ولي رأي

في رثاء الأستاذ عيسى الهنيدي

تصغير
تكبير

زاملت الأستاذ عيسى راشد الهنيدي - رحمه الله - في الدراسة، فكان نِعم الصديق، وعملنا معاً مدرّسين في مدرسة واحدة، وكان -رحمه الله- مدرساً للعلوم، وأنا كنت مدرساً للغة الإنكليزية، فنشأت بيننا صداقة حميمة، وترقيّنا مع بعضنا البعض، فكان هو الناظر وأنا الوكيل.

تعلّمت منه الكثير من الأمور الإدارية، منها أن التوثيق تصويب للأخطاء وتطوير للعمل، حتى جعلنا من مدرستنا مدرسة نموذجية تزورها قيادات وزارة التربية وضيوف عديدون.

في إحدى المرات زارنا المرحوم الدكتور أحمد الربعي - طيب الله ثراه - عندما كان وزيراً للتربية، وقد كانت بيننا وبينه معرفة سابقة، وما أن رآنا حتى قال: «مرقابيين اثنين، لا ينخاف عليهم، ولا ينشد عنهم»، وخرج مسروراً على ما رآه في المدرسة.

وبعد أن تقاعدنا لم ننفصل واستمرت صداقتنا، وامتدت إلى أبنائنا، وعندما كنت أزوره في ديوانه يصرّ على أن أتصدر المجلس، وأحرص أنا إذا زارني في ديواني أن أستقبله على الباب، وأوصله حتى باب السيارة، لما كان بيننا من تقدير ومحبة.

لقد كان أبو بشار - غفر الله له - وعلى مدى ما يقارب 50 عاماً، الصديق الوفي والرفيق الناصح، والرئيس المنصف، وعندما انتخب في مجلس إدارة جمعية المعلمين الكويتيين، ترك بصمة واضحة في تطوير العملية التربوية، رحم الله أبا بشار وأسكنه أعالي الجنان، وألهمنا وأهله الصبر والسلوان.

(إنا لله وإنا إليه راجعون).

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي