الشعب قالها... فهل تسمع الحكومة القادمة؟
لأن الشعب يدرك تمام الإدراك أن الكويت في أزمة، ولأن الشعب يدرك أن هذه الأزمة تتخطى الأزمات الأصغر مثل السكن والبطالة والتركيبة السكانية والاقتصاد والأخطار الإقليمية لتتكون من كل هذه الأزمات وغيرها مجتمعة أزمة كبرى تمثل خطراً داهماً يهدد كيان الدولة وشعبها... ولأن الشعب يدرك أن صوته اليوم بالغ الأهمية، ولأن الشعب قلق على مستقبل أبنائه، ولأن الشعب يرغب في إيصال صوته ورسالته إلى من يهمه الأمر... لهذا كله حطّم الكويتيون أمس كل التوقعات وهزموا بشجاعتهم الوطنية الفيروس الخبيث (كورونا) مثلما هزموا التقلبات الجوية والتزاحم والتدافع وسوء التنظيم في بعض المقار الانتخابية بإصرار يستحق الاحترام.
بل حتى الكثير من المقاطعين للانتخابات الماضية والمشككين في سلامة نظام الصوت الواحد والرافضين له تجاوزوا الأمر، وقرروا المشاركة وافتخروا بختم (أمة 2020) على صفحات جنسيتهم، وعرضوه على صفحات تواصلهم الاجتماعي، ليوصلوا صوتهم ويبينوا مخاوفهم وما يقلقهم.
والآن...
بعدما قال الكويتيون كلمتهم، ووضع كل منهم علامته على من اختاره ليكون ممثلاً له في بيت الأمة، بقي أن نسمع من الحكومة القادمة رد التحية بأن يحسن من يحظى بالتكليف السامي تشكيل حكومته لتكون حكومة إنقاذ وطني من رجال دولة قادرين على إراحة النفوس القلقة، والتأكيد على أن هذا البلد الذي بدأت مسيرته قبل مئات السنين، قادر على تخطي ما يتهدده اليوم من الصعاب، مثلما ذلل كل ما واجهه في الأمس القريب... والبعيد.
