رسالة «من خادم العباد إلى رئيس البلاد»

رامي مخلوف: أثرياء الحرب يساومونني... ولن أغادر منزلي واقفاً

رامي مخلوف
تصغير
تكبير

- رسالة تجار الحرب واضحة: حان دور الموالين بعد ترحيل المعارضين

دعا رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن خاله الرئيس بشار الأسد، إلى «وضع حد لتصرفات أثرياء الحرب»، لأن «من مهام الحاكم إنصاف الرعية ووقف الظلم»، لافتاً إلى تلقيه «تهديدات بالاستيلاء على ما تبقى من أملاكه»، ومُعلناً أنه لن يغادر منزله «واقفاً».

وفي رسالة نشرها عبر «فيسبوك» تحت عنوان «من خادم العباد إلى رئيس البلاد»، كتب مخلوف ان «تجار الحرب بدأوا بممارسة أساليب سلطوية ترهيبية تخريبية للسيطرة على الاقتصاد بالكامل، واستبدال كل هذا الكم من التجار والصناعيين ببضعة أشخاص سميناهم أثرياء الحرب مدعومين بغطاء أمني مرعب، أمست اليد الضاربة لهؤلاء».

وأضاف أن «رسالة تجار الحرب واضحة للجميع أنه لم يقتصر الموضوع على ترحيل المعارضين في بداية الحرب (قبل نحو 10 سنوات)، بل حان الوقت لدور الموالين أيضاً، ولم يبق حينها إلا قلة القلة من رجال الأعمال ونحن من بينهم، وكنا نعلم عواقب بقائنا وقبلنا التحدي».

وتابع مخلوف: «بدلاً من محاسبة المرتكبين، بدأت الحرب علينا تدريجياً وكانت رسائلهم واضحة لنا: إما مساندتهم والتنازل عن أملاكنا وأملاك الوقف الخيري لصالحهم أو تسخير كل مفاصل الدولة ضدنا... بالطبع رفضنا الانصياع لأن الأمر يتعارض مع قيمنا الدينية والوطنية».

وذكر أن «تجار الحرب أطلقوا علينا اسم معارضي العهد، وبدأوا بتسخير كل نفوذهم لتوقيف أعمالنا واعتقال موظفينا ونهب أموالنا أمام أعيننا، وسرقة ملكيات شركاتنا واستخدام قرارات قضائية لتغطية أعمالهم».

ولفت إلى أنه «أثناء كل هذه العمليات التخريبية، أوصلنا إليكم رسائل عدة نحذر فيها من عواقب هذه الإجراءات وأن الاستمرار فيها يرعب الجميع ويفقد الثقة في البلاد وبالتالي يدمر الاقتصاد، فلم نجد أي إجابة بل زادت الضغوط علينا بشكل كبير وبدأت الانعكاسات على الاقتصاد تظهر بتوقف آلاف الشركات إضافة إلى إفلاسات بالجملة».

ورأى أن «لا مجال لإصلاح الوضع الراهن ووقف الانهيار الحاصل إلا بإيقاف كل الآليات المتبعة من تجار الحرب، والعودة للعمل الجماعي، ومحاسبة أثرياء الحرب، ومنع الأجهزة الأمنية من التدخل في حياة المواطن اليومية، واقتصار دورها على القبض على العملاء والمخربين ومكافحة الإرهاب وتجار الممنوعات، ودعوة كل من غادر سورية منذ بداية الحرب وأثنائها للعودة إلى حضن الوطن وإعادة كل الأملاك التي سلبت منهم بطرق غير شرعية وغير قانونية، وطوي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تحت راية: سورية لكل السوريين».

لكن مخلوف أشار إلى أنه «رغم كل ما حصل، مازال أثرياء الحرب يساوموننا على ما تبقى من أملاكنا وبالأخص الوقف الخيري فآخر رسالة لهم مفادها: إما الرضوخ لطلباتهم وإما استصدار قرارات قضائية بحقنا بالاستيلاء على ما تبقى من الأملاك ولن يتركوا لنا حتى منزلا نتآوى فيه... وأقول لهم إنني في أصعب فترات الحرب كان منزلي والمناطق المحيطة حوله مليئة بالمسلحين ولم نخاف ولم نغادر، لأننا كنا على يقين بأننا على حق وأقول اليوم نفس عبارتي أنني مازلت سائراً على طريق الحق ولن أتراجع عنه وأنني موجود في منزلي ولن أغادره واقفاً».

وعاد مخلوف لمخاطبة الأسد بالقول: «سيد البلاد، إن التجاوزات القانونية والدستورية المتبعة من قبل أثرياء الحرب بمواجهتنا والمغطاة بغطاء أمني واضح وفاضح أصبحت غير مقبولة، وقد أرسلنا بشكل تفصيلي كل تجاوزاتهم مدعّم بالوثائق المطلوبة وسنرسل نسخة أخرى أيضاً.

لقد حان الوقت لوضع حد لتصرفات أثرياء الحرب ووقف ممارساتهم وأساليبهم القهرية والاحتيالية وإحقاق الحق وإعادته إلى أصحابه».

وذكر أن «من مهام الحاكم إنصاف الرعية ووقف الظلم الملقى عليهم فمن أراد إنصافنا وإصلاح ما هدم فلكم الأجر من الرب وجزيل الشكر من العبد وإن ارتأيتم غير ذلك فلا حول لي ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فربّي لا يقبل الظلم لعباده».

واختتم أن «الوقت قصير والوضع خطير والظلم مرير، واغتصاب أملاك الناس أمر مثير، وإهمال الفقراء ذنب كبير، فليبادِر الأمير لإصلاح هذا البلد الضرير ومعالجة يد الكسير، وحل مشكلات هذا البلد الفقير، فإن لم يفعل باليسير فسيفوته حظ وفير...».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي