وزير الخارجية يترأس وفد البلاد إلى المؤتمر الوزاري الـ 47 لمنظمة التعاون الإسلامي

تصغير
تكبير

- أحمد الناصر:
- نؤكد موقفنا المبدئي والثابت في دعم خيارات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة
- الدين الإسلامي هو دين محبة وسلام وتسامح والإرهاب لا دين له ولا ملة
- نأسف لما آلت إليه الأمور من نشر للرسوم المسيئة ونحذر من مغبة دعم تلك السياسات

وزير الخارجية الكويتي يترأس وفد البلاد إلى المؤتمر الوزاري ال47 لمنظمة التعاون الإسلامي

ترأس وزير الخارجية وزير الإعلام بالوكالة الشيخ الدكتور أحمد الناصر وفد البلاد إلى أعمال الدورة الـ 47 لاجتماع مجلس منظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية، والذي تنعقد أعماله يومي 27 و 28 نوفمبر الجاري في مدينة نيامي بجمهورية النيجر الصديقة تحت شعار «متحدون ضد الإرهاب من أجل السلام والتنمية».

وألقى الناصر كلمة الكويت خلال أعمال هذا الاجتماع، قائلا «أنتهز هذه المناسبة لتهنئة جمهورية النيجر الصديقة في رئاستها لأعمال مجلسنا الموقر ومتمنيا لها وافر النجاح والتوفيق مشيدا بالجهود الحثيثة والإنجازات الهامة خلال ترؤس الإمارات أعمال الدورة الـ 46 بكل كفاءة واحترافية والشكر موصول لمعالي الأخ الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ولكافة أعضاء الأمانة العامة على جهودهم البارزة».

واضاف «اسمحوا لي أن أتقدم لكم بوافر التقدير وعظيم الامتنان لما لمسته من صدق المشاعر وعظيم المواساة في تقديم التعازي بوفاة قائد العمل الإنساني المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد اطيب الله ثراه وجعل الجنة مستقره ومثواه. ولا يفوتنا أن نتقدم ببالغ العزاء وصادق المواساة للرئيس إيسوفو محمدو ولحكومة وشعب النيجر بوفاة الرئيس الأسبق لجمهورية النيجر ممادو تنجا سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته».

وقال الناصر «احتفلنا العام الماضي بالذكرى الخمسين على تأسيس منظمتنا العتيدة مقدرين ما تحقق من إنجازات لدعم أواصر العلاقات بين الدول الأعضاء إلا أننا مازال أمامنا مسيرة مستحقة لتحقيق الأهداف والتطلعات الرامية لتعزيز العمل الإسلامي المشترك وللأسف تعيش أمتنا الإسلامية اليوم أوضاعا صعبة تشكل مصدر قلق فالكثير من سكان العالم الإسلامي يعانون من الفقر والتهميش واللجوء والنزوح والبطالة الأمر الذي يدعونا جميعا للعمل بجد لتحقيق طموحات وتطلعات أبناء أمتنا الإسلامية».

واضاف «يعقد اجتماع مجلسنا الموقر اليوم في دورته الـ 47 في ظل ظروف استثنائية ودقيقة للغاية قاسى منها العالم برمته جراء تفشي فايروس كورونا المستجد ولا تظل البشرية حتى الآن تكابد الألم والمعاناة تجاه انتشار هذا الوباء الذي أودى بحياة الأبرياء وخلف العديد من المتضررين وانعكست آثاره على شتى مناحي الحياة المختلفة. وفي هذا الصدد نشيد عاليا بالدور الذي اضطلعت به الأمانة العامة وأجهزتها المختلفة في المواجهة والتصدي لهذه الجائحة من خلال الاجتماعات الهامة ودعمها ومساندتها للدول في تعزيز قدراتها لمواجهة هذا الوباء سائلين المولى عز وجل أن يرفع البلاء عن كاهل البشرية جمعاء وأن يتغمد برحمته أرواح المتوفين وأن يعجل بشفاء المصابين بإذنه تعالى عز وجل».

وقال وزير الخارجية «إن منطقتنا تمر بظروف عصيبة وتحديات جمة تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية القضية المحورية والمركزية والتاريخية لمنظمتنا العتيدة فالتطورات التي تشهدها الأمة العربية والإسلامية تدعونا جميعا للعمل والتعاضد لمواجهة الانتهاكات المستمرة ولا يسعني من هذا المنبر إلا ان أدعو لبذل مزيد من الجهود لتحقيق ما نصبوا اليه جميعا من حل عادل وشامل. لقد وقفت بلادي على مر الزمان إلى جانب الحق الفلسطيني ولم ولن تألوا جهدا لدعم أي جهود عربية وإسلامية أو دولية تحقق لنا جميعا الأمل المنشود بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 ووفقا للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام للعام 2002 مؤكدين على موقفنا المبدئي والثابت في دعم خيارات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وعلى أهمية مواصلة بذل الجهود من أجل إعادة إطلاق المفاوضات ضمن جدول زمني محدد للوصول إلى السلام العادل والشامل».

وأوضح الناصر«تعد أزمة مسلمي الروهينغا واحدة من أبرز الأزمات والتحديات الإنسانية باعتبارها أنها الأزمة الإنسانية الأسرع نموا في العالم وأن أقلية الروهينغا هي الأكثر اضطهادا مقدرين عاليا دور حكومة بنغلاديش في دعمها واستضافة النازحين واللاجئين من الأقلية وكافة الدول الداعمة لهذه الأزمة كما ونشيد عاليا بالحكم التاريخي الصادر عن محكمة العدل الدولية لصالح الروهينغا في شأن التدابير الموقتة بمنع أعمال الإبادة الجماعية لحكومة ماينمار في بداية العام الجاري مشيدين بهذا السياق بدور حكومة غامبيا برفع الدعوى نيابة عن دول منظمة التعاون الإسلامي. وفي هذا الإطار نعلن عن تبرع الكويت في الصندوق الخاص لدعم القضية المرفوعة في محكمة العدل الدولية بمبلغ 150000 ألف دولار أميركي».

واضاف «من هذا الموقع يساورنا بالغ القلق لما تشهده دول منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد من ظروف أمنية وإنسانية متدهورة وحالة من اللا استقرار جراء الهجمات الإرهابية للجماعات المسلحة التي أضحت مأساتها الإنسانية تثقل كاهل الأبرياء من المدنيين مخلفة ورائها الجوع والفقر وارتفاع أعداد النازحين واللاجئين، داعين الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى ضرورة التكاتف والتعاضد من أجل تعزيز الأمن والاستقرار وإلى التعاون بين الحكومات لتعزيز قدرات هذه الدول لمواجهة خطر وتهديد هذه الجماعات داعمين في هذا الإطار كافة المبادرات الإقليمية والدولية التي تسهم في إضفاء الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة».

وزاد «كما وإذ يعترينا بالغ القلق تجاه تصاعد وتنامي ظاهرة الرهاب أو الخوف من الإسلام بما يعرف بمصطلح (إسلاموفوبيا) في الآونة الأخيرة في الغرب اتجاها تصاعديا خطير،ا مؤكدين في هذا السياق على أن الدين الإسلامي هو دين محبة وسلام وتسامح وأن الإرهاب لا دين له ولا ملة. آسفين لما آلت إليه الأمور من نشر للرسوم المسيئة لخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم محذرين من مغبة دعم تلك السياسات واستمراراها سواء لكل الأديان السماوية أو الرسل عليهم السلام من قبل بعض الخطابات السياسية الرسمية التي تشعل روح الكراهية والعداء والعنف وتقوض الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لوأدها لما تمثله من إساءة بالغة لمشاعر المسلمين حول العالم. مجددين تأييدنا لبيان منظمة التعاون الإسلامي الذي يعبر بما جاء به من مضامين على الأمة الإسلامية جمعاء داعين إلى إشاعة ثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ كافة مظاهر العنف والتطرف والغلو ولا يفوتنا في هذا الصدد الإشادة بالجهود القيمة التي تقوم بها المنظمة لمحاربة هذه الظاهرة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 إلى وقتنا الحالي مرحبين بمبادرة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية والمتعلقة بموضوع الإسلاموفوبيا».

وقال «في الختام لا يسعني إلا أن أعرب لكم عن خالص التقدير لجهود الدول الأعضاء الحثيثة والعمل الدؤوب في إطار العمل الإسلامي المشترك مؤكدا على أهمية استمرار التنسيق بما يصب في رفعة شعوب دول العالم الإسلامي أجمع متقدما بالشكر الجزيل على الجهود المبذولة من الأمانة العامة للمنظمة لحسن التنظيم والإعداد ووفقنا والله وإياكم لما فيه خير وصلاح لأمتنا الإسلامية متمنيا لاجتماعنا هذا كل النجاح والتوفيق».

وضم وفد الكويت مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية الوزير المفوض ناصر الهين، وقنصل عام الكويت في جدة المندوب الدائم للكويت لدى منظمة التعاون الإسلامي وائل العنزي، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب وزير الخارجية المستشار أحمد الشريم، والقائم بالأعمال بالإنابة لدى سفارة الكويت في بنين السكرتير الأول فيصل الحبشي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي