حمدوك: «انعتقنا» من الحصار الدولي!
السودان رسمياً... خارج القائمة الأميركية للإرهاب
سحبت الولايات المتحدة، أمس، رسمياً السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب التي ادرجت فيها في العام 1993، ما يفتح الباب أمام ورود استثمارات أجنبية لإنعاش الاقتصاد المنهار.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان: «تم رسمياً إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب. يمثّل ذلك تحوّلاً جذرياً في علاقاتنا الثنائية باتّجاه مزيد من التعاون والدعم لانتقال السودان التاريخي إلى الديموقراطية»، مشيداً بما وصفه بـ «التحوّل الجذري» في العلاقات مع الخرطوم.
وأضاف: «تحقق هذا الإنجاز عبر جهود حكومة السودان الانتقالية التي يقودها المدنيون لرسم مسار جديد جريء بعيد عن إرث نظام عمر البشير، وبالأخص، لتلبية المعايير القانونية والسياسية للرفع».
وأعلنت السفارة الأميركية في الخرطوم عبر صفحتها على شبكة «فيسبوك»: «مع انقضاء مهلة إبلاغ الكونغرس البالغة 45 يوماً وقّع وزير الخارجية بلاغاً يلغي اعتبار السودان بلداً يرعى الإرهاب.
ويدخل الإجراء حيز التنفيذ في 14 ديسمبر الموعد الذي سيدرج فيه في الجريدة الرسمية».
وقال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في بيان، أمس: «أُعلن... انعتاقنا من الحصار الدولي والعالمي الذي أقحَمنا فيه سلوك النظام المخلوع».
وأضاف: «ساهم هذا الإنجاز... في إصلاح الاقتصاد وجذب الاستثمارات وتحويلات مواطنينا بالخارج عبر القنوات الرسمية وخلق فرص عمل جديدة للشباب والكثير من الإيجابيات الأخرى».
ورحب الاتحاد الأوروبي بالخطوة الأميركية، مؤكداً أن ذلك يعد تطوراً مهماً يدفع بعملية الانتقال السياسي والاقتصادي الجارية في السودان.
وأعلن الرئيس دونالد ترامب في 19 أكتوبر، سحب الخرطوم من اللائحة وبالتالي رفع العقوبات التي تعوق الاستثمارات الأجنبية.
وأمس، سحبت الولايات المتحدة رسمياً السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب التي أدرجت فيها العام 1993.
وجاء ذلك بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب في 23 أكتوبر 2020 رسميا شطب اسم السودان من القائمة، مؤكدا أن السودان بصدد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ما يفتح الباب أمام استثمارات أجنبية لإنعاش الاقتصاد المنهار.
وأعلن البيت الأبيض أن الحكومة الانتقالية، أودعت مبلغ 335 مليون دولار في إطار اتفاقية لدفع تعويضات لناجين وأهالي قتلى أميركيين سقطوا في هجمات عندما كان البشير يوفر ملاذا لتنظيم «القاعدة».
في ما يأتي أبرز محطات العلاقات المتوترة بين السودان والولايات المتحدة خلال العقود الثلاثة الماضية:
- بن لادن وكارلوس:
بعد تولي عمر البشير السلطة في انقلاب في يونيو 1989 بدعم من الإسلاميين، أصبح السودان ملاذا للجهاديين ومن بينهم زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن.
واستقبل السودان أيضاً إيليش راميريز سانشيز، المعروف بكارلوس، أحد أكثر المطلوبين في العالم لضلوعه في الإرهاب الدولي في السبعينات والثمانينات الماضية.
1993: الولايات المتحدة تدرج السودان على قائمة «الدول الراعية للإرهاب».
1994: توقيف كارلوس في الخرطوم على يد عناصر فرنسيين من جهاز مكافحة التجسس، بعدما عقد السودان صفقة سرية مع الولايات المتحدة وفرنسا.
1996: واشنطن تغلق سفارتها في الخرطوم إثر فرض عقوبات دولية على السودان.
تلى ذلك حظر اقتصادي.
- تفجيرات وهجمات:
1998: الولايات المتحدة تقصف منشأة لتصنيع الأدوية في الخرطوم رداً على هجمات شنها «القاعدة» على سفارتيها في كينيا وتنزانيا.
واشنطن تعلن أن المنشأة مرتبطة بانتاج أسلحة كيماوية وهو ما ينفيه السودان بشدة.
2001: الخرطوم تستنكر هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة وتؤكد دعمها الحرب على الإرهاب.
2003: إحراق أعلام أميركية وبريطانية في الخرطوم خلال تظاهرات للتنديد بالغزو الأميركي للعراق.
في العام التالي، تعمد حشود على إحراق دمى تمثل الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، بعد قيام إسرائيل باغتيال الزعيم الروحي لحركة «حماس» الشيخ أحمد ياسين.
- العصا والجزرة:
يونيو 2004: وزير الخارجية الأميركي كولن باول يصبح أكبر مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور السودان منذ 1978، لمحادثات حول النزاع في إقليم دارفور في غرب البلاد، والذي يصفه بـ «الإبادة». يتواصل التقارب مع زيارة خلفه كوندوليزا رايس في العام التالي.
2006 - 2007: تشديد العقوبات الأميركية.
2008: مقتل ديبلوماسي أميركي وسائقه في إطلاق نار في الخرطوم.
الحكم على أربعة إسلاميين بالإعدام على خلفية الهجوم.
2009: الخرطوم تأمل في «تغيير حقيقي» مع وصول الرئيس باراك أوباما.
لكنه ينتهج سياسة العصا والجزرة.
2010: تمديد العقوبات الأميركية.
- جنوب السودان ينال الاستقلال:
يناير 2011: الولايات المتحدة تقول إنها على استعداد لتطبيع العلاقات في حال انفصال جنوب السودان ذي الغالبية المسيحية، بشكل سلمي.
يوليو 2011: تعترف كل من واشنطن والخرطوم بدولة جنوب السودان في يوم استقلالها.
سبتمبر 2011: الخرطوم تطالب بإزالتها عن قائمة الإرهاب، لكن الولايات المتحدة تقول إن أعمال العنف في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان يجب أن تتوقف.
مارس 2012: واشنطن تحض السودان على السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى جنوب كردفان، ونجم هوليوود جورج كلوني يتهم الخرطوم بجرائم ضد الإنسانية.
اغسطس 2012: بعد اشتباكات بين السودان ودولة جنوب السودان في مناطق حدودية غنية بالنفط تحض وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الطرفين على وقف أعمال العنف.
2013: واشنطن تعتبر طلب البشير تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة لحضور جمعية الأمم المتحدة «مستهجنا».
فالبشير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية للرد على اتهامات بالمسؤولية عن جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وإبادة في دارفور.
2014: الولايات المتحدة تدين الفظائع المرتكبة من ميليشيات موالية للحكومة في دارفور والضربات الجوية على مدنيين في النيل الازرق وجنوب كردفان.
- الإطاحة بالبشير:
أكتوبر 2017: الولايات المتحدة تعلن رفع حظر تجاري استمر 20 عاما على السودان لكن تبقي الخرطوم على قائمة الإرهاب.
أبريل 2019: واشنطن ترحب بسقوط البشير الذي يعتقله الجيش بعد أربعة أشهر من احتجاجات شعبية.
ديسمبر: وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يعلن إيفاد سفير أميركي إلى الخرطوم للمرة الأولى منذ 23 عاما. يشطب اسم السودان أيضا من قائمة «دول تثير قلقاً خاصاً» حول حرية الأديان.
فبراير 2020: السودان يوافق على دفع تعويضات لعائلات 17 من البحارة الأميركيين الذين قتلوا في هجوم شنه تنظيم «القاعدة» على المدمرة الأميركية «يو اس اس كول» في 2000. يعلن السودان عن قرب التوصل لاتفاق مماثل لأقارب الذين قتلوا في تفجيري السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام العام 1998.
اتهمت الولايات المتحدة السودان بدعم المسلحين الذين نفذوا الهجمات، لكن فيما تنفي الخرطوم أي ضلوع لها، فإنّها توافق على دفع تعويضات إذا شطبت واشنطن اسمها من قائمة الإرهاب.
يتلقى رئيس المجلس السيادي الانتقالي في السودان الفريق عبدالفتاح البرهان، دعوة إلى واشنطن. في الشهر نفسه، يلتقي البرهان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا.
أكتوبر 2020: ترامب يعلن شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ويؤكد أن السودان بصدد تطبيع العلاقات مع إسرائيل.