No Script

قد تكون «تجميلية» لبعض المرشحين غير المقنعين وتنتشر بها الإشاعات والأخبار الملفقة

طريق «السوشيال ميديا»... غير آمن!

تصغير
تكبير

في ظل أزمة «كورونا» والاشتراطات الصحية التي منعت إقامة التجمعات والمقار الانتخابية، أو فتح الدواوين والاستماع لوجهات النظر ومناقشة المرشحين في برامجهم الانتخابية والقضايا العامة، فقد المرشحون لانتخابات مجلس الأمة 2020 التواصل المباشر مع ناخبيهم، واستعاضوا عنها بالتواصل الإلكتروني عبر مواقع (السوشيال ميديا).

وأكد عدد من المرشحين والمواطنين لـ «الراي» أن الحل الوحيد أمامهم هو التواصل الإلكتروني، حيث يطلع الناخبون على ما يعرض للمرشحين من فيديوهات في المواقع الإخبارية أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو اللقاءات التي تنشر في الصحف الورقية، ومواقعها الإلكترونية، بيد أن الكثير منهم اعتبر أن «هذا الطريق غير آمن»، حيث «تكثر الإشاعات والأخبار الملفقة عن المرشحين»، بالإضافة إلى أن هذه الوسائل احتمى بها من ليس له القدرة على الإقناع أو حتى الكلام بسبب «فلترة» كلام المرشح وأطروحاته، ولم يبقَ أمام الناخب إلا التحقق والتدقيق في كل ما يبث على مواقع التواصل حتى يصل إلى المرشح «الكفو» والأمين ليحمل ثقة الناخب إلى مجلس الأمة.

وأوضح عدد من المرشحين في تصريحات متفرقة لـ«الراي» أنهم يتواصلون مع ناخبيهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال الهاتفي، كما يقومون أيضاً بعرض أفكارهم وبرامجهم الانتخابية عبر الصحف والمواقع الإخبارية الإلكترونية وبعض القنوات الفضائية، مشيرين إلى أن «كورونا» منعهم من التواصل المباشر مع ناخبيهم، وأن وسيلتهم الوحيدة هي التواصل الإلكتروني مع الناخبين، باستثناء قيامهم ببعض الزيارات لكبار السن للتواصل معهم.

عبدالله المضف: التكنولوجيا وفّرت الكثير من الجهد

قال مرشح الدائرة الأولى عبدالله جاسم المضف إنه يمارس العمل السياسي منذ 2016، وبالتالي كانت له علاقات متعددة مع شرائح المجتمع كافة، سواء في الدائرة الأولى أو في الدوائر الأخرى، مؤكداً أن الاعتماد الأساسي في التواصل مع الناخبين في هذه الانتخابات على وسائل التواصل والصحف من خلال النشر الورقي أو مواقعها الإلكترونية.

ورأى المضف أن على المرشح أن يستخدم الوسائل التي تصله بالناخب ولا يتوقف بحجة أن هناك أزمة «كورونا»، لافتاً إلى أن التكنولوجيا الحديثة وفرت على المرشح الكثير من الجهد، بعد أن كان في السابق يعتمد على الزيارات الشخصية للدواوين.

شيخة الجاسم: سلاح ذو حدين

أعربت مرشحة الدائرة الثالثة شيخة الجاسم عن سعادتها برؤية النشاط في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة واستيعاب الناخبين لها، على الرغم من أنها سلاح ذو حدين، موضحة أنه في وسائل التواصل يمكن نشر الإشاعات أو إساءة فهم المرشح وأطروحاته، لعدم وجود تواصل مباشر معه، كما هي الحال في الندوات المفتوحة التي تعطي المرشح القدرة على إيصال رأيه وأفكاره بكل وضوح وشفافية، ويستطيع كذلك أن يدافع عن وجهة نظره.

وأشارت الجاسم إلى أنها تعتمد على موقعها الخاص وتفاعل متابعيها معها، بالإضافة إلى الصحف والمواقع الإخبارية وكذلك الاتصال الهاتفي مع الناخبين وزيارة البعض منهم.

وذكرت أنها لا تفضل العودة للأساليب التقليدية في التواصل مع المرشحين، مؤكدة أن مواقع التواصل تُغني عن حضور الناخبين إلى المقر الانتخابي للمرشح، فعن طريقها يمكن توصيل المعلومة للناخبين في أي مكان يتواجدون فيه.

عبدالله المعيوف: الجهد الأكبر يقع على المرشحين الجدد

عبّر النائب السابق مرشح الدائرة الثالثة عبدالله المعيوف عن اشتياقه للنظام الانتخابي السابق الذي يعزز التواصل مع الناخبين من خلال الندوات وزيارة الدواوين التي تفتح باب النقاش بين المرشح وناخبيه، بالإضافة الى إمكانية منح المرشح الفرصة لعرض نفسه وأهداف حملته الانتخابية وبرنامجه الانتخابي، ومناقشتها مع الناخبين.

وذكر المعيوف أنه تواصل مع أكثر من 90 في المئة من ناخبي الدائرة الثالثة عن طريق الاتصال الهاتفي، أو عبر وسائل التواصل واللقاءات الصحافية والتي يتم إرسالها للناخبين، بالإضافة إلى عرضها في المواقع الإلكترونية.

وأشار إلى أن الجهد الأكبر يقع على المرشحين الجدد في هذه الانتخابات، بينما يعتبر نفسه كنائب سابق ومرشح حالي لديه تواصل ومعرفة سابقة ومواقف إيجابية مع الكثيرمن ناخبي الدائرة الثالثة، وبالتالي فإن تواصله معهم أسهل من المرشحين الجدد.

عالية الخالد: تحرّي الدقة في سيرة المرشح

أشارت المرشحة عن الدائرة الثانية عالية الخالد إلى أنها تتواصل مع ناخبيها في الدائرة بطرق عدة، منها الاتصال الهاتفي، أو في قروبات «الواتساب» بالإضافة إلى الزيارات الخاصة لكبار السن، موضحة أن المرشحين الجدد يجدون صعوبة في التواصل مع الناخبين، وذلك بسبب ظروف «كورونا»، فكل شيء «مغلق».

وذكرت الخالد أن مواقع التواصل أدت المهمة وأصبحت وسيلة ناجحة للتواصل مع الناخبين من خلال الفيديوهات التي توضح برامج المرشحين ورؤيتهم المستقبلية، وعلى الناخب اختيار من يقنع بكلامه، داعية إلى تحري الدقة في سيرة المرشح، والاطمئنان له قبل التصويت لأن الصوت أمانة، والكويت تستاهل أن يكون بها مجلس تشريعي يخدم الوطن والمواطن.

مهلهل المضف: وسائل التواصل سدّت النقص

تمنى مرشح الدائرة الثالثة مهلهل المضف عودة الأمور إلى سابق عهدها حيث المقار الانتخابية والندوات التي تسمح بالتواصل مع الناخبين بشكل مباشر، بالإضافة إلى إمكانية طرح البرامج والقضايا الانتخابية وفتح باب النقاش مع الجمهور، الذي يمكن المرشح من توضيح وشرح وجهات النظر بشكل أفضل عن الوضع الحالي.

وأشار المضف إلى أن وسائل التواصل «السوشيال ميديا» واللقاءات الصحافية سواء المرئية أو المقروءة سدت النقص في التواصل، لافتاً إلى أنه استطاع تغطية قرابة 60 في المئة من عدد ناخبي الدائرة.

وأوضح أنه أكثر اعتماداً على وسائل التواصل الاجتماعي في التواصل مع الناخبين، حيث يتواصل يومياً مع قرابة 50 ناخباً عبر الاتصال الهاتفي، آملاً من الناخبين تقدير الوضع الحالي، وقلة وسائل التواصل المباشر معهم.

ناخبون: لن نُصوّت إلا لمن نعرف برامجهم وأفكارهم سهام

القبندي: نتابع مواقع التواصل لمعرفة أفكار وبرامج المرشحين

سلوى السكران: نسبة المشاركة لن تزيد على 40 في المئة

مشاري العدواني: هناك مشكلة في تواصل كبار السن إلكترونياً مع المرشحين

عبدالله الداهوم: مواقع التواصل قد «تُجمّل» مواقف المرشحين الضعفاء

خالد الحسن: التواصل مع المرشح صعب بسبب تحكم اللجنة الإعلامية بموقعه الإلكتروني

زينب الجزاف: أزمة «كورونا» ظلمت المرشحين الجدد ونأمل عودة المظاهر الانتخابية القديمة أكد عدد من الناخبين لـ «الراي» أنهم لا يستطيعون التواصل مع المرشحين بسبب ظروف الجائحة، وأنهم يطلعون على برامج المرشحين الانتخابية عن طريق البرامج والوسائل الإلكترونية، ولقاءاتهم التلفزيونية.

واعتبروا أن هذه الوسائل ظلمت المرشحين الجدد، وكانت في صالح المرشحين القدامى، مؤكدين أنهم لن يستطيعوا الإدلاء بأصواتهم إلا لمرشحين معروفة أفكارهم وبرامجهم الانتخابية ومواقفهم السياسية التي تخدم الوطن.

ولفتوا إلى أن التواصل المباشر مع المرشحين قد يكون صعباً بسبب تحكم اللجان الإعلامية في مواقع المرشحين الإلكترونية.

وفي هذا السياق، قالت أستاذة التخطيط الاجتماعي في جامعة الكويت الدكتورة سهام القبندي «إن ظروف كورونا أخفت الوسائل التقليدية في الانتخابات كالندوات والمقرات الانتخابية وزيارة الدواوين وغيرها، وقد سمح ذلك لوسائل التواصل أن تنشط وتصبح الطريق الوحيد لمعرفة المرشحين ورؤيتهم للانتخابات وبرامجهم في حال النجاح».

وذكرت القبندي أنها شخصياً لن تختار مرشحاً لا تعرفه مسبقاً، وكذلك التأكد من مشاركاته الوطنية والاجتماعية والسياسية وحسن سيرته، لافتة إلى أن هناك الكثير من المرشحين الجدد ليس لديها خلفية عنهم، ولذا فهم مستبعدون عندها من التصويت لهم.

ودعت الناخبين إلى متابعة وسائل التواصل والمواقع الإلكترونية والصحف لمعرفة آراء وأفكار وبرامج المرشحين، وألا يعتمدوا على الطائفية أو القبلية بل عليهم اختيار الأفضل.

من جهتها، قالت سلوى السكران إن وسائل التواصل ساهمت في التقارب بين المرشح والناخبين، بالإضافة الى زيادة الوعي لدى الناخبين، لافتة الى أن 2020 سنة فاصلة عن السنوات السابقة، وشكل انتخابات هذا العام مختلف.

وأعربت عن اعتقادها بأن نسبة المشاركة لن تزيد على 40 في المئة، لعزوف الكثير من الناخبين عن التصويت، لعدم قدرة المرشحين على إقناعهم، مشيرة إلى أن هناك استياءً وإحباطاً لازما الشعب خلال الفترة السابقة، لكثرة المشاكل التي طرأت في السنوات الأخيرة، وكان مجلس الأمة غائباً عن التصدي لها وإيجاد الحلول لها، مثل قضية إسقاط القروض عن الشعب الكويتي.

بدوره، قال مشاري العدواني «إن الدائرة الرابعة بها عدد لا يستهان به من المرشحين، وكلهم من الحجم الثقيل... لكن الاعتماد الأساسي في اختيار المرشح يكون على المعرفة السابقة بمواقفه وسيرته الذاتية ومدى كفاءته وصلاحيته للعمل البرلماني وقدرته على تحمل مسؤولية وثقة الناخبين».

ورأى أن وسائل التواصل هي الملاذ لاختيار المرشح والتواصل معه بعد أزمة «كورونا»، لكن المشكلة في تواصل كبار السن مع المرشح عبر المواقع الإلكترونية، بالإضافة إلى أن المرشح غير متواجد أثناء التواصل عبر تلك المواقع وهي بيد «السكرتارية» الذين قد يُغيّرون الصورة الجميلة للمرشح أو العكس من خلال الردود والمناقشة مع الناخبين.

وذكر العدواني أنه يتابع المواقع الإلكترونية «الثقة» مثل موقعي «الراي» و«القبس» الإلكترونيين، لافتا إلى أن فيهما المصداقية أكثر من غيرهما «مع تقديرنا للجميع».

من جهته، أكد عبدالله الداهوم أن معظم مرشحي الدائرة الخامسة معروفون لدينا، وهناك تواصل شخصي مع أبرزهم، لافتاً إلى أنه يختار المرشح الأفضل والأكفأ لإعطائه صوته الذي يوصله لمجلس الأمة، مبيناً أن المرشح يجب أن يكون صوتاً للحق وللدفاع عن مكتسبات الشعب والمحافظة على أمواله.

وأشار الداهوم إلى أن أزمة «كورونا» أفادت المرشح الذي «لا يعرف أن يتكلم» ولا يملك برنامجاً انتخابياً أو لا يملك القدرة على «الحوار والمناقشة» مع الناخبين، موضحاً أن وسائل التواصل تبرز بعض المرشحين الضعفاء على أنهم «مفوهون» و«تُجمّل» مواقفهم.

وفي السياق نفسه، أكد خالد الحسن أن هناك صعوبة في الوصول إلى بعض المرشحين في الدائرة الثالثة التى يصوت بها، وخاصة النساء المرشحات، واللاتي يشاركن في هذه الانتخابات «على استحياء»، مشيراً إلى أن فرصهن ضعيفة بسبب تواصلهن الضعيف مع الناخبين والناخبات.

وأشار الحسن إلى أنه يحاول الوصول إلى مواقعهن في وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هناك مشكلة تواجه الناخب في هذا الطريق، موضحاً أن الموقع الالكتروني للمرشح بيد لجنته الإعلامية، وبالتالي فإن مناقشة المرشح صعبة في هذا الاتجاه، ناهيك عن كبار السن الذين لا يستطيعون استخدام الوسائل الحديثة.

وذكر الحسن أن أحد المرشحين طلب من ناخبيه كتابة طلب مقابلة، مع ذكر الأسباب حتى يمكن تحديد موعد لمقابلته لاحقا، متسائلا: كيف سيتعامل الناخبون مع هذه النوعية من المرشحين؟ من جانبها، قالت الناخبة في الدائرة الأولى زينب الجزاف إن اختفاء مظاهر الانتخابات السابقة التي كانت تجمع المرشحين بناخبيهم لطرح ومناقشة برامجهم الانتخابية ستساهم في عودة الكثير من الوجوه القديمة، لافتة إلى أن أزمة «كورونا» ظلمت المرشحين الجدد، لقلة التواصل مع الناخبين.

وأشارت الجزاف إلى أن وسائل التواصل كانت الملاذ الوحيد والأخير لمعرفة المرشحين الجدد من خلال ما يعرضونه من فيديوهات أو تصريحات، لكن ذلك لا يغنيهم عن التواصل المباشر مع الناخبين، خاصة كبار السن، آملة أن تنتهي الأزمة ونعود للوسائل التقليدية، التي تجعل موسم الانتخابات عرساً ديموقراطياً عكس الأجواء في الانتخابات الحالية لا «صوت لها ولاطعم ولا رائحة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي