كلما شعر المجتمع الكويتي بأنه قد خُذل من نوابه في المجلس، وبأن الأداء كان أقل من المطلوب، فإنه ينتفض انتفاضة تطيح بعدد كبير منهم، ومن ثم استبدالهم بنواب يميلون نحو المعارضة، ويحقّقون طموحه بإصلاح الخلل وتعديل مسيرة المجلس، ويبدو أن هذا ما حصل في آخر انتخابات للمجلس، فقد اختار المجتمع الكويتي مجموعة من المعارضين ليحلوا محل من ثبت تقاعسهم من النواب الحاليين!
بالطبع فإنّ الموضوع ليس على إطلاقه، بل هنالك كفاءات قد تم استبعادها، بينما جاء مكانها من هم أقل كفاءة وقدرة!
لكن هذه طريقة التغيير المعتادة عند المجتمع الكويتي.
لابد أن تستوعب الحكومة تلك المزاجية، وتتعامل مع الواقع، بدلاً من التفكير في المصادمة مع المجلس الجديد!
يبدو أن ذلك التغيير يتطلب خطوة جديدة ألا وهي تغيير الرئاسة، وهذا ما يعمل عليه النواب الجدد، فقد قرروا اختيار رئيس جديد للمجلس رغم كفاءة الرئيس الحالي وهمته العالية، لكن تغيير المشهد يتطلب تغييراً مماثلاً في إدارة المجلس!
نحن متحمّسون للتغيير ونسأل الله ان يكون نحو الأفضل، ولسنا آسفون على تغيير قواعد اللعبة، بل نسأله تعالى أن يبدلنا خيراً مما فقدناه، ويبقى الدور على رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد أن يختار لنا كفاءات تتناسب مع ذلك التغيير وتكون عوناً له في إدارة ذلك التغيير، ولاشك أن في البلد كفاءات كثيرة تصلح للتعيين، ونحتاج إلى إيجادها وتحميلها المسؤولية، واستبدالها بالوزراء، الذين فشلوا في إدارة المهمة ووجب تغييرهم!
عسى الله تعالى أن يلطف بنا وأن يوفقنا إلى ما فيه الخير لبلدنا، وأن يجنبنا الفتن، وأن يجعل هذه المرحلة المقبلة، مرحلة خير لبلدنا.