التفوق العددي للناخبات لا يتسق مع تمثيلهنّ النيابي وعدد المرشحات الحالي

هل تتصالح المرأة مع المرأة في «أمة 2020»؟

نيفين معرفي
تصغير
تكبير

- صفاء الهاشم: الضغوط والحملات الإعلامية تدفع الكويتيات للعزوف عن الترشح
- نيفين معرفي: المرأة ترغب في فوز مرشحة لتكون لسان حالها في المجلس
- نورة المليفي: عامل الغيرة يتحكّم بالتصويت وهناك صديقات مقربات لمرشحة لا يصوتن لها

الراصد للتمثيل النسائي في مجلس الأمة، منذ حصول المرأة الكويتية على حقوقها السياسية، يلاحظ أن ذلك التمثيل لا يتوافق مع التفوق العددي للناخبات من جهة، ومع عدد المرشحات اللواتي تقدمن منذ الانتخابات الأولى وحتى اليوم.

فبنات حواء لم يسجلن انحيازهن لجنسهن في أول استحقاقين انتخابين في مجلسي 2006 و2008، إذ لم تصل أي سيدة إلى قبة عبدالله السالم، وكان الحصاد الكبير للسيدات في مجلس 2009 عندما فازت 4 سيدات، ولكن الدهشة عادت مجدداً مع اقتصار التمثيل النسائي في مجلسي 2013 و2016 على النائب صفاء الهاشم فقط التي ستخوض انتخابات 2020 عن الدائرة الثالثة، فهل تتصالح المرأة في انتخابات «أمة 2020» مع بنات جنسها وتختار نائبات يعبرن عن صوت المرأة الكويتية وتطلعاتها وطموحها؟ «الراي» طرحت القضية على مرشحات في الانتخابات المقبلة، فقالت مرشحة الدائرة الثالثة النائب صفاء الهاشم «يحزنني أن أرى عدداً قليلاً من المرشحات، مقارنة بعدد كبير من المرشحين الرجال، مع أن عدد الناخبات يفوق عدد الناخبين».

وأكدت أن «الدائرة الرابعة لها طبيعتها الخاصة ومجاميعها، والمرأة صعب أن تبرز فيها، ولم نرَ ترشح أي سيدة، وأرجو أن تترشح سيدات فاضلات في الاستحقاق الانتخابي المقبل، وينسحب الأمر على الدائرة الخامسة، وإن كانت هناك مرشحة أو أكثر في الانتخابات الحالية، ونتمنى للمرأة الفوز في هذه الدائرة».

ولفتت إلى أن «قلة عدد المرشحات ربما يعود إلى الخشية من الهجوم والحملات الإعلامية، ولكم في ما يجري علي خير مثال من حملات مسعورة لتكسير (عزومي) وتحصل مثل هذه الحملات لكل سيدة تترشح، بهدف تحطيمها نفسياً ومعنوياً وأسرياً، ومن المفترض أن ذلك لا يؤثر على أي سيدة تخوض الانتخابات».

وأشارت الهاشم إلى أن «هناك سيدات يفضلن عدم المشاركة في الانتخابات، بداعي عدم قدرتهن على مواجهة الضغوط، ولكن يجب أن تقاوم المرأة وتترشح حتى تصل إلى المجلس»، متمنية أن تفوز جميع المرشحات «ووقتذاك سيكون المجلس غير».

من جهتها، أوضحت مرشحة الدائرة الأولى المحامية نيفين معرفي أنه «في المجالس السابقة لم يكن هناك وعي لدى الناخبات، وانتباه لأهمية وجود المرأة في المجلس، واليوم الحال تغير كثيراً، فالمرأة بدأت تستمع للمرأة المرشحة، وترغب في انتخابها لتكون لسان حالها في المجلس».

وقالت إن «المجالس السابقة لم تقدم شيئاً لقضايا المرأة، ولم تقدم تشريعات تنصفها، وخصوصاً في توفير سكن للمرأة الوحيدة وإيجاد حلول لمشكلات المرأة الكويتية المتزوجة من غير كويتي».

وأضافت معرفي «أصبح هناك قبول من الناخبات للمرشحات، وأتوقع نجاح أكثر من مرشحة، وربما نرى في مجلس 2020 نائبتين أو ثلاثاً، وخصوصاً للمرشحات الناشطات في حقوق المرأة والمناضلات لحقوق بنات جنسهن». وبخصوص عدم ترشح سيدة في الدائرة الرابعة، قالت معرفي: «ظروف الدائرتين الرابعة والخامسة تختلف كثيراً عن بقية الدوائر، وهناك اعتبارات خاصة ومنظومة اجتماعية تفرض على المرأة بعض الأمور، وإن كان هناك سيدات ترشحن عن الدائرة الخامسة مثل خديجة القلاف».

إلى ذلك، قالت مرشحة الدائرة الثالثة الدكتورة نورة المليفي إن «عدم ترشح سيدات في الدائرة يعود إلى أمور عدة من ضمنها التشاوريات التي تجرى قبل أي انتخابات، بالإضافة إلى الانتماء القبلي، وفي الغالب الأمور محسومة في صالح الرجال، لأنهم لا يخذلون بعضهم، كما أن ترشح سيدة في الرابعة مجازفة لأنها ستخسر الانتخابات، وهي لا تريد أن تشعر بالانكسار، وعموماً الانتصار سيكون دوماً في صف العادات والتقاليد والقبلية، وفرص التغيير محدودة لأن المجتمع ذكوري والكلمة الفصل في صالح الرجل».

وأشارت المليفي إلى عامل الغيرة بين النساء، الأمر الذي يتسبب في عدم تصويت الناخبات لبنات جنسهن، إلا ما ندر، لدرجة أن هناك صديقات مقربات للمرشحة لا يصوتن لها، والمرأة التي تصل إلى المجلس غالبية الناخبات اللاتي يصوتن لها لسن من القريبات أو الصديقات المقربات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي