No Script

بالقلم والمسطرة

الهمة والغمة في مجلس الأمة!

تصغير
تكبير

بعد الانتخابات الأخيرة، وإعادة تشكيل مجلس الأمة بنسبة تغيير حوالي 62 في المئة، فإن ذلك يمثل تحدياً وفرصة حقيقية لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتلك الفرصة بالذات للنواب الجدد لإثبات وتطبيق الوعود الانتخابية وما أكثرها! وكنت قد قرأت في إحدى الصحف في صيف 2019 أخباراً وتصريحات تقول إن النواب غير راضين عن مجلسهم! ومما تضمنه تصريح عدد من النواب في حينها، وباختصار نائب يقول إن قوانينه شكلية لا تخدم المواطن، ونائب يقول إن تشريعاته متواضعة، ومن يقول ليس في مستوى الطموح، وآخر يقول إن السلطتين مقصرتان.

ومن وجهة نظري، تعليقاً على ما سبق: ماذا يقول المواطنون إذا كان هذا رأي عدد من النواب في تلك التصريحات السلبية، وما فيها من إحباط مزعج؟! فدور النوّاب في كل زمان هو تفعيل المسار الإصلاحي في قاعة عبدالله السالم، من خلال التعبير عن طموحات المواطنين وعلاج قضاياهم ( المزمنة)، والتي تزداد جيلاً بعد جيل، وتمس النواب أنفسهم، فهم جزء من نسيج المجتمع وليس أكثرهم من الطبقة المخملية.

فالنواب - بشكل عام - مسؤولون عن ممارسة الدور التشريعي والرقابي، كما أن المسؤولية تقع على عاتقهم في التعامل مع الحكومة، والضغط عليها لتسريع عجلة إقرار القوانين ووضع التشريعات المناسبة، والتي تمس قضايا الوطن والمواطنين، وذلك في حال إذا كان العمل السياسي غير داخل في دوامة المحاصصة والمحسوبيات والتعيينات (البارشوتية ) كالمعتاد.

وقد تجد بعض النواب يصرّح في ندواته الانتخابية، وكأنه منقذ الأمة، وعند دخوله المجلس لا تجد تلك الهمة الانتخابية، ولا تستمر الشعلة المتوهجة، التي كانت قبل دخوله المجلس والاستمتاع بمزايا وتأثير الكرسي الأخضر! وكذلك فليس المهم التركيز على جانب واحد وهو الرقابي مثلاً، كتقديم الاستجوابات فقط، وإن كان بعضها قد يكون مستحقاً ومهماً وتفعيلاً لأداة دستورية مطلوبة في بعض الأحيان، لمواجهة القصور والتخبط في بعض الجهات الحكومية، وذلك من دون التركيز على الجانب الآخر المهم - أيضاً - وهو الجانب التشريعي، والذي يسد الثغرات التشريعية، والتي ينفذ منها البعض، ويستفيد منها الفاسدون من أجل مصالحهم.

لذا، على المواطنين أن يقارنوا بين تصريحات النائب سواء في حملاته الانتخابية السابقة، أو في وسائل الإعلام، وبين دوره الرقابي المفيد والتشريعات التي يساهم فيها، والتي يقوم بالتصويت عليها حتى يتم التمييز بين النائب المجتهد صاحب الهمة والنائب المتراخي، وهو بمثابة الغمة على الأمة، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com

Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي