عندما يكون الشخص أكبر من منصبه تجده متواضعاً منتجاً؛ ولو أخفق في جوانب من عمل ترك المنصب للأجدر، وتجد آخراً يكون المنصب أكبر من شخصه فتراه ظالماً متكبراً متشبثاً بالكرسي، وهو المعتاد بكثرة في البلاد العربية، حيث نسمع عن تولي شخصٍ ما منصباً لا يستحقه ويصعب خلعه منه... قد يكون المسؤول أو المدير أو عضو البرلمان فاشلاً تافهاً وجاهلاً؛ ولكنه يستمد قوته من قبيلته أو حزبه وجماعته لمصالحهم الخاصة.
فلا نجاح للمجتمع إلا في حال اختيار الأصلح، وهو من يعتلي المنصب مدركاً مهامه، ولا شك هي تطوير البلاد، ودفع الفساد، وتقديم ما يساعد الناس، ويصرف عنهم الشقاء، وهو الإنسان الأمين الذي يتقي الله في عمله؛ فيحفظ حقوق الناس ومصالحهم المادية وكل ما يتعلق بحياتهم ومعيشتهم.
فتلك المناصب تحتاج إلى الأمانة، والقوة الفكرية والمهارة العلمية والقدرة على الأداء؛ فالقاعدة في اختيار من يحمل المهام الصعبة امتلاك القوة والأمانة، فقد يكون تقياً، ولكن لا يصلح مديراً، ونرى أيضاً المدير المتخصص، ولكنه لم يصل إلى درجة الأمانة المطلوبة، ففي مثل هذه الأحوال نأخذ بالأصلح الأقرب نفعاً، الصادق قولاً وعملاً من سيرته الطيبة، لا من شعاراته سواء كانت حقيقية أو مزيفة.
كما في أقوال كثيرة من مواطنين أو مرشحين: «أُبْتُلينا بنواب فاسدين همهم الأكبر مصلحتهم الشخصية، وبما أن أول بوابة الإصلاح هو في اختيار الرئيس ونائبه واللجان، وللحد من الشعارات الزائفة سأسعى لتعديل اللائحة الداخلية ويكون التصويت على الرئاسة ونائبه علنياً». ونتمنى أن تتحقق تلك الوعود بعد الوصول وتتفق الأقوال مع الأفعال.
ولعلنا نحسن اختيار الأكفأ والأجدر الذي يعمل لأجل المجتمع كله، ويدرك ما عليه من مسؤوليات جِسام سيحاسب عليها أمام الله تعالى، فالكراسي لا تدوم ولا يجلس عليها إلا من أيقن أنها أمانة وتكليف.
aalsenan@hotmail.com aaalsenan @