لماذا تعتقد إيران أن إسرائيل تحضّر لضربة قوية وخاطِفة ضدّها؟

ما هي احتمالات المواجهة بين إيران وإسرائيل؟
تصغير
تكبير

في تطورٍ لم يسبق له مثيل، يجد «محور المقاومة» وعلى رأسه إيران و«حزب الله» في لبنان نفسه في حال استنفار قصوى تحسباً للاحتمالات السيئة الممكنة (حرب أو معركة) في المنطقة قبل تسلُّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن السلطة في 20 يناير الجاري.

وتقول مصادر قيادية في «محور المقاومة» لـ «الراي»، إن «أميركا لن تشن الحرب ولن تبدأ بها، خصوصاً أن الرئيس دونالد ترامب في مرحلة خروجه من السلطة. إلا أنه من غير المستبعد أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضربة قوية وخاطفة ضدّ أهداف في إيران، وبالأخص أهداف تتعلق بالملف النووي»، مشيرة إلى أنه «في حال ردّت إيران على الضربة بضرب إسرائيل، فإن أميركا من الممكن جداً أن تتدخل في الحرب تحت عنوان الدفاع عن أمن إسرائيل».

وتشرح المصادر «أن إسرائيل تخشى عودة بايدن إلى الاتفاق النووي وتعتبر الأمر فكرة سيئة جداً وخطأً كبيراً لا يخدم مصلحة إسرائيل ولا مصلحة دول المنطقة وأن من الضروري قطْع رأس الأفعى لحفْظ أمن المنطقة واستقرارها»، معتبرة أن «هؤلاء يخطئون في حساباتهم لأن إيران لا تندفع للحرب التي تُستدرج إليها وهي تقيّم كل محاولة لضربها وأي ضربة يوجهها أعداؤها وتوقيتها وردات فعلها. وتالياً فإن الأمور تُدرس في حينه»، متداركة «رغم ذلك فإن إيران في حال استنفار قصوى لم تشهدها منذ الحرب الإيرانية - العراقية».

وفي رأي دوائر معنية أن إسرائيل لن تقبل بمشاهدة إيران وأميركا تعودان إلى الاتفاق النووي الذي وقّعه الرئيس السابق باراك أوباما عام 2015. وتالياً فإن تل أبيب جاهزة لأي شيء يمنع هذا التقارب من جديد وهي تتحرك في أكثر من اتجاه ليصبح الصوت أعلى والموقف أكثر صلابة ضد إيران.

وفي تقدير هؤلاء أن «وضع نتنياهو سيئ جداً داخلياً، وهو المتهَم بالاحتيال والسرقة». وقد أنشأ وزير الدفاع بني غانتس لجنة لتقصي الحقائق في صفقة الغواصات التي أبرمتها إسرائيل وألمانيا لشراء 3 غواصات بقيمة 1.5 مليار دولار وصواريخ سطح - سطح «كورفيت» لحماية المنشآت النفطية بقيمة 430 مليون دولار.

ويتهم غانتس صانعي الصفقة بالفساد خصوصاً أن أشخاصاً قريبون من نتنياهو يُعتقد أنهم تلقّوا رشوة لإتمام الصفقة وأن وزير الدفاع السابق موشي يعالون أوْقف سابقاً أي تحقيق. وقد وعد مكتب غانتس بأن تكون النتائج التي ستصدر بعد التحقيق كاملة الشفافية.

وردّ أحد القريبين من نتنياهو على اللجنة التي شكّلتْها وزارة الدفاع بالقول إنه «بينما يعمل نتنياهو للسلام، يتلهي غانتس بالسياسة»، في إشارة إلى ما توصل إليه رئيس الوزراء من علاقات مع دول المنطقة.

وتعتقد المصادر القيادية في «محور المقاومة» أن «نتنياهو يهرب عادة إلى الأمام بافتعال شيء ما كلما اقترب الحبل من رقبته. وتالياً من غير المستبعد أن يذهب إلى معركة يجر فيها أميركا معه إذا تعرّضت إسرائيل للرد على أي ضربة تقوم بها هي».

ولكن هل تنجرّ المنطقة كلها إلى حرب في حال ضربت إسرائيل مواقع نووية في إيران؟ منذ أن ضربت القاعدة الأميركية في عين الأسد - العراق، بدأت إيران بالردّ المباشر على أي اعتداء أميركي عليها. وتالياً فإن من غير المستبعد أن يتحرك «محور المقاومة» إلا إذا كان هناك خطر حقيقي على إيران أو إذا رأت طهران أن من مصلحتها التصعيد على جبهات عدة.

ففي لبنان مثلاً، لم يردّ «حزب الله» بعد على مقتل أحد عناصره في غارة إسرائيلية على سورية، ولكنه وعد بأنه سيقتل جندياً أو يوجّه ضربة لهدف إسرائيلي. وقد اختفى الجنود الإسرائيليون عن الحدود لعدم إعطاء الحزب ذريعة لإطلاق النار.

لكن من المعقول جداً أن يردّ «حزب الله» بتوقيت يتزامن مع أي ضربة إسرائيلية على إيران، أي أن يكون الردّ يتناسب مع ما يحدث في المنطقة إذا تعرّضت إيران للضرب. وهذا لا يعني أن الرد سيتم لا محالة أو أن الأمور ستتدحرج إلى مواجهة شاملة أو محدودة. فكل حادث يقيّمه «محور المقاومة» بحسب حجمه ومدى خطورته وتأثيره على أحداث جارية.

كل هذا يجري بسبب الاتفاق النووي. فقد قال المرشد علي خامنئي في أحد مجالسه الخاصة إن «الاتفاق النووي مع أميركا سيئ جداً وما كان ينبغي الذهاب إليه لأنه ضاعَفَ أعداء إيران. فقد كان من الأفضل الوصول إلى أعلى نسبة تخصيب وكان من المفروض تصنيع قوة صاروخية هائلة وقدرة نووية كاملة قبل الجلوس إلى أي طاولة. إلا أن الرئيس حسن روحاني وفريقه أصرّوا على الدخول بالمفاوضات».

كلها تكهنات واحتمالات وتحليلات... فما من أحد يملك معلومات مؤكدة عما يمكن أن يحصل، ومَن يملك معلومات لا يمكن أن يفصح عما يحضَّر للمنطقة. إلا أن هذا كافٍ لإعلان الاستنفار العام والترقب تحضيراً للسيناريو الأسوأ.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي