الأول أقرّ ميزانية هائلة للدفاع... والثانية خذلته انتخابياً

الكونغرس والمحكمة العليا يتحدّيان ترامب ورئيس «جمهوريي» تكساس يُحرّض على الانفصال

الشرطة الأميركية تحاول تفريق مواجهة بين مناصري «براود بويز» و«حياة السود مهمة» في واشنطن أول من أمس (أ ف ب)
تصغير
تكبير

أقر الكونغرس الأميركي في شكل نهائي الجمعة، ميزانية قدرها 740،5 مليار دولار للدفاع عن الولايات المتحدة في 2021 متحدياً تهديد الرئيس دونالد ترامب بتعطيله، وذلك في وقت وجّهت المحكمة العليا، ضربة جديدة لترامب عبر رفضها النظر في طعن قدمته سلطات ولاية تكساس يهدف الى إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية في عدد من الولايات.

وتنص هذه الوثيقة بشكل خاص على زيادة نسبتها 3 في المئة للعاملين في قطاع الدفاع وتطلب من السلطة التنفيذية فرض عقوبات على تركيا لشرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية «اس-400».

وحصل قانون ميزانية الدفاع الذي تبناه مجلس النواب الثلاثاء، بغالبية ساحقة، على 84 صوتاً مؤيداً و13 معارضاً في مجلس الشيوخ. وسمح التصويت بتحقيق «الغالبية العظمى» من الأصوات المطلوبة في المجلسين لتجاوز فيتو محتمل من الرئيس.

وقبل أن يدخل القانون حيز التنفيذ، يفترض أن يتم إرساله إلى البيت الأبيض ليوقع عليه الرئيس. لكن الملياردير الجمهوري يهدد باستخدام حقه في تعطيله خصوصا لأن النص لا يشمل إلغاء قانون يعرف باسم «المادة 230» ويحمي الوضع القانوني لشبكات التواصل الاجتماعي التي يتهمها بالانحياز ضده.

كما يؤكد معارضته باستمرار لتضمين قانون تمويل وزارة الدفاع (البنتاغون) مادة تفرض إعادة تسمية القواعد العسكرية التي تحمل أسماء جنرالات من المعسكر الكونفيديرالي الذي كان يدافع عن العبودية.

ويتعارض النص أيضاً مع خطة ترامب لتقليص الوجود العسكري الأميركي في ألمانيا. وهو يفرض مهلة 120 يوماً على الأقل على البنتاغون قبل أي خفض للقوات في ألمانيا، ما يعني أنه لا يمكن أن يحدث انسحاب أميركي قبل أن يتولى الرئيس المنتخب جو بايدن مهامه في 20 يناير.

وينص القانون أيضاً على أن الانسحاب العسكري من ألمانيا «في فترة تتزايد فيها التهديدات في أوروبا سيشكل خطأ استراتيجياً خطيراً من شأنه إضعاف مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة وإضعاف حلف شمال الأطلسي».

وألمح ترامب إلى هذه المسائل في تغريدة الثلاثاء إلى جانب شبكة الجيل الخامس (5جي).

وحول تركيا تنص الوثيقة على أن الرئيس سيفرض في غضون 30 يوماً عقوبات اقتصادية فردية على الأشخاص المتورطين في الحصول على منظومة «اس-400» المضادة للصواريخ وغير المتوافقة مع الأنظمة الدفاعية للحلف الأطلسي.

واستبق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذلك بتأكيده الجمعة، أن العقوبات الأميركية ضد بلاده ستشكل «عدم احترام من جانب الولايات المتحدة لحليفتها المهمة للغاية في الحلف الأطلسي».

من جهة أخرى، يقضي قانون ميزانية الدفاع أيضا بفرض عقوبات على خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» (السيل الشمالي 2) المثير للجدل الذي يربط بين روسيا وألمانيا.

لكن في هذه الحالة لم يتم تحديد جدول زمني، بل يشير النص إلى ضرورة أن يناقش وزير الخارجية الأمر مع الدول المعنية قبل ذلك.

استؤنف العمل في بناء خط أنابيب الغاز هذا الذي يفترض أن يضاعف من قدرات نقل الغاز الروسي ويضمن أمن الإمدادات إلى أوروبا الغربية عبر بحر البلطيق، الجمعة بعد توقف دام عاماً تقريباً.

وتشارك في المشروع بشكل أساسي شركة غازبروم الروسية العملاقة وخمس مجموعات أوروبية هي الفرنسية «انجي» والألمانيتان «أونيبر» و«فينترشال» والنمساوية «أو ام في» والأنغلو هولندية «شل».

وحدد مجلس الشيوخ، الجمعة، مهلة قصيرة مدتها أسبوع، بتمديده قانون المالية لتجنب شلل الإدارة الفيديرالية (الإغلاق) وضمان مزيد من الوقت للتفاوض على ميزانية 2021. وقد وقع عليه ترامب.

وتنتهي مساعدة العاطلين عن العمل في إطار خطة الإنعاش التي تبلغ قيمتها 2،2 تريليون دولار وتم تبنيها في الربيع غداة عيد الميلاد وسيتم السماح مرة أخرى بإخلاء المستأجرين مع عجز ملايين الأميركيين عن دفع الإيجار في غياب دخل كاف.

قضائياً، اعتبر قضاة المحكمة العليا التسعة، وبينهم ثلاثة عيّنهم الرئيس الذي تنتهي ولايته في يناير، في قرار مقتضب، الجمعة، أن تكساس التي صوّتت لصالح ترامب في الاقتراع الرئاسي، لا يحقّ لها التدخّل في طريقة إجراء الانتخابات في ولايات أخرى.

وفي حين يُرتقب أن يتجمّع كبار الناخبين، غداً، لتأكيد أصواتهم، يُواصل ترامب رفض الاعتراف بهزيمته أمام الديموقراطي جو بايدن، ويؤكّد أنّ الانتخابات «سُرقت» منه.

وكتب ترامب على «تويتر»، أن المحكمة العليا «خذلتنا»، متهما القضاة بأنهم «لم يتحلوا بالحكمة ولا الشجاعة!».

لكن رد الفعل الأعنف جاء من رئيس الحزب الجمهوري في تكساس ألن ويست، الذي لم يتردد في التفكير في انفصال هذه الولاية الجنوبية. وقال في بيان لحزبه «ربما يتعين على الولايات الملتزمة بالقانون أن تتحد وتشكل اتحاداً للولايات التي تحترم الدستور».

ترامب يأمر رئيس هيئة الغذاء والدواء بإجازة لقاح «فايزر - بيونتيك» أو الاستقالة
أعطت الولايات المتحدة مساء الجمعة، موافقتها على استخدام لقاح «فايزر - بيونتيك» لمكافحة وباء كوفيد-19 ممهدة الطريق أمام بدء حملة تلقيح واسعة النطاق في كل أنحاء البلاد.

وبذلك تصبح، الولايات المتحدة، سادس دولة تعطي موافقتها على اللقاح، بعد بريطانيا وكندا والبحرين والسعودية والمكسيك.

ويفترض ان تعطي وكالة الأدوية الأوروبية موافقتها بحلول نهاية ديسمبر الجاري.

وقال الرئيس دونالد ترامب في شريط قصير على «تويتر»، ليل الجمعة، «بدأنا بالفعل في إرسال اللقاح إلى كل الولايات»، مشيراً إلى أن «أولى عمليات التلقيح ستتم في أقل من 24 ساعة».

وتابع أن «الحكّام يُقرّرون أين يجب أن تذهب اللقاحات في ولاياتهم ومَن سيتلقّاها أولاً».

وتابع «نريد أن يكون مواطنونا الأكبر سناً ومقدّمو الرعاية والإسعافات الأولية أوّل مَن يتلقّاها».

وكان ترامب الذي ركز كل استراتيجيته لمكافحة الوباء على تطوير لقاح بسرعة، عبر عن نفاد صبره إزاء هيئة الغذاء والدواء (اف دي أيه).

وكتب في تغريدة «أنزلوا هذا اللقاح اللعين الآن!».

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن البيت الأبيض أمَرَ رئيس الهيئة ستيفن هان، بإجازة اللقاح، في اليوم نفسه، أي الجمعة، أو أن يُقدّم استقالته.

واشترت الولايات المتحدة مسبقاً من اللقاح، مئة مليون جرعة. كما اشترت مئة مليون جرعة إضافية من لقاح آخر هو لقاح «موديرنا» وبذلك ضاعفت عدد الجرعات المطلوبة مسبقا من شركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية.

الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرّراً في العالم من الوباء، تسجل حاليا أرقاماً قياسية من الإصابات، مع نحو 235 ألف حالة جديدة في 24 ساعة، الجمعة، وهي حصيلة لم تسجل يوماً في السابق.

وفي فرنسا، هناك «خطر مرتفع» من تفشي المرض «في الأسابيع المقبلة»، كما نبهت هيئة الصحة العامة، داعية إلى «مزيد من اليقظة، خاصة مع اقتراب احتفالات نهاية العام».

وكانت الحكومة أعلنت مساء الخميس عن تخفيف حذر للإغلاق اعتباراً من 15 ديسمبر مع إبقاء بعض القيود مثل حظر التجول اعتبارا من الساعة الثامنة مساء يومياً، بما في ذلك في 31 ديسمبر (لكن ليس في 24 ديسمبر).

وقال الرئيس إيمانويل ماكرون «عيد الميلاد في أيدينا». وفي بلجيكا المجاورة، حذر الناطق باسم السلطات الصحية عالم الفيروسات ستيفن فان غوشت، من أن الوباء «في مستوى مرتفع جدا وخطر».

في سويسرا ومع ارتفاع الإصابات أيضاً، تم اعتماد إجراءات جديدة تشمل إغلاق مطاعم وحانات ومتاجر وأماكن الترفيه والرياضة والمتاحف والمكتبات اعتباراً من الساعة السابعة مساء.

من جانب آخر، أعلنت بريطانيا، الدولة الأكثر تضرراً بالوباء في أوروبا مع 63082 وفاة، أنها ستخفض مدة الحجر الصحي للمسافرين الوافدين من الخارج أو «الحالات المخالطة» من 14 الى 10 أيام.

وأطلقت البلاد حملة تلقيح الثلاثاء بعدما كانت اول دولة تعطي موافقتها على لقاح «فايزر - بيونتيك». وقال الرئيس التنفيذي لـ«بيونتيك» أوغور شاهين، إن أكبر تحد يواجه الشركة الألمانية وشريكتها الأميركية «فايزر»، سيكون زيادة التصنيع لتلبية الطلب الضخم.

وأعلنت الشركتان أنهما ستنتجان ما يصل إلى 1.3 مليار جرعة من اللقاح العام المقبل.

من جهتها، منيت مختبرات «سانوفي» الفرنسية و«غلاكسو سميث كلاين» (جي إس كيه) البريطانية بنكسة مع إعلانهما الجمعة، أن لقاحهما لن يكون جاهزاً قبل نهاية 2021، بعدما جاءت نتائج التجارب السريرية الأولى أدنى من التطلعات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي