علي المتروك... فقيد الوطن والكلمة

الراحل علي المتروك
تصغير
تكبير

- الغانم: علي المتروك نموذج يحتذى به في الأخلاق ومثال رائع في العطاء الوطني
- غدير أسيري: الفقيد صاحب الديوان الكويتي الاجتماعي المفتوح لأطياف البلد كافة
- فيصل الحمود: خالص العزاء لأسرة آل المتروك
- الراحل تمتع بنظرة ثاقبة لمجريات الأحداث بعيداً عن الأهواء والعواطف وخصوصاً تلك المتعلقة بالملفات الإيرانية والعراقية والسورية
- جنح دائماً إلى توطيد علاقات الكويت بتلك الدول والاعتماد على الحلول الديبلوماسية السياسية في شأن القضايا محل الخلاف
- نبذ مروّجي الفتن المذهبية بين أبناء الوطن حيث تصدى للافتراءات على صحابة رسول الله وأمهات المؤمنين
- أثرى المكتبة الكويتية بعشرات القصائد الشعرية الرصينة عن قضايا المجتمع وكان شاعراً عروبياً ناهض الصهيونية وحارب التطبيع

فقدت الكويت أمس أحد رجالاتها الأبرار الوجيه والشاعر والمفكر علي يوسف المتروك، الذي عاش عالياً بين صفحات التاريخ والشعر وسخّر قلمه في الدفاع عن وحدة الوطن ودعوة أبناء الشعب الكويتي في كل مناسبة إلى التمسك بالوحدة وقراءة تاريخ الكويت لصيانة حاضرها بالتكاتف بعيداً عن الطائفية والتبصر في تاريخهم المبني على الوحدة والتلاحم سنة وشيعة، حاضرة وقبائل.

فقيد الكويت الراحل جسّد نموذجاً يحتذى به في الأخلاق، ومثالاً رائعاً في العطاء الوطني، ووقف سداً منيعاً في وجه أصحاب الفتن الطائفية، الذين كانوا يريدون التكسب على مصلحة الوطن، فكان لا يهادن أو يجامل في أي قضية تمس الكويت ووحدة أبنائها... ديوانه كان مفتوحاً أمام جميع أطياف أبناء الكويت، حيث أثبت وجاهته بوساطته المقبولة وكلمته المسموعة وكرمه الوافي.

وعلى الصعيد السياسي، تمتع الفقيد الراحل بنظرة ثاقبة حول مجريات الأحداث السياسية التي عايشها، فكان يحلل بناء على معطيات الواقع بعيداً عن الأهواء والميول والعواطف، وخصوصاً تلك الأحداث المتعلقة بالملفات الإيرانية والعراقية والسورية، حيث كان دائماً يجنح إلى توطيد علاقات الكويت بتلك الدول والاعتماد على الحلول الديبلوماسية السياسية في شأن القضايا محل الخلاف.

ولم يدخر الفقيد جهداً في العمل على ترتيب البيت الشيعي الداخلي، بما يخدم وحدة وتلاحم مكونات الشعب الكويتي قاطبة، وكان ينبذ من يروج للفتن المذهبية بين أبناء الوطن، حيث تصدى لافتراءات ياسر الحبيب على صحابة رسول الله وأمهات المؤمنين ووصفه بالسفيه والمتطرف.

اقتصادياً، كان يُعد الفقيد أحد مؤسسي أقدم وأعرق الشركات الكويتية «أصباغ»، وكان ينادي بأهمية الاعتماد على القطاع الصناعي لتنويع الاعتماد على المصدر الوحيد، كما كان يتمنى الفقيد أن تستثمر هيئة الاستثمار أموالها في الكويت وتحاول إنعاش السوق الكويتي من حالة الركود التي أصابته منذ 2008.

وقد وضع الفقيد ثلاث قواعد أساسية حتى تعود الكويت إلى ما كانت عليه، هي الشفافية ومحاربة الفساد ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

أدبياً، أثرى الفقيد الراحل المكتبة الكويتية بعشرات القصائد الشعرية الرصينة التي سلط الضوء فيها على القضايا المجتمعية والسياسية، فكان حقا شاعراً عروبياً ناهض الصهيونية وحارب التطبيع، وكان خير من مدح الإمام الحسين بن علي في قصيدته الشهيرة، حيث أسهم بشكل واضح في إثراء المكتبة الكويتية بالعديد من الإبداعات الشعرية والنثرية التي حافظت على الهوية الثقافية للمجتمع الكويتي.

ألّف كتاباً عن الإمام الحسن «سبط من الأسباط».

ونظم الفقيد مرثية في المغفور له بإذن الله تعالى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه قال في مطلعها «يا صديقي العزيز بل يا أميري ومعيني بعد الإله القدير... عشرة قدرت بستين عاماً كيف مرت فيا لدنيا الغرور».

من جانبه، تقدم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بأحر التعازي لآل المتروك الكرام بوفاة فقيدهم، وقال: «كان العم علي المتروك نموذجاً يحتذى به في الأخلاق ومثالاً رائعاً في العطاء الوطني، سائلين الله جلّت قدرته أن يرحمه برحمته الواسعة وأن يحشره مع الصالحين وأن يلهم ذويه ومحبيه الكثر جميل الصبر والسلوان».

كما تقدمت وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة مرشحة الدائرة الأولى الدكتورة غدير أسيري بخالص العزاء إلى آل المتروك، وقالت: «كان الفقيد صاحب الديوان الكويتي الاجتماعي المفتوح الذي جمع أطياف البلد كافة».

كما تقدم محافظ عاصمة الفروانية الأسبق الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح بخالص العزاء لأسرة آل المتروك، سائلاً المولى عزوجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.

وتقدم وزير الكهرباء والماء السابق محمد بوشهري، بخالص العزاء لآل المتروك بوفاة فقيدهم علي المتروك، سائلاً المولى عزوجل أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وتتقدم «الراي» بأحر التعازي لآل المتروك الكرام بوفاة فقيدهم، سائلين الله تعالى جلّت قدرته أن يرحمه برحمته الواسعة وأن يحشره مع الصالحين وأن يلهم ذويه ومحبّيه الصبر والسلوان... وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي