طبيبٌ لبناني صار «الرجل الحديدي»
د. علي خضر، طبيب أسنان لبناني لم يكن حتى أشهرٍ مضتْ يملك أي خبرة رياضية، وجل ما كان يقوم به من تمارين هو ركوب الدراجة الهوائية من وقتٍ الى آخَر. لكنه شاء أن يتحدى نفسه ويشارك في مباراة رياضية هي من بين الأقسى والأصعب عالمياً ويحقق فيها نتيجة مشرّفة.
الرجل الحديدي او Ironman سباقٌ رياضي يعتمد على التحمّل، ويَجْمع بين الجري والسباحة وركوب الدراجة الهوائية على أن ينجز المشترك جميع المراحل في وقتٍ لا يتعدى 8 ساعات و30 دقيقة وإلا اعتُبر خارج المنافسة.
وعلى المشترك أن يسبح مسافة 1.9 كم، ويقطع على الدراجة الهوائية 90 كم، ثم عليه الجري مسافة 21.1 كم ما يتطلب منه قوة بدنية عالية وقدرة على التحمل ومهارات رياضية وبدنية لا يستهان بها.
والمُدْهِش في الأمر أن الطبيب المُشارِكَ لم تكن لديه خبرة سابقة في الرياضة، وهو قال «لم أسبح أو أركض في حياتي، اعتدتُ ركوبَ الدراجة من وقت الى آخَر». ولكن أثناء الحجر الصحي خلال جائحة «كورونا»، يروي طبيب الأسنان أنه استغلّ وقته لاكتساب مهارات جديدة ووَضَعَ جسده في مواجهة التحدي واتبع نظاماً غذائياً صارماً وبرنامجاً تدريبياً لمدة 6 أشهر عمل خلالها 14 ساعة في الأسبوع. وأخذ على نفسه عهداً بأن يعتمد الانضباط الكلي لينجح في هذا التحدي يشارك في سباق «الرجل الحديدي 70.3» الذي أقيم في تركيا هذا العام.
واستطاع خضر الذي شارك في السباق أن يعبر خط النهاية ويتخطى مراحل المسابقة بوقت بلغ 5 ساعات و 47 دقيقة و29 ثانية. ورغم أنه لم يفز في السباق إلا أنه انتصر على نفسه وربح التحديات الشخصية التي وضعها هدفاً له لدفْع نفسه إلى أقصى الحدود والمشارَكة في هذا السباق الصعب للغاية.
وأعرب شقيقه بشير خضر محافظ بعلبك والهرمل عن فخره لمشاركة أخيه في هذا في السباق العالمي باعتباره اللبناني الوحيد من بين 1300 رياضي. وقد رفع العلم اللبناني في السباق العالمي بينما تكافح بلاده المآسي والأزمات، ما يدل على رغبة اللبنانيين العنيدة في العيش والتغلب على كل التحديات.
أما د. علي خضر فقد لخّص إنجازه بالقول إن الفارق بين المستحيل والإنجاز يكمن في إصرار الفرد و زمه على النجاح.