No Script

بعضها نجح فأصبح «براند» والآخر لا يحاكي الواقع

شعارات المرشحين... فاكهة الموسم الانتخابي

تصغير
تكبير

- يعقوب الكندري:
- الشعار أحياناً لا يعكس اتجاه المرشح وإنما يسعى لكسب الناخب
- ليس بالضرورة ارتباط الشعار بالمرشح فبعضهم يستخدم «الأمانة» وهو أبعد ما يكون عنها
- بشاير الصانع:
- لاحظنا في هذا الموسم استخداماً غير مدروس لها ما أفقدها أثرها
- هدفها الترويج والتذكير حالها كحال الإعلانات للمنتجات التجارية والخدمات
- فواز العجمي:
- بعضها يرتبط ببرنامج المرشح وبعضهم ليس لديه برنامج أساساً
- قد يكون أثرها إيجابياً أو سلبياً وتصلح للحملات الفردية والحزبية

كانت ولا تزال وستظل شعارات المرشحين للانتخابات البرلمانية بتعدد مضامينها وتنوعها فاكهة الموسم الانتخابي، بعضها نجح في وقعه على الناخب فشرع صاحبه بتثبيته في كل موسم و أصبح بمثابة «براند» خاص به، وبعضها الآخر لا يحاكي الواقع، ومتغير بحسب أجواء كل موسم وتوجهات الناخبين.

وفي كل انتخابات تبرز شعارات بعضها يبقى في ذاكرة الناخب لسنوات، وبعضها الآخر يأفل بأفول الموسم الانتخابي، ولعل الوضع الصحي الذي فرضته جائحة كورونا وغياب التواصل المباشر بين المرشح والناخبين عزز حضور شعارات الحملات الدعائية بين المتنافسين في السباق الانتخابي لأمة «2020».

وتتعدد مضامين هذه الشعارات فتأخذ أشكالاً مختلفة، منها ما هو تفصيلي ومحدد في بعض الأحيان وتعبر عن أولويات المرشح وبرنامجه الانتخابي ومنها ما هو عام أو عاطفي أوحتى بعيدة عن الواقع لاستكمال شكل الدعاية الانتخابية.

وحول أسباب استخدام الشعارات الانتخابية وأثرها على الناخب وعلاقتها بالبرنامج الانتخابي أكد أستاذ الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة الكويت الدكتور يعقوب الكندري أن الشعار الانتخابي جزء من العملية الإعلامية المتكاملة والعنوان الرئيسي للحملة الانتخابية الذي يريد المرشح إيصاله للناخب ولابد أن يكون الشعار مختصراً وواضحاً وجذاباً، ويسلط الضوء على عواطف واتجاهات الناخبين.

وحول أثر هذه الشعارات على الاقتراع قال الكندري لـ«الراي»: «إن للشعار أثراً كبيراً على الناخب متى ما لامس اهتمامه في فترة الموسم الانتخابي، لافتاً أن ما نراه من شعارات انتخابية، منها ما يكون عاماً وله بريق وليس بالضرورة أن يكون مرتبطاً بشخص المرشح، وقد يستخدم أحدهم شعاراً عن الأمانة وهو أبعد ما يكون عنها، وقد يستخدم أحد آخر شعاراً عن الفساد وهو من أكثر الناس فساداً، أو معارضة السلطة وهو أكثرهم مهادنة لها، وبالتالي الشعار لا يعكس في كثير من الأحيان اتجاه المترشح وإنما يعكس اتجاه كسب الناخب».

وحول مدى ملاءمة استخدام الشعارات الانتخابية في بيئة انتخابية قائمة على الاجتهادات الفردية وليس البرامج الحزبية، أوضح الكندري «إن الشعارات فرصة للتعبير عن اتجاهات الأفراد أو حتى الأحزاب والتيارات الفكرية رغم عدم إشهار أحزاب في الكويت، إلا أنه في أحد المواسم الانتخابية شرع أحد التيارات لتبني شعاراً موحداً لجميع مرشحيه في مختلف الدوائر الانتخابية، وبالتالي هو فرصة للتعبير عن اتجاه المرشحين بمختلف توجهاتهم أفراداً وتيارات».

أما أستاذة الإعلام في جامعة الكويت الدكتورة بشاير الصانع لاحظت أن ‏ ‏هناك استخداماً غير مدروس ومبالغة واضحة وتقليداً وتكراراً في عمل الشعارات الانتخابية في هذا الموسم بالذات، مما أفقد هذه الشعارات الكثير من أثرها المعتاد على الناخبين، ‏بل وربما أصبحت تعطي مفعولاً عكسياً في بعض الأحيان، نظراً لقلة الوعي بكيفية تصميم الشعارات، والتخطيط لها بشكل علمي مدروس لتحقيق الفائدة المرجوة، ‏ ولذلك آثر بعض المرشحين عدم استخدام شعار في ‏حملتهم الانتخابية، والاكتفاء بأسمائهم وعرض رؤاهم السياسية والإصلاحية.

وقالت الصانع لـ«الراي»: «إن الشعارات جزء من الحملات الإعلامية والتسويقية للإعلان عن المرشح ورؤيته والترويج له شخصياً ولأفكاره، والشعارات قد تلعب على وتر العواطف المتعلقة بالوطنية والإصلاح وشحذ الهمم وغيرها، للتأثير على الناخبين حيث من المتعارف عليه في علم الاتصال والإعلام جدوى هذه الشعارات في عمليات لفت الانتباه والتذكير والتحفيز على اتخاذ القرار، كما هو الحال كذلك في الإعلانات التجارية للمنتجات والخدمات.

ولأن الشعارات هدفها الترويج والتأثير والإقناع، فإننا نرى أغلبها يصب في خانة الإصلاح وخدمة المواطن كتوفير الوظائف للشباب وتمكين المرأة وصناعة التغيير ومحاربة الفساد».

وحول ما يجب أن تتضمنه هذه الشعارات أكدت الصانع أن الشعارات يجب أن ‏تعكس باختصار شخصية المرشح ورؤيته وأفكاره التي ستحدد أداءه البرلماني، كما أن بعض الشعارات ترتبط بالحالة السائدة في الشأن العام التي تهم الناخب بشكل مباشر، بحيث يتم تلخيص كل هذا في كلمات رنانة وقوية ومباشرة، تخاطب عاطفة وعقل الناخب، وتحفز رغبته ‏في معرفة المزيد عن المرشح وتذكره بشكل مستمر بل وربما حتى التصويت له.

أما أستاذ الإعلام في جامعة الكويت الدكتور فواز العجمي، رأى أن هناك العديد من الأسباب التي تدفع المرشحين لاستخدام الشعارات الانتخابية لكونها عاملاً جاذباً للمتلقي للتعرف على البرنامج الانتخابي للمرشح أو التعريف به.

وأضاف العجمي في حديثه لـ «الراي»: «إن هذه الشعارات تختلف باختلاف المرشحين، فمنهم من يحرص على توافق الشعار مع برامجهم الانتخابية، ومنهم من لا يرتبط شعاره ببرنامجه الانتخابي وقد لا يكون لديه أيضا برنامج ويحرص فقط على شعاره الانتخابي حتى وإن كان لا يتوافق مع طبيعة ناخبيه واهتاماتهم».

وعن أثره على الناخب أوضح العجمي أن الشعارات قد تؤثر في بعض الناخبين وقد تؤدي ببعضهم للتصويت للمرشح على أساس الانجذاب لهذا الشعار، وهذه استثناءات، وقد يكون للشعار آثار عكسية لدى المتلقي في حال عدم تطابق الشعار والبرنامج الانتخابي واهتمامه، وبالتالي ليس دائما يكون للشعار أثر إيجابي أو سلبي على الناخب، وإنما يختلف باختلاف مضمون الشعار واهتمام الناخب.

وحول مدى ملاءمة الشعارات للحملات الانتخابية الفردية أكد العجمي أنها تلائم الحملات الفردية، ومنها على سبيل المثال الانتخابات الرئاسية الأميركية فهي انتخابات للرئاسة ولها شعارات خاصة بها، وقد يكون بعض هذه الشعارات جميلاً ورناناً، ومنها ما يكون خاوياً، وقد تصلح للأفراد والأحزاب معاً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي