سؤال المريضة الدائم حفاظاً على سلامة أبنائها: هل توافر الكبد من متوفى؟
منصور الغانم لـ «الراي»: تحديات كبيرة صاحبت زرع الكبد بسبب «كورونا»
- المريضة ظلت لشهور على قائمة الانتظار واقتنعت بأن فرص إتمام الزراعة في البلاد أكبر من الخارج
كشف استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتور منصور الغانم، تفاصيل عملية زراعة الكبد ورحلة معاناة المريضة، وصولاً إلى حاجتها للزراعة، وأسباب قناعتها بتفضيل إجراء العملية في الكويت.
وأوضح الدكتور الغانم في تصريح لـ «الراي»، ان معاناة المريضة بدأت قبل نحو عام، إذ كانت تعاني من مضاعفات الكبد، وكانت حينها تتمثل بسوائل محتبسة داخل البطن، وارتفاع نسبتها وصولاً الى منطقة الصدر، مع الدخول في غيبوبة كبدية بسيطة بشكل متكرر.
وأشار الى ان رحلة العلاج بدأت بمحاولة ضبط وعلاج الأسباب التي أدت إلى المضاعفات، إذ كانت هناك محاولات حثيثة لإنقاص وزن المريضة وضبط مستويات السكر، لكن جميعها لم يكتب لها النجاح، وفي ضوء هذه التطورات بعد أشهر من العلاج، تمت مصارحة المريضة بحاجتها الى زراعة كبد، وتقديم خيارات عملية الزراعة، سواء من متبرع حي أو متوفى.
وأوضح ان خيار التبرع بجزء من الكبد من متبرع حي، كان مطروحاً من أحد أبنائها مع كامل استعداده للقيام بعملية التبرع، ومن هنا بدأت مرحلة الاستعداد لإجراء عملية الزراعة، عبر إجراء الفحوصات اللازمة، للتأكد من عدم وجود التهابات فيروسية أو بكتيرية، والتأكد أيضاً من سلامة أعضاء الجسم الاخرى، كالرئة والقلب والكلى وغيرها.
وأضاف «بعد ظهور نتائج الفحوصات التي تؤكد صلاحية المريضة لإجراء عملية الزراعة، كان السؤال الأول للمريضة عند مراجعتي: هل توافر الكبد؟ لا سيما وان الخيار الاول، كان الحصول على كبد من متبرع متوفى، حفاظاً على سلامة أبنائها وتفادياً لحدوث أي مضاعفات قد تحدث للمتبرع»، لافتاً الى أن عملية الحصول على كبد من متبرع متوفى ليست سهلة، بل تستغرق وقتاً طويلاً من البحث، وإقناع ذوي المتوفى، وإجراء الفحوصات اللازمة، لجهة فصيلة دم المتبرع، ومطابقتها للمريض، وحجم الكبد، ومدى مناسبته، وهذا ربما يستغرق شهوراً.
وبيّن ان المريضة ظلت لشهور على قائمة الانتظار مع الأخذ بالاعتبار اقتناعها بإجراء العملية في البلاد، بعد مصارحتها بأن فرص اتمام الزراعة في البلاد أكبر من الخارج، وبعد ان كانت بالفعل قد حصلت على موافقة للعلاج بالخارج، وهو ما جعلها تقتنع بهذا الأمر، لحين نجح فريق برنامج التبرع من الاعضاء في العثور على الكبد المناسب، وأخذ الموافقات اللازمة من ذوي المتبرع.
وأوضح أن الكثير من التحديات صاحبت إجراء العملية، بسبب ظروف جائحة «كورونا»، وقصر مدة الاستعداد لاجراء العملية من لحظة دخول المريضة للمستشفى، والتي بلغت 3 أيام فقط، غير أنه كان هناك دعم كامل من قبل قيادة الوزارة ومركز الدبوس، لتذليل كل التحديات سواء فيما يخص توفير المعدات المطلوبة وسرعة الانتهاء من الفحوصات اللازمة وتقديم كل أوجه الدعم لفريق العملية التي تكللت بالنجاح.
المريضة بحال جيّدة للغاية
أكد الغانم أن المريضة بعد العملية بحال جيدة للغاية وتم تحديد ورسم خطة المتابعة لها بشكل مكثف، مقدماً كل الشكر لزملائه المشاركين في العملية، ولكل الطواقم الطبية التي ساهمت في نجاح العملية ولقيادة الوزارة، التي قدمت كل أوجه الدعم لإتمام العملية ونجاحها.
السمنة السبب الرئيسي لتليف الكبد
حذّر الغانم من الأسباب التي تؤدي الى الإصابة بتليف الكبد، ومن أبرزها تشحم الكبد بسبب السمنة إذ انها كانت السبب الرئيسي لتليف كبد الحالة التي بصدد الحديث عنها، الى جانب عدم انتظام مستويات السكر لديها.