السفير استذكر الراحل «الذي نعم بنور الديموقراطية واصطلى بنارها»
السفارة السودانية تلقت التعازي بالصادق المهدي
- عبدالمنعم الأمين: كسب المهدي بسياسته الحكيمة ود الكويتيين والجميع ولم يعادِ أحداً
استقبلت السفارة السودانية، أمس، جموع المعزين بوفاة رئيس الوزراء السوداني الأسبق الصادق المهدي، حيث فتحت سجلاً للتعازي، واستقبلت منذ الصباح الباكر عدداً كبيراً من السفراء والديبلوماسيين وأبناء الجالية السودانية في مقر السفارة بمنطقة السرة لتقديم واجب العزاء.
وقال السفير السوداني لدى البلاد عبد المنعم الأمين «نعزي أنفسنا بوفاة الصادق المهدي، وندعو الله أن يتقبله قبولاً حسناً، وأن يدخله فسيح جناته»، مشيراً إلى أن «الصادق المهدي سليل أسرة معروفة في السودان، ناضلت من أجله ومن أجل استقلاله، وهو حفيد الإمام محمد أحمد المهدي أول من حارب الإنكليز وطردهم من السودان، وأنه شخصية دخلت معترك السياسة مبكراً منذ ستينات القرن الماضي».
وأضاف الأمين، في تصريح على هامش استقبال المعزين، أن «الفقيد شغل منصب رئيس الوزراء، وقاد حزب الأمة، وهو شاب ويعتبر من السياسيين العظماء الذين مروا على تاريخ السودان، ففقده سيترك أثراً كبيراً جداً، ويعتبر من أشهر الحكماء الذين كان السودان يعول عليهم للانتقال من هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها».
وذكر أن «المهدي تميز بنضال من أجل الديموقراطية، ومن أجل وحدة السودان، ولم يغير رأيه، وانتزعت منه السلطة عن طريق الانقلاب، لكنه ظل مناضلاً ودخل السجن لأكثر من مرة، كما اختير من ضمن 100 عالم من أميز العلماء، واختير من منبر الوسطية في العالم، وتميز فكره بالاعتدال والوسطية ومحاربة الغلو ومناصرة الحريات والديموقراطية وحقوق المرأة، فنعم بنور الديموقراطية واصطلى بنارها، ويعد فقده كبيراً، وهو لا يفرق بين أحد، ويتمتع بشخصية كارزمية.
فرغم الاختلافات إلا أنه كان يستمع للجميع من معارضين ومؤيدين».
وعن علاقة الراحل بالكويت، قال السفير «كسب الصادق المهدي بسياسته الحكيمة ود الكويتيين والجميع، ولم يعادِ أحداً وهذا يدل على سعة أفقه».
وعن مهمته في الكويت والملفات التي يعالجها، قال السفير «أنا لم أجد صعوبة في إدارة الملفات في العلاقات الكويتية - السودانية، خصوصاً في ظل القيادة الرشيدة في الكويت التي وجدتها قيادة منفتحة على السودان، وأنا أبني على ما قام به السفراء السابقون الذين وضعوا أساساً ولبنات لهذه العلاقات، كما أن هناك إطاراً لهذه العلاقات، وهي اللجنة الثنائية المشتركة التي فيها أكثر من 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم، 70 في المئة منها تغطي الجانب الاقتصادي، باعتبار أنه من أميز الجوانب التي تربط الكويت والسودان».
وأشار إلى أن «الكويت دعمت السودان في مختلف المجالات والحقب، من خلال الدعم المباشر والصناديق الموجودة في الكويت.
وتعد الكويت من أكبر المستثمرين في السودان، ومشروع سكر كنانة أهم الاستثمارات الكويتية وأقدمها في السودان، وهو خير مثال للعمل العربي المشترك».
وفي شأن المرحلة الانتقالية التي يمر بها السودان، قال «نعم هي مرحلة صعبة، فالسودان مرّ بتحديات كبيرة جداً، وورث تركة كبيرة جداً من النظام السابق، وأهمها مسألة العقوبات الاقتصادية ووضع السودان على لائحة الإرهاب، الأمر الذي جعل السودان في وضع معزول، فكان النظام المصرفي معزولاً، والنظام السياسي غير مقبول، والرئيس كان لا يستطيع أن يتحرك.
أما الآن فنحن بطريقنا لتجاوز هذه الحقبة، وفي منتصف الشهر الجاري سيرفع اسم السودان نهائياً من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعد صدور القرار من الكونغرس الأميركي».
وحول تشجيع الاستثمارات في السودان، قال إن «السودان لايزال أرضاً بكراً لاستقبال جميع الاستثمارات، وهو مليء بالموارد فوق الأرض وفي باطنها، ونحن نرحب بالمستثمرين الكويتيين، وستكون هناك فرص مهمة لهم بعد رفع اسم السودان نهائياً من قائمة الدول الراعية للإرهاب في منتصف شهر ديسمبر الجاري».
أبٌ روحيٌّ للقرن الأفريقي تقدم عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير جيبوتي لدى الكويت السفير محمد مؤمن، بالتعازي بالراحل، وقال «نعزي أنفسنا بوفاة إمام الأنصار ورئيس الوزراء الأسبق لجمهورية السودان، فللفقيد أثر روحي ليس في السودان فحسب، بل بجميع منطقة القرن الأفريقي، وله دور مهم سياسياً فقد خدم السودان والمنطقة كثيرا بتوجيهاته».
وأضاف مؤمن «الفقيد كان آخر رئيس وزراء منتخب في السودان، وله نفوذ كبيرة، ونظراً للظروف التي يمر بها السودان حاليا فوفاته تعتبر فقداً كبيراً للسودان، كونه علماً من أعلام السياسة».