No Script

كرة السلة اللبنانية... إلى أين؟

شارل تابت... اغتالوا أحلامه!
شارل تابت... اغتالوا أحلامه!
تصغير
تكبير

بيروت - أ ف ب - «بعت سيارتي الأولى اليوم». بطوله الفارع البالغ مترين و5 سم، يقف شارل تابت مبتهجاً لبيع سيارة، مستهلاً رحلة تجارية بعد مسيرة لـ10 سنوات في الدوري اللبناني لكرة السلة، حيث دفعته الأوضاع الاقتصادية للاعتزال.

هجر ابن الـ33 الرياضة الأكثر نجاحاً في «بلاد الأرز»، عائداً الى ميتشيغن في بلد المنشأ الولايات المتحدة، ملتفتاً لحياة مهنية بعيداً عن كرة السلة.

رأى في تجارة السيارات ضماناً لمستقبل عائلته، في ظل تأثر رواتب اللاعبين نتيجة تراجع سعر صرف العملة المحلية، في بلاد تعيش إحدى أسوأ أزماتها الاقتصادية.

يقول تابت: «لم يكن قرار الاعتزال سهلاً، إذ لعبت 10 سنوات في لبنان وأصبح لدي العديد من الأصدقاء. مؤسف ما يجري في لبنان اقتصادياً واشتداد الأزمة المالية».

سرقت كرة السلة الأنظار في لبنان، مع نجاحات عربية وآسيوية لناديي الحكمة والرياضي في التسعينيات، انسحبت إلى المنتخب الذي تأهل 3 مرات الى كأس العالم (2002 و2006 و2010).

وخلافاً لكرة القدم، عاشت كرة السلة اللبنانية ازدهاراً، واستقدمت أنديتها محترفين من الولايات المتحدة.

لكن مع بداية أزمة اقتصادية نتج عنها احتجاجات في اكتوبر 2019، اعتزل 4 لاعبين دوليين، في ظل توقف الدوري الذي تعمّقت مأساته بسبب فيروس «كورونا».

يروي تابت: «أعمل في بيع السيارات لأن شقيقي مدير مالي في أكبر وكالات بيع السيارات في ميتشيغن وشجعني على التجربة».

يشرح المدرب غسان سركيس: «عاد العديد من اللاعبين من المهجر للمشاركة في الدوري اللبناني مثل براين بشارة وعلي محمود وعلي حيدر.

لكن اليوم لا يمكن إقناع أي لاعب بالعودة. عشنا العام الأخير وكأننا في مقبرة.

نأمل في ان يتم التغيير في رأس هرم اللعبة».

وعن تدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار بنحو 5 أضعاف، فضلاً عن حال انكماش مصرفية وضعت قيوداً على الحسابات بالعملة الأجنبية، يقول قائد منتخب لبنان، إيلي رستم: «الأمور ضبابية واللعبة تتجه الى الأسوأ لارتباطها بكل ما يجري، لذا أصبحنا نبحث عن أي فرصة للهجرة من اللعبة».

حتى الآن، اعتزل اللبناني-الأميركي دانيال فارس (33 عاما)، متجهاً للعمل في نيو مكسيكو التي دافع عن ألوان جامعتها بين 2005 و2009. يمتلك اللاعب البالغ متجراً لبيع الأدوات والمستلزمات الطبية.

أما جيرار حديديان (25 عاما) فذهب للاحتراف في الدوري الأرميني والعمل في البلاد التي يحمل جذورها.

وأصبح ايلي شمعون (26 عاما) مستشاراً إدارياً في شركة محلية.

ويبدي رياضيون ندماً لعدم التفاتهم الى حياتهم التعليمية والمهنية بدل الرياضة، بحسب رستم (33 عاما): «جنينا أموالاً وفيرة من كرة السلة على أن نتجه الى الاستثمار بعد الاعتزال».

يضيف خريج كلية الهندسة الذي نال شهادة إضافية في الإدارة الرياضية: «في السنوات القليلة الماضية، بدأت سوق كرة السلة تتراجع وواجهت غالبية اللاعبين أزمة مستحقات مع أنديتها.

حينها بدأت فكرة ممارسة عمل مختلف تراود العديد من الزملاء».

تابع: «بدأت عملاً في شركة عقارية إضافة الى استثماراتي في مطاعم في بيروت ولم تعد كرة السلة أولوية. مشاركتي مع المنتخب جاءت فقط لرفع اسم بلدي ولنذكّر الجمهور بهذه اللعبة».

وانتقل مدربون أيضاً إلى الخارج، لاسيما الخليج.

فقد حزم سركيس وفؤاد أبو شقرا حقائبهما إلى السعودية، وأحمد فران الى الكويت، ومروان خليل الى البحرين.

يوصّف سركيس المشهد الحالي: «غالبية اللاعبين يائسون.

حلم ممارسة الرياضة تعرض لضربة كبيرة»، محمّلاً الاتحاد الحالي جزءاً من المسؤولية «لأنه يعمل مع بعض الأندية ضد اللاعبين لمصالح انتخابية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي