«التغيّر الاجتماعي سبب الجرأة في الفعل الدرامي الحاصلة اليوم»
عبدالعزيز الحداد لـ «الراي»: ممثل حديث قد يكون أفضل من ألف ممثل قديم
- مسألة إنتاج مسلسل ذي 30 حلقة بدأت تنحسر وتقلّ... وتدريجياً ستنتهي
- لاحظت وجود صفات الممثلة الناجحة في بثينة الرئيسي
- رأيت مسلسلات «أعوذُ بالله منها»
عارض الفنان عبدالعزيز الحدّاد فكرة المقارنة بين الفنان القديم والحديث، إذ «من الممكن أن يكون الممثل الحديث أفضل من ألف ممثل قديم والعكس صحيح»، لأنه يرى أن الممثل يعتبر حالة فردية لا تتبع زمناً معيناً، معارضاً أيضاً فكرة المقارنة بين الأعمال الدرامية ذاتها.
وفيما فضّل في حوار مع «الراي» أن يقارن كل عمل بنفسه، فسّر في ناحية أخرى سبب الجرأة في الطرح والفعل الدرامي بالأعمال المعاصرة.
الحدّاد الذي يواصل تصوير مشاهده ضمن سياق المسلسل الدرامي «عالقون»، ألمح إلى شخصيته التي يقدمها بوصفها أنها خيالية، موضحاً الأسباب التي دفعته للموافقة على أن يكون ضمن فريق العمل، و«منها أن العمل نظيف والدور محترم»، مشيراً إلى أن مبدأه للموافقة على أي عمل فني أن يخلو من الألفاظ السوقية والجرائم وألا يسيء إليه.
كذلك أوضح الحدّاد السبب وراء إشادته بالفنانة العمانية بثينة الرئيسي، بقوله إنه لاحظ وجود صفات الممثلة الناجحة بها، والتي استطاعت بناء قاعدتها الجماهيرية.
حدثنا عن شخصيتك التي تقدمها في المسلسل الدرامي «عالقون»؟
- في حقيقة الأمر لا أعرف كيف أشرح ملامح الشخصية «مابي أحرقها على المشاهد»، خصوصاً أن لا تفسير واضحاً لها وأنها لا تمشي في سياق العمل ذي الثماني حلقات.
في المقابل، هي أساسية ومهمة، إذ إنها شخصية تكاد تكون خيالية في رأس البطل الذي يجسد دوره الفنان بشار الشطي، وهذا جلّ ما يمكنني قوله.
ما الذي شدك للموافقة على تجسيد هذه الشخصية؟
- أمور عدة، منها أنني تلقيت العرض من منتج المسلسل الشاب عبدالله عبدالرضا حفيد الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، أيضاً أسماء الفريق الفني اللامعة ككل والمخرج أيضاً.
كذلك، أن العمل نظيف والدور محترم ويعالج قضايا المجتمع بكل أريحية.
وبالنسبة إليّ، لا أمانع المشاركة في أي عمل درامي طالما أنه يخلو من الألفاظ السوقية والجرائم، إلى جانب أنه لا يسيء إلى الآخرين أو إليّ، وهذا هو منهج اختياري للأعمال، وما وجدته في «عالقون»، الذي سيعرض غالباً على «نتفلكس».
هل من أعمال جديدة تحضر لها للموسم الدرامي الرمضاني المقبل؟
- أولاً لا توجد أي عروض درامية جديدة قدمت لي، لكن أرى أن زمن فيروس «كورونا» قد أوقف قضية وجود أعمال تخص الموسم الدرامي الرمضاني أو ما بعده حتى، خصوصاً أن الأعمال حالياً باتت قصيرة بواقع 8 أو 10 حلقات فقط.
أما مسألة الـ30 حلقة، فقد بدأت تنحسر وتقلّ، وتدريجياً ستنتهي «يمكن كلامي مو صحيح»، لكنني أرى الأمور هكذا، فالقصص لم تعد تتحمّل منطق الـ 30 حلقة.
ما سبب إشادتك بالفنانة العمانية بثينة الرئيسي؟
- بعيداً عن الأخلاق الجميلة، يهمني كثيراً الجانب الفني في كل ممثلة أو ممثل، وهو ما أبهرني بها عندما لاحظت وجود صفات الممثلة الناجحة التي استطاعت أن تبني لها قاعدة جماهيرية.
وللعلم، هذا أول مسلسل يجمعني بها، فهي عندما تتكلم أمام الكاميرا تكون ممثلة متمكنة، وليس لديها إعادات كثيرة، كما أنها تبهر المخرج والفريق الفني ككل ولديها مخارج حروف جميلة كما هي طلتها.
لذلك، استحقت مني الكلمة الطيبة وهذه ليست مجاملة لها.
كذلك، لا أنسى أيضاً الممثلة صمود المؤمن، فهي جيدة جداً وأمامها مستقبل باهر، كما هي حال بقية الممثلين المشاركين في المسلسل.
كثيرون يبدأون بالمقارنة بين الفنان القديم والحديث لناحية النجومية أو الأداء حتى، فهل تؤيد هذا الأمر وتراه منصفاً؟
- حتى أختصر الإجابة، لا يمكن القول إن الممثلين القدامى أفضل من الممثلين الحاليين أو العكس، والسبب يرجع إلى أن الممثل يعتبر حالة فردية لا تتبع زمناً معيناً، بل يتبع نفسه وذاته وقدرته، ومن الممكن أن يكون الممثل الحديث أفضل من ألف ممثل قديم.
في المقابل، من الممكن أن يكون الممثل القديم «يسواله كل الممثلين الموجودين».
من جهة أخرى، ما أوجه المقارنة بين الفن التلفزيوني القديم والحاضر؟
- المقارنة بمعناها الصريح لن تكون عادلة، لأنني أرى أن الفن هو حالة فريدة لا تتكرّر وكل عمل يجب أن يقارن بنفسه.
لكن لو لاحظنا على مستوى الفن التلفزيوني بأن المصداقية كانت موجودة أكثر في السابق لأن التقطيع كان أقل، وكذلك إنتاج الماضي يختلف عن اليوم.
في الزمن الماضي، كان هناك أكثر من 100 مسلسل، لكنهم لم يحققوا النجاح المرجو. في المقابل، ما زلنا حتى اليوم نتغنّى بأربعة أو خمسة أعمال مثل «درب الزلق» و«خالتي قماشة»، وأيضاً في الزمن الحاضر هناك أعمال كثيرة لا تحصد نجاحاً في حين تبرز أخرى مثل «أم هارون».
لذلك، لا توجد مقارنة بين الماضي والحاضر. لكن لو أردت الاختلاف، قد يكون موجوداً في نوعية الطرح، إذ إن الأعمال القديمة كانت تخلو من الشتائم ونادراً ما تسمعها على مزحة، أما المسلسلات الحديثة «حيل تنرفز»، كونها مليئة بالمصطلحات السوقية التي يجب ألا تكون موجودة في مجال الإعلام.
وشخصياً، رأيت مسلسلات «أعوذ بالله منها» لم يتبق لهم سوى التلفظ بالكلام القذر.
وهل ترى وجود جرأة في الفعل الدرامي والطرح اليوم لم يكن موجوداً في الأعمال السابقة؟
- الجرأة في الطرح والفعل الدرامي التي تحصل اليوم سببها التغيّر الاجتماعي، ففي الماضي كانت النساء على سبيل المثال يرتدين العباءة في الشوارع، أما اليوم لهن مطلق الحرية.
لهذا، ما يحصل في الفن والدراما هو انعكاس لصورة المجتمع، وبالنسبة إليّ لا أمتلك تحفظاً على ذلك. لكن تبقى المبالغة في الطرح هي نقطة الخلاف، بمعنى ما يجب أن يظهر والذي يجب ألا يظهر على الشاشة.
إذ هناك أمور كثيرة جداً في حياتنا تحصل لا يمكننا عرضها في الإعلام «مو أي شيء على طول طبقناه عالشاشة»، مثل الكلام البذيء مع أننا قد نتلفظ به خلال يومنا، والسبب أن الإعلام يجب أن ينقّح الكلمات والأفعال، باختصار شديد يجب علينا اتخاذ الحيطة والحذر في ما يقال ويُفعل في الإعلام.
هل تهتم لمسألة ترتيب الاسم في «التتر»، خصوصاً مع النجوم الشباب؟
- هذا الأمر لا يضايقني، لأنني أمشي على مبدأ «أعطِ الحق لأصحابه».
فإن كان الدور الذي أقدمه رئيسياً وبطولة، حينها يجب وضعه في مكانه الصحيح، أما في حال كان عكس ذلك وكان تواجدي لمجرد المشاركة كضيف شرف، حينها يجب أن تتم الإشارة لذلك، مع وضعه في مكانه المناسب بغض النظر عن الأسماء المشاركة في العمل، وطبعاً هذا كله يأتي تقديراً واحتراماً من الجهة المنتجة.