هرعت وفود الرحمن من الأمة الاسلامية في مشارق الأرض ومغاربها لحج بيت الله الحرام وأتوا ملبين لربهم الكريم من كل فجٍ عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله ويسبحوا لهُ في أيام معلومات.
ونحن في رحاب هذه الأيام المقدسة لندعو لجميع الحجيج بالعود الأحمد الى أوطانهم ولحجاج هذه الديرة الحبيبة، أيضاً العود الحميد والتوفيق المسدد واننا في هذا الصدد نرجو منهم أن يطلبوا ويدعوا ويبتهلوا لأبناء هذه الديرة الراغدة.
فماذا عسانا أن نرجو منهم بأن يبتهلوا؟
نعم، نطمع بأن يبتهلوا اذا كان وقت الزوال على صعيد عرفة الطاهر أن تسود المحبة والوئام، ويغمر الحب قلوب أبناء هذه الديرة الحبيبة وأن يكونوا كالجسد الواحد اذا اشتكى عضو منهُ تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى.
وماذا نرغب منهم أن يتضرعوا لهذه الديرة الطيبة اذا ما كانوا في طوافهم وسعيهم في البيت الحرام؟
نطمح بأن يرفعوا أكف الضراعة للمولى العلي القدير بأن يجعل الساحة السياسية في الكويت بعيدة عن المشاحنات والحدية في المناقشات واثارة اسلوب الاستجوابات، وترصد البعض للبعض لتحقيق مآرب يكون جلها شخصياً وبعيداً عن التنمية.
ونرغب ايضاً من حجاج بيت الله الحرام ان يبتهلوا لنا في صبيحة العيد بأن تحل مشاريع القوانين، والافكار التنموية، والخطط الاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، والفكرية الناجحة مكان تبديد الوقت بقضايا قد تؤخر التنمية زمناً طويلاً بل هي أخّرتها.
ونطلب من أمهاتنا في يوم العيد أن يبتهلن لأبنائهن بالتربية الطيبة والتنمية الاسرية التي تنتشر في ربوعها ثقافة هذه الديرة الحبيبة ولا يضعن الاطفال في أيدٍ غير أمينة ما يساعد على استيراد ثقافات متعددة تنتج عنها مشاكل متنوعة ومختلفة بريء عنها هذا المجتمع الطيب وأصالته وثقافته.
ونسأل الله الكريم أن يبعد مرض انفلونزا الخنازير (H1N1) الفتاك عن جميع حجاج بيت الله الحرام وأن يعود حجاج هذه الديرة الحبيبة مكللين بالصحة واستجابة الدعاء.
وصدق الأديب:
أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي