No Script

حديث القلم

اللقاح العربي قادم !

تصغير
تكبير

الأزمة الصحية التي مازالت تعصف بكل العالم، دفعت كل الدول الصناعية إلى تكريس جهودها والتسابق من أجل الكشف عن لقاح ينقذ العالم من فيروس كورونا، حتى وإن كانت الصورة الخارجية تجارية ربحية، فهذا الأمر لن يمثل عيباً إذا كان اللقاح المزمع إنتاجه يمثل علاجاً وحماية للبشرية، وكما علمت أخيراً أن هناك مجموعة لقاحات على الطريق، منها الأميركي والألماني والفرنسي والبريطاني والروسي والصيني، بالإضافة إلى الجهود الكورية التي تتجه نحو إصدار دواء لعلاج مرضى كورونا، ولكن السؤال الذي أطرحه الآن، ألا توجد هناك أي محاولات عربية ؟ أم أن العرب متخصصون أكثر في لقاح النخيل ؟

لنفترض أنه لا توجد ضمن نطاق الوطن العربي الكبير مختبرات علمية مخصصة للأبحاث، لماذا لم يتم إنشاء مختبرات تخصصية من هذا النوع منذ بداية الأزمة التي قاربت السنة ؟ على الأقل لنظهر للعالم أننا أمة ذات تاريخ ومجد وحضارة، ولسنا مجرد أمة جامدة ونكتفي فقط بانتظار أحدهم ليبتكر لنا لقاحاً حتى نشتريه !

أمم العالم المتقدمة اليوم استفادت في العصور الوسطى من علماء العرب والمسلمين كثيراً، ولكنهم نجحوا في استثمار هذه العلوم في نهضة وازدهار مجتمعاتهم ودولهم، ونحن نغوص في دوامة من المشكلات لا نعرف لها أمداً، ومعظم مشكلاتنا أخلاقية بحتة وتساهم في إرغامنا على الابتعاد عن ركب الحضارة أكثر فأكثر رغماً عنا، وإلا ماذا نسمي تجارة البشر والرشوة والاختلاسات المليارية وغسيل الأموال وتزوير الشهادات العلمية والانتفاع غير المشروع وغيرها من الأمور البشعة، فأجدادنا وضعوا قواعد العديد من العلوم وذهبت خالصة جاهزة إلى دول أخرى، ونحن لا نملك من هذه العلوم سوى معلومات تاريخية مدونة على صدور الكتب التي تقبع على أرفف المكتبات، ومنا من يقرأ هذه الكتب ومنا من يكتفي فقط بقراءة رسائل الواتساب !

زماننا هذا لن تكون فيه قوياً، إلا إذا كنت متسلحاً بالعلم ولا شيء غير العلم، وأزمة كورونا أثبتت بما لايدع مجالاً للشك، أن الاهتمام بالجانب الصحي وتطوير المنشآت الصحية والإنفاق على البحث العلمي، أفضل وأجدى من التسلح وأفضل من المشاريع النهضوية وتبديد أموال الدول على ثلة من اللصوص والمتملقين والمنتفعين، ويجب أن نكون جادين لنثبت للعالم بأننا قوم أصحاب حضارة، ولسنا مجرد مستهلكين وعالة على أمم العالم.

وخزة القلم:

بعض الناس يعتقد أن كل شي في الدولة ملكه وحلاله فقط لأنه مواطن كويتي، لذلك تجد البعض يمارس بعض الأمور البعيدة عن الذوق، وقبل أيام كنت في إحدى الجمعيات التعاونية، فدخل مواطن وأخذ كمية كبيرة من الأكياس التي يتم وضعها خلف الكاشير، ومن دون استئذان من أحد... قليل من الحياء لن يضر !

twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي