No Script

قصة قهوة الإيراني أبو عبدالله الذي لم يزر إيران ولا يعرف حرفاً في الفارسية

زنجبيل دوّار «جابر الأحمد»... يتحدّى برد الشتاء

تصغير
تكبير

- من بيع الرقي صيفاً إلى المشروبات الساخنة شتاء... أسرار لرحلتيّ الشتاء والصيف
- سيل السلامات لا يتوقّف على أبو عبدالله من المارين حول دوّار المشروبات الساخنة

فاته الكثير مَن لم يتذوّق زنجبيل أبوعبدالله (حامد محمد)، الإيراني الجنسية الكويتي المولد، الذي يتباهى بأنه لا يعرف بلداً غير الكويت، وهذه أيضاً قناعة سكان منطقة جابر الأحمد الذين يعرفونه جيداً ولا يخطئون في تمييز مشروباته عن غيرها.

ما إن تغرب شمس الكويت حتى يلملم أبو عبدالله دلته وقهوته وإبريق شاي الكرك متحرّكاً ببطء نحو دوار قطعة 7 في منطقة «جابر الأحمد»، حتى بات هذا الدوار مرتبطاً به وبمشروباته الساخنة التي تشكّل إيذاناً بقدوم الشتاء.

48 ربيعاً عاشها في الكويت ولم يرَ غيرها من بلاد الله، وفي هذا المقام يقول لـ «الراي»، «لا أعرف حرفاً من الفارسية فقد عشت حياتي كلها في الكويت وتعلّمت في مدارسها وتربيت في خيرها وسأموت بها»، معرباً عن فخره بأهالي المنطقة الذين يحرصون على تحيته يومياً زرافاتٍ ووحداناً، وهم في طريقهم نحو الممشى يومياً مارين بدوار أبو عبدالله في قطعة 7.

من بيع الرقي صيفاً إلى بيع المشروبات الساخنة استعداداً لقدوم فصل الشتاء، رحلتا الشتاء والصيف، ضرب من ضروب تعب العيش الذي لم يفلح في نزع الابتسامة الدائمة من وجه هذا الرجل المحبوب الذي تفتق ذهنه عن هذه الفكرة، بحثاً عن لقمة عيش حلال له ولزوجته التي سمحت له باستخدام طاولة المنزل الوحيدة في بيع المشروبات ولابنه عبدالله مريض الداون.

ماذا ستفعل بعد الستين؟ هكذا سألت «الراي» أبو عبدالله الذي توقف في تعليمه عند المرحلة المتوسطة قبل أن تودعه، لكن السؤال لم يزعزع ثقته في ارتباطه الأبدي بالكويت ليجيب قائلاً «أمي كويتية تسكن في الصليبية، وأم زوجتي كذلك كويتية ولا أعرف لي وطناً إلا الكويت». وبينما تركت «الراي» أبو عبدالله ليتفرغ لكسب قوته فإن سلامات العابرين لم تنقطع عنه، وكأنها تقول بلسان الحال «أبو عبدالله منا آل الكويت».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي