رؤى

العهد بيننا وبينهم

تصغير
تكبير

بينما نحن نستعد غداً لانتخاب مجلس الأمة في دورته الجديدة، تذكّرت حديثي مع صاحبي الذي التقيته منذ فترة حيث قال: لا أحمل ضغينة ضد أحد من النواب السابقين ففيهم ابن العم والصديق وكلهم شركاء في الوطن، ومنهم من اجتهد ولم يوفق ومنهم من أحبطه زملاؤه او أحبطته أوضاع البلاد، إلا أن منهم قلة لم تكن أهلاً لموقعها وهؤلاء من كان العهد بيننا وبينهم، والذي اقسموا عليه مرتين، الأولى عندما جاؤوا إلى دواويننا يطلبون موافقتنا ودعمنا لترشيحهم، فحددنا لهم مطالبنا فعاهدونا على تلبيتها.

والثانية من على مقاعد البرلمان الوثيرة التي أجلسناهم عليها، وكان مما أصررنا عليه التصدي للفساد وملاحقة الفاسدين كبيرهم قبل الصغير، لكنهم سرعان ما تراخوا عن مواجهته، رغم تكرار وقائعه، ثم تكشف لنا أيضاً تجاوزهم عن التصدي لنذر المستقبل الصعب، الذي يهدد بزوال رخائنا، سواء كان بسبب التراجع المتوقع للطلب على «النفط»، نتيجة المسعى الدولي لاستبداله بالطاقة النظيفة المتجددة لحماية الكوكب من ارتفاع درجة حرارته، أو لما خلفته جائحة كوڤيد - 19 من ركود في الاقتصاد العالمي وتراجع في الإنتاج، سبقه تراجع في تشغيل المصانع، وبالتالي انخفاض الطلب على النفط، ولدوافع سياسية دولية، أو لكل هذه العوامل مجتمعة.

ثم صاحب هذا إخفاق الدولة في إيجاد بدائل أو ردائف للدخل، أي لبيع النفط في حالته السائلة.

لم يكن تراجع دخل البلاد القومي هو السبب في التدني غير المسبوق في خدمات الدولة، فقد سبقه تراجعها بكثير، خصوصاً في مرفق التعليم، إلا أن النواب في الدورات الماضية ورغم العهد لم يوفوا تراجع التعليم حقه من الدراسة ولا فرضوا إصلاحه على الحكومة، كما استمروا في عزوفهم عن متابعة حقوق المواطن ولم يبروا بقسمهم.

امتد تراخي نواب الأمة السابقين، ليشمل الأزمات المزمنة، كتوفير السكن المناسب في توقيت مناسب للشباب، أسوة ببقية دول الخليج.

كما لاحظنا بانزعاج وقلق استمرارهم في نقض بنود العهد بيننا وبينهم واحداً تلو الآخر، ومن ذلك موقفهم السلبي من معالجة أزمة الديون الاستهلاكية التي أضرت بأكثر من 40 في المئة من المواطنين، وتهاونهم في الاعتراض على بناء محطات تكرير النفط خارج البلاد، وإهمال الصناعات النفطية محلياً.

لذا، فإننا نضع الأمل في أعضاء مجلس الأمة، الذين سيفوزون بمقاعدهم البرلمانية بأصوات المواطنين، خلال الانتخابات التي ستجرى غداً.

dralialhuwail@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي