(وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ)

تصغير
تكبير

العمل من الأولويات التي يجب على كل فرد في المجتمع القيام به حتى يتمكن من العيش الكريم وكسب الرزق الحلال، فالإنسان خلق لتعمير الأرض والسعي فيها بالخير وخدمة البشرية، والله عز وجل ينبّه الإنسان بأن يكون كسبه حلالاً وأكله من تعبه وجهده، وقد ذمت (الأديان السماوية) من يتهرّب أو يتكاسل عن أداء عمله على أكمل وجه.

والعمل الصالح عبادة، وفيه نفع للناس، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ليعمل في الأرض، وليكون خليفةً فيها ويقوم بإعمارها حتى تقوم الساعة، فكل عمل صالح يقربنا إلى المولى عز وجل إن أُدِّيَ بإتقان وبنية حسنة.

ومن يتقلّد العمل في السلطتين التشريعية والتنفيذية فإنه يبدأ بأداء القسم: «أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للوطن وللأمير، وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق».

وإنه لقسم عظيم، يجب ألّا يُستهان به، وألّا يحنث به، بل يجب الالتزام به ووضعه نصب الأعين في السلطتين التشريعية والتنفيذية.

فالعمل البرلماني في مرتبة أعلى من الأعمال الأخرى، لأنه يهدف إلي الرقابة والتشريع ومحاسبة المقّصر في أداء مهامه في ما يخص السلطة التنفيذية، من أجل خدمة الوطن ورفع شأنه وازدهاره، وكذلك إقرار التشريعات التي تساهم في تقدمه ورقيه.

وجاء في الحديث الشريف: (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ)، فالقاعدة العامة تشمل تأصيل العمل الإنساني الذي فيه الخير والمصلحة والعمل الدؤوب والجاد، وكسب الرزق الحلال، وهذا أيضاً يشمل أعضاء الحكومة والبرلمان.

لذلك، فمن يتبوأ تلك المراكز فعليه الالتزام التام بمواعيد العمل، وعدم التغيب، وأداء دوره المنوط به على أكمل وجه.

وتذكّر أيها النائب - بدخولك قاعة عبدالله السالم فإنك لا تمثل القبيلة ولا الحزب ولا الطائفة بل أنت تمثل (الكويت) بكل أطيافها. فما نسعى إليه هو تغيير المنهج والتحرر من تلك المعضلات السيئة، التي شوّهت العمل (البرلماني/ الحكومي)، وهذا لا يتم إلا بتوافق الجميع وبإيجابية لتحقيق هذا الهدف المنشود.

فليس من دور النائب التنقل بين الوزارات لإنجاز معاملات المواطنين - فهذا من عمل الوزارات والقائمين عليها - وهذا لا يتحقق إلا بقيام رئيس مجلس الوزراء باختيار الوزراء المخلصين، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وليكن هؤلاء الوزراء القدوة الحسنة لمرؤوسيهم، لتطبيق القوانين بكل أمانة وإخلاص، وعدم تجاوز هذه القوانين التي تحفظ حقوق المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو الاجتماعية.

كذلك هناك دور للناخبين، وذلك بمتابعة النائب ومحاسبته، لأنه لا يمثل نفسه بل يمثل الأمة، فإن كانت مواقف النائب سديدة وقف الناخبون من خلفه يدعمونه، أما إذا أخفق أو انحرف عن برنامجه الانتخابي، الذي وعد به الناخبين، فهنا يتعين تنبيهه إلى خطئه وانحرافه عن برنامجه الانتخابي، الذي وعدهم به ليقوم الناخب بتعديل مساره وإنجاز وعده، كما تعهد به للناخبين قبل دخوله مجلس الأمة.

وفي الختام، الكل مسؤول، والله سبحانه وتعالى يراقب أعمالنا صغيرة كانت أم كبيرة، وسيحاسبنا على ما نقوم به، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، لنحمِ الوطن من جميع أنواع الفساد، ولنبدأ بأنفسنا أولاً ومنعها من الفساد، فمتى ما صلح الفرد وأدى عمله بأمانة وصدق، وكذلك قام بقية الأفراد، انتشر الصلاح في المجتمع وسار في ركب التقدم والرقي.

اتْقَن أَعْمَالِك واختمها بالمردود يَبْقَى عَلَيْهَا النَّاسُ لِلْأَبَد شُهُود اكْتُب اسْمك بأعرض البنود يُكْتُبُ فِي التَّارِيخِ مَع مر العقود كُنّ كريماً طيّباً وَتَمَيَّز بِالْجُود وَكُن صادقاً أميناً وفياً للوعود ضَع بصمتك وَأثْبَت لِلْوُجُود بِأَن الْإِبْدَاع لَيْسَ لَهُ حُدُود اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي