No Script

للمرة الأولى الخاسر يشكك في نزاهتها... ونسبة إقبال كبيرة من الناخبين

دراسة كويتية: لهذه الأسباب... انتخابات أميركا 2020 استثنائية بكل المقاييس

فيصل بوصليب
فيصل بوصليب
تصغير
تكبير

- الرغبة بهزيمة ترامب وراء الاصطفاف الواسع خلف بايدن
- ترامب ابتعد عن أجندة الحزب الجمهوري السياسية التقليدية
- للمرة الأولى منذ العام 1992 يفشل الرئيس في إعادة انتخابه
- الديموقراطيون عائدون إلى الاختلاف خصوصاً مع تيار اليسار التقدمي

في دراسة حديثة صادرة عن مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية التابع لجامعة الكويت، أكد مدير المركز الأستاذ فيصل بوصليب الذي أعد الدراسة، أن الانتخابات الرئاسية الأميركية تحظى بمتابعة واهتمام كبيرين، ليس فقط على المستوى المحلي الأميركي، بل على المستوى الدولي كذلك، لما تشكله نتائجها من انعكاسات مهمة على تشكيل السياسة الخارجية الأميركية التي تؤثر في العالم بأسره، وخصوصاً في منطقة الخليج والشرق الأوسط التي تحظى بأهمية خاصة في أجندة السياسة الخارجية الأميركية.

وذكرت الدراسة، التي حملت عنوان «الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020... دول الخليج العربية بين ترامب وبايدن»، أنه «في الانتخابات الحالية للبيت الأبيض عام 2020 سيطرت تداعيات جائحة كورونا المستجد على الحملات الانتخابية للمرشحين الديموقراطي جون بايدن والجمهوري الرئيس دونالد ترامب، حيث سعى بايدن إلى استغلال التعامل السيئ لإدارة ترامب مع الجائحة، على المستويين الصحي والاقتصادي في البلاد».

واعتبرت الدراسة أن الحوادث العنصرية التي حدثت قبل فترة من إجراء انتخابات البيت الأبيض أثرت على العملية الانتخابية، وأهمها مقتل الشاب الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد على يد شرطي أبيض، والتي تبعها حدوث اضطرابات شعبية وحوادث تصادم بين المتظاهرين وقوات الأمن في بعض الولايات. وظهرت على إثر الحوادث العنصرية حركة «حياة السود مهمة - Black Lives Matter»، المناهضة للسياسات العنصرية، والتي اتخذت موقفاً مناهضاً من إدارة ترامب.

وتابعت أن الانتخابات شهدت تنافساً شديداً بين المرشحين، ونسبة إقبال كبيرة بين الناخبين.

وشهدت الانتخابات للمرة الأولى تأخراً في فرز نتائج التصويت، نتيجة للمشاركة عبر البريد بسبب الجائحة، وزيادة نسبة التصويت بشكل غير مسبوق.

وأسفرت عن فوز المرشح الديموقراطي، وفشل الرئيس ترامب في الحصول على فترة رئاسية ثانية، وهي المرة الأولى منذ عام 1992 التي يفشل فيها رئيس أميركي في إعادة انتخابه.

وخلصت إلى أنه «يمكن القول بأن جون بايدن لا يعتبر البديل المفضل حتى لكثير من الديموقراطيين، ولكن الرغبة العارمة في إلحاق الهزيمة بالرئيس ترامب، كانت وراء الاصطفاف ونسبة التصويت غير المسبوقة في هذه الانتخابات.

ورغم ذلك فإن بايدن يعتبر متقدماً في السن، وفي انتخابات 2024 سوف يكون في منتصف الثمانينات من عمره، وهي نقطة ضعف يمكن أن يعاني منها الحزب الديموقراطي الذي يطمح في البقاء في البيت الأبيض لفترة 8 سنوات.

كما أن فوز الحزب الديموقراطي في الانتخابات لا يعني أنه لا يعاني من انقسام حزبي، حيث إن هذا الاصطفاف الحزبي وراء بايدن كان فقط لإلحاق الهزيمة بترامب، ثم لا يلبث الديموقراطيون أن يعودوا إلى الاختلاف، خصوصاً من جانب تيار اليسار التقدمي داخل الحزب الديموقراطي».

كما بيّنت أن الحزب الجمهوري يعاني من انقسام غير مسبوق نتيجة لصعود ترامب في قمة الحزب في الانتخابات الماضية التي فاز فيها في عام 2016، ويحتاج بعد هزيمة ترامب لإعادة توحيد صفوفه، وإعادة تنظيم قواعده الانتخابية، والعودة في انتخابات 2024 بمرشح جديد قوي، وقادر على إعادة الحزب إلى الواجهة، وفق أجندته السياسية التقليدية، التي ابتعد عنها ترامب، منذ وصوله إلى البيت الأبيض في 2016.

واعتبرت أن الانتخابات الرئاسية 2020 استثنائية بجميع المقاييس، ليس فقط لإجرائها في ظروف وباء عالمي، أو نسبة المشاركة غير المسبوقة بين الناخبين، أو لتأخر إعلان نتائجها، ولكن أيضاً لأنها المرة الأولى التي يشكك فيها الخاسر في الانتخابات بنزاهتها، ويتهم ولايات بتزوير الانتخابات وسرقتها، ويقدم دعاوى قضائية للطعن في نتائج الانتخابات أمام المحاكم الفيديرالية.

سلبيات نظام المجمع الانتخابي: لا يعكس الديموقراطية الحقيقية

اعتبرت الدراسة أن «من أهم سلبيات نظام الهيئة الانتخابية (المجمع الانتخابي)، أنه قد لا يعكس نتائج الديموقراطية الحقيقية.

فقد يحصل مرشح على أكثرية الأصوات الشعبية، ولا يصل إلى البيت الأبيض، لأن الآخر حصل على عدد أكبر في الهيئة الانتخابية. وهو السيناريو الذي حصل بالفعل في الانتخابات الرئاسية في عام 2000 بين المرشح الديموقراطي آل غور، الذي حصل على أكثرية الأصوات الشعبية، والمرشح الجمهوري جورج دبليو بوش، الذي حصل على العدد الأكبر في الهيئة الانتخابية، ووصل إلى البيت الأبيض.

وحصل هذا السيناريو مرة أخرى في انتخابات 2016 بين مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون، وترامب».

ولفتت الدراسة إلى أن هناك من يرى بأن هذه الطريقة تجعل المرشحين في الانتخابات الرئاسية يركزون على ولايات محددة، وهي ما يُطلق عليها «الولايات المتأرجحة swing states»، وهي الولايات التي لم تحدد موقفها من مسألة التصويت لأي من المرشحين في الانتخابات الرئاسية، وهي ولايات عادة ما تكون غير محسوبة على أحد الحزبين، مثل فلوريدا وبنسلفانيا وأوهايو، على خلاف الولايات الكبيرة الأخرى المعروف توجهها مسبقاً، مثل كاليفورنيا أو نيويورك المعروفة بتوجهها الديموقراطي، أو ولاية تكساس المعروفة بتوجهها الجمهوري.

إيجابيات النظام: حماية الولايات الصغيرة

بيّنت الدراسة أن المؤيدين لنظام الهيئة الانتخابية يرون أنه يؤكد على الطبيعة الفيديرالية التي يقوم عليها النظام السياسي الأميركي، من حيث إنها تمنح الفرصة للولايات في اختيار الطريقة التي تراها لاختيار الرئيس. كما أنه يحمي الولايات الصغرى ويجعل لها أهمية في الانتخابات الرئاسية، مثلما حدث في انتخابات 2020، حيث كان المرشحان ينتظران نتائج ولاية نيفادا الصغيرة، ذات الستة أصوات في المجمع الانتخابي، لتعزيز حظوظهما.

كما أن نظام الهيئة الانتخابية يضمن حقوق الأقليات العرقية في المجتمع الأميركي، مثل الأقلية السوداء أو اللاتينية وغيرها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي