سحوبات نقاط البيع بـ 30 نوفمبر هبطت 33 في المئة قياساً باليوم السابق
500 ألف دينار مبيعات «بلاك فرايداي» الأخيرة... ما الذي تغيّر؟
- مشتريات الخميس الأخير من نوفمبر تجاوزت 600 ألف دينار
يبدو أنه كان لفعاليات «بلاك فرايداي» في الكويت هذا العام من اسمه نصيب، حيث تشير أرقام حصلت عليها «الراي» أن إجمالي سحوبات المشتريات، التي جرى تنفيذها عبر أجهزة نقاط البيع التابعة لشركة الخدمات المصرفية الآلية المشتركة «كي نت» بلغ في 30 نوفمبر الماضي، نحو نصف مليون دينار، ما يشكّل تراجعاً حاداً قياساً بمشتريات اليوم نفسه من العام الماضي، الذي تجاوزت سحوباته أكثر من 3 أضعاف هذه القيمة.
ورقمياً، لا يشكّل التراجع الحاد بين سحوبات «بلاك فرايداي» الأخيرة واليوم المقابل من 2019 الانخفاض الوحيد، حيث تظهر المقارنة أيضاً وجود هبوط كبير في سحوبات الجمعة الأخيرة من نوفمبر الماضي، مقارنة بحجم سحوبات اليوم السابق، التي تجاوزت 600 ألف دينار بقليل، ما يشكّل نزولاً يقارب 33 في المئة.
يذكر أنه يقابل الجمعة البيضاء في دول الخليج، ما يُعرف بالجمعة السوداء عالمياً، حيث تشهد الأسواق في الولايات المتحدة وأوروبا، في هذا اليوم هجمة شرائية، فيما تحرص الكويت على التواجد ضمن قائمة تشمل أكثر من 150 دولة حول العالم تشارك في الفعاليات.
عروض مغرية
بالطبع، هناك أكثر من سبب يفسّر هذا التراجع الكبير، ولعل أكثر الأسباب التي أثّرت على مشتريات الجمعة البيضاء الأخيرة، أن فيروس كورونا كان حاضراً في الأسواق قبل المستهلك، من خلال تداعياته التي قلّصت القدرة الشرائية للمستهلكين.
ومعلوم أن غالبية متاجر التجزئة التي تشارك في الجمعة البيضاء تخاطب الجمهور من الطبقة المتوسطة، والتي تندرج ضمن الفئات العاملة برواتب تتراوح بين 100 إلى 1500 دينار، بشكل أكبر، وهذا لا يمنع بالطبع الاهتمام بالفئات الأعلى، لكن التركيز الشرائي المتوقع يكون عادة على الفئات الأولى أكبر، لأن مغازلة «زبائنها» من باب العروض، واستقطابهم للشراء الاستهلاكي والتخزيني أسهل من الطبقة التي تميل إلى الانتقائية.
القدرة الشرائية
وبهذا الشأن، كان لضعف القدرة الشرائية لجزء كبير من المستهلكين المستهدفين دوره في الضغط بقوة على معدلات الشراء في ذلك اليوم، فأكثرية المستهلكين لم يعودوا يفضلون تخزين المشتريات، أملاً في تعويض حاجتهم الاستهلاكية عندما تتحسّن الأوضاع الاقتصادية وتنجلي الصورة أمامهم أكثر.
متلازمة العروض
كما أن هناك سبباً إضافياً أسهم في الحد من مبيعات الجمعة البيضاء، يتعلق بمتلازمة العروض، والتي بدأت تأخذ شكل السلسلة منذ الفتح الاقتصادي الذي أعقب غلق الأسواق بسبب انتشار «كورونا»، فمنذ وقتها تبنت غالبية متاجر التجزئة متلازمة التخفيضات لتعويض خسائر الإغلاق، والتي امتدت لما بعد الجمعة البيضاء، ما أسهم في تعزيز حالة التشبع الاستهلاكي، وتقليل شهية الاستمرار في مزيد من الشراء، خصوصاً إذا كان الغرض تخزينياً.
ونتيجة لذلك، لم تكن قائمة العروض المقدّمة في الجمعة البيضاء أفضل بكثير من نظيرتها المقدمة قبلها بقليل، بل يمكن القول إن أسعار المنتجات الأعلى طلباً ثابتة ونسب خصوماتها لم تتغير صعوداً في هذا اليوم، والسبب الرئيس أنه لا يمكن تخطي تكلفة هذه المنتجات إلى معدلات أقل، وإلا سيكون على مستثمري هذه المتاجر تكبّد خسائر في دفاترهم.
كما أنه كان لترافق إطلاق حملة عروضات الجمعة البيضاء الأخيرة مع استمرار التشدد في تطبيق الشروط الصحية، أثراً في خفض الإقبال على الشراء، فبعض المستهلكين لم يرغبوا في الانضمام إلى الطوابير المتقيدة بمستوى الالتزام بالتباعد الاجتماعي وبسبل الوقاية ولبس الكمامات، خصوصاً في ظل الحد من استخدام بعض المرافق في العديد من المحلات، فيما لا يزال البعض يتفادى التعرض لمخاطر العدوى بـ«كورونا».
التجارة الإلكترونية
تحتفي دول الخليج على نحو خاص بالجمعة البيضاء، وهو موسم التخفيضات التي تقدّم فيه مواقع التجارة الإلكترونية في المنطقة خصومات كبيرة تصل إلى 80 في المئة، فيما تتزامن الجمعة البيضاء مع الجمعة الأخيرة من نوفمبر من كل عام كما الحال مع الجمعة السوداء، ولكنها قد تتجاوزها أحياناً لتكون موسماً للبيع.
وببساطة، تعد الجمعة البيضاء هي أكبر موسم مبيعات في منطقة الشرق الأوسط، وقد لا تقتصر على يوم واحد كما هو الحال في الجمعة السوداء.
فإحدى شركات التسويق الإلكتروني في المنطقة التابعة لشركة أمازون جعلت التخفيضات في الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر، وفي الفترة من 23 إلى 29 من الشهر ذاته.