بالقلم والمسطرة

ناخب ناقد... ينتخب فاسداً !

تصغير
تكبير

من الضروري استغلال هذه الفرصة الانتخابية الجديدة، واتخاذ الخطوات الإيجابية في هذا الخصوص، لعل وعسى يكون هناك تغيير مفيد، وذلك بانتخاب الأفضل والأصلح في الساحة السياسية، بعيداً عن الاندفاع وراء المرشح، وبعيداً عن التعصب القبلي أو الطائفي أو التكتلي - إن جاز التعبير - وبعيداً عن الفرعيات المبطنة وعمّا يسمى التشاوريات، وبعيداً عن التأثر بالكلام المعسول والردح الإعلامي من البعض من دون تطبيق عملي لكلامه الإنشائي.

لذلك يجب أن يكون لدينا إدراك حقيقي لبرنامج المرشح الانتخابي وسيرته الذاتية وخططه المستقبلية، فماذا استفدنا في السابق من الاندفاع نحو مرشح، فقط لأنه من هذا التيار السياسي أو ذاك أو أنه من هذه القبيلة أو تلك... وغيرها من المعايير التي يجب ألّا نعطيها الأولوية، فالبعض من النواب السابقين في المجلس السابق، كانوا يحاولون الإصلاح والبعض منهم كان يركّز على مصالحه و(البرستيج الاجتماعي البطيخي) المرفوض، وتنفيذ أجندة خاصة مثل خدمة الأحباب والأقارب وأصدقاء (الديوانية)، وتنفيذ معاملاتهم ومحاولة الحصول على قطعة من (كعكة) المناصب لأبنائهم وللموالين لهم، ليتجاوزوا بذلك وبكل ظلم خبرات المواطنين وكفاحهم الوظيفي ممن ليس لديهم ظهر سياسي، والبعض الآخر ليس لديه دور، وربما من يمر بجانب مجلس الأمة من الخارج، يتحدّث أكثر منه، فالخجل السياسي لا ينفع في هذه الحالة.

وبعد تلك الأمثلة نقول: لماذا لا تنصلح الأمور؟ فبعد الذي حصل من تلك الأوضاع الغريبة العجيبة، علينا الاهتمام بالمعايير الحقيقية المطلوبة، ومنها أن نركز على المرشح المناسب، فبالإضافة إلى ما ذكرت أعلاه من صفات مطلوبة، يجب أن يكون لديه السمعة الحسنة والتعليم الأكاديمي وقوة الشخصية والخبرات الأخرى، التي تجعل منه عنصراً مفيداً داخل مجلس الأمة، وليس بالضرورة أن يكون شخصاً قوياً ومناساً، لأنه يهاجم الحكومة بشكل غير بنّاء وغير مدروس، بل المهم مع ما سبق أن يجيد لغة الخطاب السياسي ويعرف كيف يتعامل مع القضايا والملفات العالقة، ومحاولة تسريعها لإيجاد الحلول المناسبة لها بعيداً عن التأزيم، الذي في النهاية لا يفيد أحداً، فما أكثر الأمور السلبية التي لها انعكاسات غير مرغوبة على مسيرة التنمية وحركة التحديث والتطوير في الدولة بشكل عام.

فالكرة الآن في ملعب الناخبين، وللأسف قد تجد البعض ذا عقل وفكر وناقداً للأوضاع في البلد، و«يتفلسف»، أي باللهجة العامية (يتحلطم)، ومن ثم إذا جاء الاختبار الحقيقي له ينتخب فاسداً، فقط لأنه من تجمعه الانتخابي أو من أبناء العم ! فأنت أيها الناقد الساخط من انتخبت هذا الشخص وأجلسته على الكرسي الأخضر الذي لا يستحقه !، لذلك فالناخب الواعي من خلال إدراكه وتحمله المسؤولية وحسن اختياره، يستطيع أن يساهم في تحسين هذا الوضع المتخلخل في المشهد السياسي، وهو في النهاية يساعد نفسه، لأن النائب الأصلح يعرف ببساطة كيف يفيد البلاد والعباد، وكيف ينفذ أجندة وطنية هدفها الأول والأخير هو الصالح العام.

والخلاصة: يجب إعادة تشكيل مجلس الأمة بصورة تخدم الوطن والمواطنين، واالله عز وجل المعين في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com @ِAlsadhanKW

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي