ازداد التواصل الاجتماعي، وانتشرت الحوارات والمحادثات سواء كانت للتسلية، أو الفوائد العلمية والأدبية، أو نقاشات في مسائل دينية وسياسية مع تعارض الآراء بين المفكرين وأهل الدين، وترى بعضها هادئة عقلانية، وأخرى فاشلة، كالذي يجادل في مسائل خلافية لا علم له بها؛ فيتخبط بسبب جهله، ويتكلم بأسلوبٍ مشين، ونصوص أو أقوال في غير محلها... فلا نقاش مع شخص إلا بعد معرفة مستواه الفكري والأخلاقي.
الإنسان الجاهل يوقعك في مشاكل لا حصر لها، ويُسبب لك آلاماً نفسية، بتعديه آداب النقاش، وفي ذلك إهانة لنفسك ورفعة له، فلا تقلل من شأنك وترفع جاهلاً، وكما قيل لا تجادل سليط اللسان ولو كنت على حق.
وقد تضطرك الظروف لمحاورته، فحاول بقدر الإمكان أثناء حوارك أن تكون أكثر تحديداً ولا تخرج عن سياق المسألة أو الموضوع... وأكد له طوال الوقت انك شخص مهذب قوي حتى إن حاول استفزازك، وتجاهل أي فعل يُقدم عليه ولا تلتفت له، وإن تجاوز حدوده وشعرت أنك قد تخرج عن شعورك انسحب بالتدرج والهدوء فلا تترك أي أثر يسيء إليك ويهين وجودك حتى لا تخسر نفسك.
يقول أحد الحكماء: (ينبغي للعالم أن يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب للمريض)... فالجهل من أكبر الآفات الموجودة في المجتمع وأخطرها، وهو من أشد أسباب تخلف الأمم، ومما قيل في ذلك: (لا شيء في العالم أخطر من الجهل الخالص والغباء المتعمد)... ولا رفعة لمجتمعنا إلا بالعلم الصحيح، فالمجتمع كله ملزمٌ بأخذ العلم والمعرفة والبعد عن الجهل الذي يُسبب الفشل. يقول الأصمعي: من لم يحتمل ذل التعلم ساعة، بقي في ذل الجهل أبداً.
aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @