No Script

اجتهادات

نتائج الانتخابات... (كلام فاضي) !

تصغير
تكبير

إنني متيقّن - والكثيرون مثلي - أن الشعارات الانتخابية والقضايا المصيرية والملفات المعلقة منذ سنوات كثيرة مضت، ما هي إلا أدوات استخدمها الكثيرون من مرشحي مجلس الأمة، لاستمالة ثقة الناخبين وكسب أصواتهم، والتجارب السابقة تقول إن أحلامنا ستتبخر مع الوقت، وسنكتشف بعد أربع سنوات مقبلة أن ما كان يطرح (كلام فاضي) ! قضايا السكن والتعليم والصحة والتركيبة السكانية والرشاوى السياسية و«البدون» والاقتصاد الهش، والاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، والتعيينات البارشوتية والمحاصصة السياسية، وغيرها من القضايا التي لا تعد ولا تحصى، التي أرهقت كاهل المواطن وتحمل تبعاتها السيئة، حتى قبل الدولة نفسها ! ستستمر إذا كان هذا حال مجلسنا المقبل.

في رأيي الشخصي لن تٌعالج أي من هذه القضايا، ولن تحلّ أي من هذه المشاكل، ولن تنجلي أي من هذه التحديات، إلا إذا واجهنا غول الفساد، الذي استشرى في البلاد وغير ذلك إيضاً (كلام فاضي) ! الفساد في التعيينات لكل من له واسطة أو علاقة مع وزير أو نائب، الفساد في ترسية المناقصات على كل من له سلطة وعلاقة بالسلطة، الفساد في تمرير المعاملات وعلى عينك يا حكومة، الفساد في تخليص الأعمال لدى الجهات الحكومية للأقارب والأصدقاء أو حتى (بخشم الدينار)، الفساد في العلاج بالخارج وفي ترضية النواب، الفساد في كسب صوت النائب والناخب، الفساد في عقلية المواطن، التي زرعتها ورعتها أجهزة الدولة منذ سنوات عديدة مضت ! والأهم من كل هذه القائمة - التي لا يسع المجال لذكرها - فساد بعض ممثلي الأمة الذين شاهدوا هذا الفساد وتغاضوا عنه، وتجاهلوا أسبابه كسلطة رقابية، متمثلة في تكرر نجاح بعض أعضائها برغبة وإصرار المواطنين في كل انتخابات، ليستمر معها تذمرنا وتأسينا وتألمنا على واقع حالنا، الذي صنعناه وسنصنعه بأيدينا ! لتختفي معها شعارات رفعها الجميع ضد الفساد والفاسدين في يوم الانتخابات لأنها باختصار (كلام فاضي) ! فواقع حال هؤلاء باختصار - وبعبارة منقولة بتصرف - فاسدون ضد الفساد وأغبياء ضد الجهل ومنحرفون ضد الصواب وماكرون أمام الحقيقة، تلك معالم مشهد يتكرر بانتظام كل أربع سنوات، وكل عام وأنتم بخير! والله من وراء القصد !

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي