No Script

صدى

بناء القدرات لمواجهة الأزمات

تصغير
تكبير

إنّ ما يشهده العالم اليوم من كوارث طبيعية كالزلازل والأعاصير والعواصف والسيول والحرائق، وأزمات مفتعلة كالحروب والإشعاعات النووية والكيميائية والانحباس الحراري وانتشار الأوبئة والمخاطر البيولوجية، هو نتيجة حتمية ومتوقعة للتطور العلمي والتكنولوجي المتسارع في العالم.

ومن الضروري إزاء هذه التداعيات الوخيمة والانعكاسات السلبية على البشرية، بلورة تصور للتعاطي مع هذه التطورات، خصوصاً من خلال وضع خطة تدريب سنوية بالتعاون مع هيئات دولية وإقليمية ومحلية وجمعيات الهلال والصليب الأحمر، لعامة المجتمع، بغض النظر عن المستوى التعليمي والثقافي، أو حتى الشريحة العمرية، بل وإدراجها كمادة أساسية بشقيها النظري والعملي في جميع المناهج والمراحل الدراسية، بمختلف أعمارهم وفئاتهم، للتعريف بمبادئ الإسعافات الأولية بكل أنواعها وطرق التعامل مع المصاب، وتعلم مبادئ الإطفاء الأولية وأنواعها وطرق مكافحتها باستخدام المطفآت المناسبة لها، ومعرفة إجراءات السلامة الوقائية الواجب اتباعها عند تسرب الغاز، وغيرها من مهارات أساسية للتعامل مع الحالات الطارئة، والتوعية بأنواع الكوارث، والاستعداد لها، وكيفية التعامل عند حدوثها للحد من تداعياتها، مع نشر تطبيقات عن تلك المهارات عبر الهواتف الذكية.

ولا شك أن التدخل الأولي والسريع في الأزمات يتطلب اكتساب مهارات عديدة، كالتدريب على الإجلاء في حالات الطوارئ، بما في ذلك في المنزل، على الأقل مرتين في السنة، وصيانة المصادر المائية والحرص على أن تكون الخراطيم طويلة كفاية لتصل إلى أي جزء من المبنى، وتأمين منافذ خارجية مخصصة للمياه لمكافحة النيران، والتأكد من إعداد مجموعة مستلزمات الطوارئ الأساسية إلى جانب صندوق الإسعاف الطبي، مثل مصابيح إضاءة وبطاريات إضافية، صفارة لطلب المساعدة، كمام، منشفات صغيرة رطبة، وشاحن يعمل بالطاقة الشمسية للهاتف الخلوي، وحفظ الوثائق الشخصية المهمة مثل نسخ من بوليصة التأمين وسجلات الهوية في ظرف مقاوم للماء، وقائمة بالأطباء والأصدقاء الذين قد تحتاج التواصل معهم في حالات الطوارئ.

إن آثار الكوارث المدمرة والتي تخلّف خسائر بشرية وأضراراً اقتصادية واجتماعية وبيئية، تستدعي أكثر من أي وقت مضى ضرورة الإلمام بجميع الإجراءات الأولية لمواجهتها والاستعداد لحالات الطوارئ، خصوصاً المتعلقة بخمسة مخاطر محددة وهي الزلالزل، والفيضانات، والأعاصير والحرائق، والأوبئة.

والمؤكد أنه مع ارتفاع الوعي والإدراك بضرورة اكتساب مهارات التدخل والاستجابة السريعة إبان الأزمات والكوارث، تزداد نسبة النجاح في التعاطي والتعامل الأولي مع آثار الأزمة، وهذا يتطلب تضافر جهود الجميع من دون استثناء بحيث يشكّل الكل جزءاً من الحل بدلاً من المشكلة.

كاتبة كويتية تويتر/ suhailagh1 انستغرام/ suhaila.g.h kwt.events suhaila.g.h@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي