة»، على ما قال أستاذ الطب في جامعة «إيست أنغليا» بول هانتر لموقع «ساينس ميديا سنتر».

وأضاف «يبدو أن هذه الزيادة ناجمة عن السلالة الجديدة»، في إشارة إلى المعلومات التي قدمتها السلطات الصحية.

ومع ذلك «لا يوجد مؤشر في الوقت الراهن على أن هذه السلالة الجديدة تسبب ارتفاع معدل الوفيات أو أنها تؤثر على اللقاحات والعلاجات، لكن العمل جار لتأكيد ذلك» وفق ويتي.

المعلومات حول هذه السلالة الجديدة مقلقة جداً، وفق ما قال البروفيسور بيتر أوبنشو، المتخصص في جهاز المناعة في إمبريال كوليدج لندن لموقع «ساينس ميديا سنتر»، خصوصا لأنه «يبدو أنها أكثر قابلية للانتقال بنسبة تراوح بين 40 إلى 70 في المئة».

وأضاف البروفيسور جون إدموندز، من كلية لندن للصحة وطب المناطق المدارية، «هذه أنباء سيئة للغاية.

يبدو أن هذه السلالة معدية أكثر بكثير من السلالة السابقة».

وذكر المتخصص الفرنسي في علم الوراثة أكسل كان على صفحته في «فيسبوك»، أنه حتى الآن «تم رصد 300 ألف سلالة من كوف-2 في العالم».

وتحمل السلالة الجديدة طفرة تسمى «إن501واي» في بروتين «شويكة» فيروس كورونا، وهي موجودة على سطحها وتسمح لها بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها. ووفقا للدكتور جوليان تانغ من جامعة ليستر «كانت هذه السلالة تنتشر بشكل متقطع في وقت سابق من العام الجاري خارج المملكة المتحدة، في أستراليا بين يونيو ويوليو، والولايات المتحدة في يوليو وفي البرازيل في أبريل».

ولفت البروفيسور جوليان هيسكوكس من جامعة ليفربول، إلى أن «فيروسات كورونا تتحوّر طوال الوقت وبالتالي ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة من سارس-كوف-2.

الشيء الأكثر أهمية هو معرفة ما إذا كانت هذه السلالة لديها خصائص من شأنها التأثير على الصحة البشرية والتشخيصات واللقاحات».

وأشار أكسل كان، إلى أنه «كلما ارتفع عدد الإصابات، ارتفعت احتمالات حصول تحور عشوائي للفيروس وارتفعت وتيرة حصول تحور».

بولسونارو: الوباء يقترب من نهايته
قال الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، إن «الاستعجال» في تلقيح السكان ضد فيروس كورونا المستجد، ليس مبرراً فيما تتعرض خطة التلقيح الوطنية لحكومته لانتقادات كثيرة.

واعتبر خلال مقابلة بثت على موقع «يوتيوب» مع نجله النائب إدواردو بولسونارو، أن «الوباء يقترب من نهايته. والأرقام أظهرت ذلك.

لدينا حالياً زيادة طفيفة، وهو ما يسمى انتعاش صغير».

وتابع: «لكن الاستعجال بتلقيح السكان ليس مبرراً، لأننا نتدخل في حياة الناس».

وقد أعرب الرئيس اليميني المتطرف بانتظام عن شكوكه في شأن اللقاحات، مشيرا إلى آثارها الجانبية المحتملة، كما عارض بشدة إجراءات الاحتواء التي فرضها حكام الولايات البرازيلية من خلال الإشارة إلى آثارها السلبية على الاقتصاد.

سيلفي بلا كمامة تُغرّم الرئيس التشيلي

غُرّم الرئيس التشيلي سيبستيان بنييرا، 3500 دولار لظهوره في صورة سيلفي بلا كمامة، فيما اعتُبر خرقاً لتدابير احترازية تفرضها البلاد في محاولة للحد من تفشي فيروس كورونا.

واعتذر بنييرا إثر شيوع صورة على وسائل التواصل الاجتماعي جمعته مع امرأة، لم تكُن هي الأخرى ترتدي كمامة، في وقت سابق من الشهر الجاري.

وأقرّ أنه كان يتعيّن عليه ارتداء كمامة عندما طلبت منه المرأة صورة على شاطئ قريب من منزله في فالبارايسو وسط تشيلي.

وتفرض السلطات تدابير صارمة في شأن ارتداء الكمامات في الأماكن العامة. ويعاقَب منتهكو التدابير الخاصة بارتداء الكمامة بعقوبات تتراوح بين التغريم والحبس.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي