تستهدف أصولاً متنوعة... عدا العقارات
الصناديق المغلقة تنافس الـ«ريت» على أموال المستثمرين
قبل 4 سنوات، كانت الصناديق العقارية المتداولة «الريت»، الحدث الأكبر الذي لاقى اهتماماً من جانب قطاع واسع من المستثمرين في السوق السعودي، لكن السوق يستعد خلال الفترة المقبلة لاستقبال نوع آخر من الصناديق، والذي سينافس صناديق الـ«ريت» على أموال المستثمرين، ونتحدث هنا عن صناديق الاستثمار المغلقة المتداولة «CEFs» (أرقام).
وفي سبتمبر الماضي، أعلنت هيئة السوق المالية السعودية موافقتها على طرح وتسجيل وحدات «صندوق الخبير للدخل المتنوع المتداول» كوحدات صندوق استثمار مغلق متداول، ليصبح ذلك الصندوق الأول من نوعه في المملكة، وبدأت فترة الاكتتاب في الصندوق الجديد في السادس من الشهر الجاري.
ربما يلتبس الأمر على البعض، ويعتقد أن صناديق الاستثمار المغلقة مثل صناديق الـ«ريت»، وسبب هذا الفكر في الغالب هو أن كلا النوعين من الصناديق يتشابهان في الهيكل القانوني وطريقة التداول، لكن في الواقع، ينتمي كل واحد منهما إلى عالم مختلف، فما يوفره صندوق الـ«ريت» من فرص لا يشبه ما يوفره صندوق الاستثمار المغلق المتداول، والأمر نفسه ينطبق على المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار في أي من الصندوقين.
مجموعة عقارات
صناديق الـ«ريت» عبارة عن شركات تمتلك أو تدير أو تمول مجموعة من العقارات المدرة للدخل، وتجمع رأسمالها من المستثمرين خلال اكتتاب عام.
ما سبق هو تقريباً نفس المفهوم الذي تقوم عليه صناديق الاستثمار المغلقة المتداولة، لكن الأصول التي تستهدفها أو تضطلع بإدارتها هذه الصناديق ليست عقارات، في حين تستهدف بشكل أساسي الاستثمار في أصول متنوعة مثل الصكوك وصفقات التمويل التجاري والإجارة وصناديق الدخل وصفقات المرابحة، وغيرها من الأصول المدرة للدخل، فيما عدا الأصول العقارية لأنها محظورة على تلك الصناديق وفقاً لتعليمات «هيئة السوق المالية».
وغالبية الأصول التي تستهدف «صناديق الاستثمار المغلقة المتداولة» للاستثمار فيها كانت ومازالت تعتبر حكراً على الكبار من المستثمرين الأفراد والمستثمرين المؤسسات الذين يمتلكون السيولة والملاءة المالية التي تمكنهم من الاستفادة من الفرص الاستثمارية والوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية التي توافرها هذه الأنواع من الأصول، ولكن هذا الأمر سيتغير في الفترة المقبلة، بفضل صناديق الاستثمار المغلقة، والتي ستصبح نافذة لصغار المستثمرين إلى تلك الأصول.
فوارق أخرى
تشترك صناديق الـ«ريت» والصناديق المغلقة المتداولة في أنهما تستثمران أموال مالكي الوحدات في أصول مدرة للدخل، ولكن تختلفان في طريقة توزيع ذلك الدخل. فصناديق الـ«ريت» ملزمة بتوزيع 90 في المئة على الأقل من صافي دخلها سنوياً، لكن في الصناديق المغلقة المتداولة لا يوجد مثل هذا الشرط.
فارق آخر مهم بين الـ«ريت» والصناديق المغلقة المتداولة يكمن في حجم الرافعة المالية المسموح بها للصندوق، فبأي حال من الأحوال، لا يجوز أن يتجاوز اقتراض الصندوق المغلق المتداول ما نسبته 30 في المئة من صافي قيمة أصوله، بينما بوسع صندوق الـ«ريت» اقتراض ما يعادل 50 في المئة من صافي قيمة أصوله كحد أقصى.