تترقب الكويت غداً إشراقة فجر جديد من الديموقراطية الكويتية الضاربة في عمق التاريخ، فمع إشراقة شمس السبت يتقاطر أبناء الشعب الكويتي إلى لجان الاقتراع، لاختيار ممثليهم في مجلس الأمة في أجواء من الحرية والاستقرار عز نظيرها في كل بقاع المعمورة.
لكن، قبل أن تطأ قدم الناخبين أعتاب اللجان، نوجه رسالة واضحة للجميع، نقول فيها لكل كويتي اعلم أنك تضع لبنة في بناء كويت المستقبل كويت الأجيال، فلا تبنِ وطنك على شفا جرف هارٍ فينهار بنا في مجاهل الفساد والتراجع والضياع.
لا تبع صوتك أخي المواطن مهما كان الأمر في سوق نخاسة الأصوات الذي غالباً ما يحتدم في الساعات الأخيرة، لا تبع وطنك بثمن بخس أكانت دراهم معدودة، أو ملايين مرصودة، ثم تتجرع وأولادك الفساد بتشريعات تهوي بهم إلى الحضيض، وضياع للوطن والتعليم والصحة والأمن والتنمية ثم نعود جميعاً فنبكي على اللبن المسكوب، يوم لا ينفع البكاء.
لا تطاوعك نفسك أخي الناخب فترضخ لأولئك الذين يشترون الذمم ويسعون إلى كرسي البرلمان على حساب مصلحة الوطن بمختلف الرشاوى، سواء كانت مالاً أو معاملة أو خدمة أو وعوداً براقة، أوعلاجاً في الخارج أو وظيفة أو غيرها، ومن حلف لمرشح على أنه سيعطيه صوته فيجب عليه عدم التصويت له ويكفر عن يمينه ويتخلص من المبلغ أو الهدية، لأن ذاك المال مال سحتٍ وفساد وإفساد في الأرض، وبغي على أبناء الشعب الكويتي.
ولنا في كتاب الله قدوة، وفي الرسل أسوة، انظر إلى سيدنا موسى يقدم أخاه عليه عند رب العرش والسماء فيقول في سورة القصص «وأخي هارون هو أفصح مني لساناً» هنا تبرز الميزة التي من أجلها يختاره للمهمة ويقدمه على نفسه، مهما كانت المصلحة الشخصية، فشأن الأمة والوطن هو الأهم، ثم تأتي ابنة شعيب لتعلمنا كيف نختار ممثلينا للأمة، فتضع ميزانين واضحين للاختيار الأمثل «القوي الأمين»، ونحن غداً نحتاج أن نختار الأفصح في مصلحة الوطن وتنميته والحفاظ على مقدراته، الأفصح في النهوض به، الأفصح في قول الحق، ونحتاج القوي الأمين الذي لا يتراجع قيد أنملة عن مصلحة الوطن أولاً والأمين على أرضه وشعبه وماله واستقراره ثانياً، غداً يوم الأمانة، يوم انطلاقة جديدة، فهل نحن مستعدون لنوصل وطننا إلى بر الأمان؟! وفق الله الكويتيين لاختيار من يمثلهم.