معظم سائقيها باتوا شبه عاطلين عن العمل ويطلبون «إعانات المجاعة»

جائحة «كورونا» تدفن «تكاسي» لندن... في «مقابر»!

شركات تأجير التكاسي اضطرت إلى استئجار حقول وأراض زراعية في ضواحي لندن
تصغير
تكبير

في تدهور قاتم الظلال، أدت أزمة الإغلاقات الوقائية المتكررة التي تفرضها مقتضيات جائحة «كورونا» إلى خلق حال من الركود الحاد وغير المسبوق في الطلب على «التكاسي» (أي: سيارات التاكسي) اللندنية، إلى درجة أن تلك السيارات أصبح لها «مقابر» مخصصة لها، كما أن كثيرين من سائقيها باتوا شبه عاطلين عن العمل ويلجؤون إلى الحكومة طلباً لإعانات الإعاشة الاجتماعية بعد أن اضطروا إلى أن يهجروا سياراتهم إلى أجل غير مسمى في تلك «المقابر» التي لا يعلمون حتى الآن هل ستكون موقتة أم دائمة.

وأشار تقرير نشرته صحيفة «الصن» البريطانية إلى أن انتشار ظاهرة «مقابر التكاسي» يعني أن شركات تأجير التكاسي اضطرت إلى استئجار حقول وأراض زراعية في ضواحي لندن لتخزين تلك السيارات التي أعادها السائقون إليها خلال الأشهر الخمسة المنصرمة.

ووفقاً للتقرير، فإن ذلك الركود ألقى بظلاله الثقيلة على 80 في المئة من سائقي تلك التكاسي الذين عبروا عن معاناتهم الاقتصادية والمعيشية بسبب انخفاض الطلب على خدماتهم بشكل حاد تحت وطأة إغلاقات جائحة «كورونا»، وبدأ كثيرون منهم في التقدم بطلبات للحصول على «إعانات المجاعة» التي تصرفها الحكومة عادة للفئات الأشد تضرراً من انعكاسات البطالة أو الركود الاقتصادي.

واستناداً إلى إحصائيات رسمية، أشارت الصحيفة إلى أنه منذ يونيو الفائت أنهى أصحاب 20 في المئة من التكاسي اللندنية تراخيصها، وبهذا خرجت تلك السيارات من الخدمة وتوقفت عن العمل بشكل نهائي وباتت جاثمة حالياً بين آلاف من التكاسي المركونة إلى أجل غير مسمى في الحقول الزراعية المفتوحة التي تحمل لقب «مقابر التكاسي».

وبهذا، انخفض عدد التكاسي المرخصة رسمياً في العاصمة لندن وضواحيها إلى أقل من 15000 بعد أن كان أكثر من 19 ألفاً حتى مايو الفائت.

ونقلت الصحيفة عن مالك إحدى شركات التكاسي المتضررة قوله: «مما يفاقم فداحة هذا الركود، أن اللصوص يستغلون كون التكاسي مركونة بالمئات في حقول مفتوحة ويقومون بالتسلل إليها وتفكيك وسرقة أجزاء منها، وهذا كلف الشركة خسائر بلغت نحو 120 ألف جنيه إسترليني حتى الآن».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي