No Script

مشاهد

(وَلْيَتَلَطَّفْ)...

تصغير
تكبير

شارك أبناء الوطن في الانتخابات الأخيرة بنسبة عالية لاختيار من يمثلهم في المجلس، من أجل التغيير والارتقاء بتلك المؤسسة المهمة، واليوم تجرى انتخابات رئاسة مجلس الأمة، وأعضاء اللجان البرلمانية، فقد نال الأعضاء المنتخبون ثقة الشعب، الذي مارس حقه الانتخابي بكل حرية، ومن دون ممارسة أي ضغوط عليه وحسب قناعاته وتوجهاته.

والآن فإن على النواب الأفاضل أن يقوموا بتمثيل الكويت، دولة وشعباً من دون تمييز بين مكوناته، فالعمل الجماعي والتعاون هما ركيزة النجاح الأساسية.

وفور الإعلان عن نتائج الأعضاء الناجحين في الانتخابات، اجتمع عدد كبير منهم في أحد الدواوين، حيث كان من المتوقع أن يكون الاجتماع للتعارف وتبادل الآراء، حول الكيفية التي سيعملون بها لإدارة جلسات مجلس الأمة بالطريقة التي تخدم الكويت وشعبها، ولكن خابت ظنون الكثيرين، كي نتفاجأ بأن هذا الاجتماع لم يكن الهدف منه سوى التشاور لاختيار رئيس مجلس الأمة المقبل، فهل هذا هو الهدف الذي يسعى إليه الأعضاء الكرام؟!، رغم أن اختيارهم من قبل الشعب كان هدفه التكليف وليس التشريف، فخدمة الكويت تتم من خلال أي كرسي من كراسي مجلس الأمة الخمسين، وليس فقط من خلال كرسي الرئاسة.

في البداية كان الواجب على أعضاء مجلس الأمة الالتزام بالاشتراطات الصحية خلال اجتماعهم، وتطبيق التباعد الاجتماعي في ما بينهم والتي لم يتم تنفيذها، وهذه عثرة وقع فيها النواب وهم المؤتمنون على تشريع القوانين وتنفيذها.

فما نُقل إلينا أن هناك توافقاً في الرأي لـ40 عضواً من أصل 50 عضواً، إذاً لا مشكلة، لأن العدد سيمكنهم من اختار من يمثلهم.

فإن كان قانون الانتخاب ينصّ على التصويت خلال الانتخابات لاختيار الأعضاء خلال الصناديق بالتصويت المباشر السري، وكذلك انتخاب الرئيس، فلم يتم التصويت والاختيار خارج البرلمان؟، لذا، نتمنى أن يقوم أعضاء البرلمان بأدوارهم الفاعلة في الرقابة والمحاسبة، والابتعاد عن الشخصانية.

فكما صوّت لكم الشعب حسب قناعته، صوّتوا أنتم أيضاً لاختيار الرئيس، من دون جهر ولمز وتجريح، وهنا يكمن معنى سرية التصويت، ليرفع عن الأعضاء الحرج، واستمرارية العلاقة الطيبة بين الجميع.

فكرسي الرئاسة لا يُطلب ولا يُجبر أحد على القبول بشروطه المحددة، إنما الكرسي يُزان بالإنسان الحر، ذي المبدأ الذي لا تُملى عليه الشروط.

فجميع الأعضاء الناجحين يمثلون الأمة، لا أفضلية لأحد على الآخر، فالجميع وطنيون ومخلصون للوطن، ولا يجوز أن يتحول الاختلاف في الرأي إلى مشادات كلامية، مشحونة بالانفعال والتشنج الخارج عن حدود النقد البنّاء، بل الواجب القبول بالرأي والرأي الآخر، وتبادل وجهات النظر بكل حرية.

فلنرتق بممارستنا البرلمانية بغض النظر عن الاختلاف في قناعاتنا، ولتكن ممارسة بناءة نتفق فيها على المصلحة العامة ولا ندوُر في دوائر مغلقة، فهناك استحقاقات أهم من ذلك بكثير، فالتلطف بالحديث يزرع المحبة في القلوب، والمجادلة بالتي هي أحسن تعدّل النهج والمسار.

نبتهل إلى المولى القدير أن يعين حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، وبتعاون السلطتين، للعمل على ازدهار وطننا الغالي، وتحقيق آمال وتطلعات المواطنين لمستقبل أفضل.

الرأي يحتمل الصواب وضده

لا تحسبن الرأي قولاً منزلا

ناقش وحاور فالحوار ينيرنا

واسمح لنور الشمس ان يتغلغلا

ان كنت لا تدري الحقيقة كلها

حاول صديقي جاهداً أن تسألا

لغة الحوار نوافذ مفتوحة

يا صاحبي لا تُبقي عقلك مقفلا

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي