«الصوت الواحد» مزّق كتلها البرلمانية وأفقدها العمل الجماعي
التيارات السياسية تسعى لاستعادة بريقها
- «السلفي» كان أكبر الخاسرين في المجلس المنقضي فدفع الآن بثلاثة مرشحين
- كتل مؤثرة مثل «العمل الوطني» و«العدالة والتنمية» و«العمل الشعبي» اختفت في آخر استحقاقين
- تيارات تعاني لدرجة عدم ضمان نجاح كوادرها فلجأت إلى «الاستعانة بصديق» بدعم مرشح قريب منها
- عودة التيارات إلى سابق عهدها تحتاج إلى إعادة النظر في التعامل مع «الصوت الواحد»
- جماعات لا تنضوي في إطار أيديولوجي سياسي موحد تسعى لإثبات وجودها
- «حدس» تحاول زيادة عدد مقاعدها أو المحافظة على الثلاثة في المجلس المنقضي
- «ثوابت الأمة» الذي كانت له كتلة برلمانية أطلق عليها اسم «العدالة» دفع بثلاثة مرشحين
تأمل التيارات السياسية، بشقيها الإسلامي والليبرالي، في استعادة بريقها ومكانتها في الانتخابات البرلمانية المقبلة «أمة 2020» بعدما فشلت منذ مجلس 2013 في تشكيل كتل برلمانية داخل المجلس، لتشتت أعضائها، وعدم قدرتها على التأقلم مع نتائج الصوت الواحد الذي تسبب في خسارة بعض التيارات نفوذها، وخصوصاً التجمع الإسلامي السلفي الذي خسر جميع مقاعده في مجلس 2016.
وأكد مراقبون أن التيارات السياسية، سواء كانت إسلامية أو ليبرالية، فقدت بريقها بعد إقرار الصوت الواحد، واختفت الكتل البرلمانية التي كانت تمثل ثقلاً تشريعياً ورقابياً وأصبح العمل الفردي هو السائد، مشيرين إلى أن عودة التيارات إلى سابق عهدها يحتاج إلى إعادة النظر في التعامل مع الانتخابات وفق الصوت الواحد، لأن الكتلة البرلمانية تحتاج إلى أعضاء يحملون فكراً متقارباً وطروحات متشابهة، وتمازجاً في الآراء وتناسقاً في الأفكار.
وقال المراقبون لـ«الراي» إن كتلاً كانت قائمة ولها تأثير في العمل البرلماني مثل كتلة العمل الوطني وكتلة العدالة والتنمية وكتلة العمل الشعبي وكتلة العدالة وسواها ولكنها اختفت في آخر استحقاقين برلمانيين. ورأوا أن غالبية التيارات تعاني، لدرجة أن هناك تيارات لم يعد بوسعها ضمان النجاح لكوادرها فلجأت إلى «الاستعانة بصديق» بمعنى دعمها لمرشح قريب من فكر التيار ولديه مجاميع أخرى تؤهله للنجاح، ربما أنه لا يحمل فكر التيار بشكل كبير لكنه «أضعف الإيمان» بالنسبة إليها.
وأشاروا إلى أن هناك جماعات أخرى لا تنضوي في إطار ايديولوجية سياسية موحدة تسعى في هذه الانتخابات إلى إثبات وجودها مثل جماعة الحساوية وهي أكبر المجموعات الشيعية في الدائرة الأولى إذ يقدر عدد ناخبيها بـ12 ألف ناخب، ومن الواضح أنهم عازمون هذه المرة على إيصال ممثلهم علي القطان إلى المجلس، وكذلك لهم حظوظ في الدائرة الثانية ويمثلهم فيها أحمد الحمد. ولفتوا إلى أن التحالف الإسلامي وهو من أكبر التكوينات الشيعية والذي كان يمثله 3 نواب في مجلس 2013، تقلص عدد ممثليه إلى نائبين في مجلس 2016، واضطر في الانتخابات الحالية إلى التخلي عن الدائرة الثانية بعدما اتضح له سيطرة النائب خليل الصالح، ما دفعه إلى التركيز على دعم مرشحيه في دوائر أخرى، مثل عدنان عبدالصمد عن الدائرة الأولى والدكتور خليل أبل عن الدائرة الثالثة، وهاني شمس عن الدائرة الخامسة.
وذكر المراقبون أن هناك تيارات عقدت العزم على التواجد بقوة في مجلس 2020 لإنعاش حضورها الذي فقدته ولعل أبرزها التجمع الإسلامي السلفي الذي يشارك بثلاثة مرشحين، هم فهد المسعود عن الدائرة الثانية وحمد العبيد عن الدائرة الثالثة وحمود الحمدان عن الدائرة الخامسة، بالإضافة إلى دعم بعض المرشحين. وأوضحوا أن الحركة الدستورية «حدس» تحاول أن تزيد من عدد مقاعدها أو على أقل تقدير المحافظة على مقاعدها الثلاثة، ويمثلها في مجلس 2020 أسامة الشاهين «الدائرة الأولى»، والدكتور حمد المطر «الدائرة الثانية»، والدكتور عبدالعزيز الصقعبي «الدائرة الثالثة»، وعبدالله فهاد «الدائرة الرابعة»، والدكتور عبدالله الدلماني «الدائرة الخامسة».
ورأت مصادر أن تجمع ثوابت الأمة الذي كانت له كتلة برلمانية أطلق عليها اسم «العدالة» يسعى إلى استعادة قوته من خلال إيصال مرشحيه إلى مجلس 2020، وهم محمد هايف عن الدائرة الرابعة، وأسامة المناور في الدائرة الثالثة، والدكتور بدر الداهوم في الدائرة الخامسة، لافتة إلى أن التحالف الوطني الذي مثله النائب راكان النصف فقط في مجلس 2016، لن يمثله مرشح رسمي في الانتخابات الحالية، بعدما أعلن النصف عدم خوضه الانتخابات، ومن المرجح أن يدعم التيار عدداً من المرشحين خصوصاً في الدائرتين الثانية والثالثة.