الفنانون يستنكرون استخدام رسوماتهم من دون إذن... والجهات الأمنية استدعتهم للتحقيق
قصة لافتات «الكاريكاتير» في الشوارع لمكافحة الفساد
- محمد ثلاب لـ «الراي»: لا يجوز محاربة الفساد بالفساد فاستغلال الرسومات بلا إذن يسببُ ضرراً بالغاً إذا كان فيه حملات مشبوهة
- بدر بن غيث لـ«الراي»: معيب استغلال حقوق ملكيتنا الفكرية ووضعنا في حرج أمام الناس
- سارة النومس لـ «الراي»: الرسومات تم استغلالها بلا استئذان من الفنانين أو موافقة البلدية
فيما استنفرت الجهات الأمنية لمعرفة من يقف وراء اللافتات التي انتشرت في مختلف شوارع الكويت تحت عنوان «كويتيين ضد الفساد»، استنكرت جمعية الكاريكاتير الكويتية ما اعتبرت أنها «حملة عشوائية انتشرت في مناطق متفرقة في الكويت، حيث تم استغلال رسومات كاريكاتيرية لبعض فناني الكاريكاتير، من دون علمهم بوضع لوحاتهم في إعلانات عشوائية».
وذكرت الجمعية، في بيان، أنه «بناء عليه، يعلن أعضاء جمعية الكاريكاتير الكويتية، الذين تم استغلال رسوماتهم من دون علمهم، عن الاحتفاظ بحقوقهم الأدبية والفكرية، وإخلاء مسؤوليتهم الكاملة عن المشاركة في الحملة المذكورة، مع التأكيد على قيم وأهداف الجمعية وأعضائها بمحاربة الفساد بكل ألوانه وأشكاله، في ظل قيادة سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد. كما نشدد على ضرورة محاسبة من قام بنشر هذه الأعمال، لحفظ الحقوق الفكرية والادبية للفنانين وإزالتها بأسرع وقت ممكن».
وكشف مصدر مطلع لـ«الراي» انه تم استدعاء فناني الكاريكاتير الذين تم استخدام رسوماتهم في الحملة المجهولة لمخفر شمال غرب الصليبخات، للتحقيق معهم في ذلك، وأن التحقيقات مع الذين تم الاستماع إلى أقوالهم ركزت على الاستفسار عما إذا كان لدى أي منهم اتصالات مع المجموعة التي قامت بنشر الرسومات وتعليقها في الشوارع.
وقالت المصادر إن الجهات الأمنية أخلت سبيل من استمعت إلى إفاداتهم من الرسامين، الذين أكدوا أن ما حدث يشكل اعتداء على حقوق الملكية الفكرية الخاصة لهم وللجهات الإعلامية التي نشرت أساساً هذه الرسومات. وأضافت أن «الفنانين شددوا على أن الحصول على هذه الرسومات متاح عبر شبكة الانترنت، وأن من قام بتعليقها كلوحات إعلانية، لم يستأذن أصحابها، و(الفنانون) لا يعرفون شيئاً عن الحملة المجهولة، والتحقيقات مستمرة لمعرفة من يقف وراء هذا العمل وما إذا كان مرتبطاً بجهات سياسية معينة».
وفي السياق نفسه، استنكر عدد من رسامي الكاريكاتير انتشار رسوماتهم في الشوارع من دون علمهم، ضمن حملة تدعي محاربة الفساد، مؤكدين أن من يرد محاربة الفساد، فعليه أن يلتزم بما يطالب به، ويحترم حقوق الآخرين عوضاً عن نشر الرسومات من دون الاستئدان من أصحاب الشأن.
فقد أكد رئيس جمعية الكاريكاتير الفنان محمد ثلاب، رفضه واستنكاره من استغلال بعض الرسومات لفنانين وانتشارها في الشوارع، ضمن حملة لمحاربة الفساد من دون علمهم ضمن حملة تدعي محاربة الفساد.
وقال ثلاب لـ «الراي» إن «الجمعية أصدرت بياناً يستنكر هذه الحملة غير القانونية والتي خالفت قوانين البلاد وحقوق الملكية الفكرية للفنانين، وإن الجمعية ترحب بالتعاون مع الجميع ضمن إطار رسمي ويخدم المجتمع، لكن هذه حملة مشبوهة ونجهل أهدافها».
وأضاف «شخصياً أرسم من التسعينيات رسومات تعبر عن محاربة الفساد والرشوة، وتهدف لتنظيم العملية الانتخابية بصورة أفضل، ونتمنى أن يكون هناك دور فعال لمحاربة الفساد من الدولة والأفراد. ولكن لا يجوز محاربة الفساد بالفساد، خاصة وأن عمل الرسومات متعب للفنانين واستغلاله من دون إذن يسبب ضرراً بالغاً، إذا ما استخدم بغير قصده وفيه حملات مشبوهة من هذه التي تخالف قوانين البلدية وحقوق الملكية الفكرية».
بدوره، قال رسام الكاريكاتير بدر بن غيث «فوجئت باستغلال بعض رسوماتي وانتشارها في الشوارع ضمن حملة لمحاربة الفساد من دون استئذان مني أو من الصحيفة مالكة الحق في الرسومات». واستغرب في تصريح لـ«الراي»، من الحملة، وقال «لا نبحث عن الشهرة، ومن نشر رسوماتنا في الشوارع كان يفترض الاستئذان من أصحاب الشأن في مسألة استخدام الرسومات، إذ إنه من المعيب استغلال حقوق ملكية فكرية ووضعنا في حرج أمام الناس في حملة نجهل أهدافها».
وأضاف بن غيث «كلنا ضد الفساد، لكن العمل لا يكون بهذه الطريقة، فكيف يدّعي أحد محاربة الفساد وينشر رسومات من دون إذن أصحابها في الشوارع مخالفاً بذلك القانون؟»، مبينا أنه «من يرد محاربة الفساد فعليه أن يلتزم بما يطالب به ويحترم القوانين وحقوق الآخرين».
وأشار إلى حملة سابقة بعنوان «كاريكاتير ضد الفساد» بالتعاون مع جمعية الشفافية الكويتية، وكانت حملة منظمة بأهدافها وتصوراتها بخلاف العمل العشوائي الذي لا يؤدي إلى نتيجة، مؤكداً أنه يخلي مسؤوليته الكاملة عن المشاركة في الحملة أو معرفة أهدافها.
من جهتها، أبدت رسامة الكاريكاتير سارة النومس استغرابها من استغلال رسوماتها الكاريكاتيرية من دون علمها، بوضعها ضمن حملة مجهولة في إعلانات بالشوارع. وقالت النومس، لـ«الراي» إنه «رغم انتشار الرسومات على نطاق واسع إلا أن الموضوع صدمنا، إذ تم استغلال الرسومات من دون استئذان من الفنانين أو أخذ تصريح من قبل بلدية الكويت»، مؤكدة أنها تخلي مسؤوليتها الكاملة عن المشاركة في الحملة أو معرفة أهدافها.
الحملة مُكلفة جداً
انتقد رئيس جمعية الكاريكاتير الفنان محمد ثلاب، الحملة التي تحمل اسماً وهمياً ومن دون الإشارة لأي حساب أو اسم المطبعة، في مخالفة صريحة للقوانين المنظمة للنشر، عدا استغلال الرسومات من دون علم أصحابها، مشيرا إلى أن «ما يثير الريبة أن هذه الحملة مكلفة جداً ولا تقل تكلفتها عن 8 آلاف دينار والواضح أنها موجهة سياسياً إذ بدأت وقت الظهيرة واختفت بعد ساعتين، فمن يستطيع إنجاز وتعليق اللوحات في الشوارع بهذه الإمكانات الهائلة؟».
وأكد أن الشباب الكويتي أرفع وأرقى من هذه الممارسات الغريبة، مؤكداً أن الجمعية تحتفظ بحقوقها القانونية ضد هذه الممارسات والقائمين على الحملة سعياً من الجمعية في الحفاظ على هيبة الفن وحقوق الملكية الفكرية وحقوق الفنانين.
حساب يتبنّى الحملة
أعلن حساب على مواقع التواصل الاجتماعي مسؤوليته عن نشر وتوزيع اللافتات التي تحمل الرسومات الكاريكاتورية في مختلف مناطق البلاد، «بهدف توعية الشعب كعمل وطني».
البلدية رفعت الإعلانات المخالفة
قال مراقب إدارة الإعلانات في فرع بلدية محافظة العاصمة عايش المطيري لـ«الراي»، إن «الإدارة تقوم برفع كل الإعلانات المخالفة من الشوارع والميادين في المحافظة دون النظر إلى محتواها، ودورها يرتكز على إزالة كل ما هو غير مرخص»، مشيراً إلى أن «متابعة من وضع الإعلانات الأخيرة على لوحات المناطق ليس من اختصاص البلدية، وهو إجراء يتبع جهات الاختصاص المعنية في الدولة»، لاسيما أن «الإدارة قامت برفع ما يقارب 8 إعلانات مخالفة على مدى يومين» في العاصمة.