كيف نحمي أنفسنا من المخاطر الإلكترونية؟
هكذا يتجسس عليك هاتفك والتلفزيون والكومبيوتر.. في بيتك
الخطر الرقمي حقيقي والقوى الأمنية في مختلف البلدان تحذّر مواطنيها منه ومما يمكن أن تتعرض له الشبكات المنزلية والمعلومات الشخصية من انتهاكات نتيجة تصرفات خاطئة يقوم بها غالبية الناس أينما تواجدوا بلا تحسًّب ووعي.
فما هي هذه المخاطر التي تطال أمننا الإلكتروني وتعرّض حرمةَ بيتنا وخصوصياتنا لتعديات نحن في غنى عنها، وكيف بإمكاننا تجنّبها بطرق عملية بسيطة؟
أول مهمة يتولاها رب البيت هي الحفاظ على عائلته وإبعاد كل التعديات عنها. لا يسمح لأي غريب أو متطفل أو معتد بالدخول الى حرمة بيته والتدخل في شؤونه أو كشْف أسراره. ولكن ماذا لو كانت كل هذه الخصوصيات عرضة للخطر، بل ماذا لو كان أمن أفراد العائلة جميعا ولا سيما الحلقات الأضعف فيها مثل الأطفال والنساء معرّض للانتهاك وخاضع للابتزاز والعنف؟
أسئلةٌ تكشف بوضوح أن الأمن الرقمي لا يقلّ أهمية مطلقاً عن الأمن المجتمعي في ظل هيْمنةِ الحياة الرقمية على كل مفاصل حياتنا. ومن هنا ضرورة إيلائه الأولوية المطلقة ليس من الجهات المختصة فحسب بل من كل فرد داخل جدران بيته. نتعرف الى كل مكامن الخطر وسبل الحماية منها مع رئيس ومدير عام شركة Potech المختصة بحوْكمة الانترنت والأمن السيبراني طوني فغالي.
حماية الشبكة المنزلية من كل اعتداء
أول ما علينا التنبه له يقول الخبير المختص أن المجتمع الافتراضي مثل المجتمع الحقيقي «مليء بالأشخاص السيئين الذين يتحيّنون الفرصة للاعتداء علينا لأهداف متعددة. قد يدخلون شبكتنا البيتية ويسْرقون بياناتنا الشخصية والمعلومات والصور ويستخدمونها لأذيتنا، أو قد يتسببون بضرر لكل أجهزتنا الإلكترونية في البيت، من الكمبيوتر الى منصات الألعاب وصولاً الى التلفزيون الذكي وغيره. ولذا مهمّتنا أن نصعّب قدر الممكن عليهم عملية ولوج شبكتنا المنزلية أو الوصول الى المعلومات الخاصة بنا».
من هنا ينصح الاختصاصي بالخطوات التالية:
- عندما تخططون لتركيب شبكة انترنت في البيت يجب أن يكون توفير الحماية لها أولويةً عبر اعتماد تقنيات حماية متنوّعة ينصحكم بها المختصون.
- اعملوا على توعية أفراد الأسرة الذين يستخدمون الأجهزة الالكترونية المختلفة في البيت ولا سيما الصغار، على أهمية الحماية ووجوب عدم الاستخفاف بها وحضّم على عدم إعطاء كلمة المرور لأي شخص من خارج البيت.
- غيّروا كلمة المرور باستمرار واجعلوها معقّدة يصعب اختراقها بسهولة لتأمين حماية الشبكة.
- إلجؤوا الى مراقبة كل الأجهزة في البيت من خلال parental control والتحكم بها لمعرفة مَن يدخل إليها وكم يبقى فيها وذلك للتأكد من أنها تُستخدم من أهل البيت فقط وليس من أي معتد خارجي.
- جدِّدوا البرامج المضادة للفيروسات على الهواتف والكمبيوترات واستعملوا النسخات الجديدة منها التي يتمّ تطويرها باستمرار.
لا يعرف الصغار الذين يستعملون الأجهزة الالكترونية منذ نعومة أظافرهم بوجود المقرْصنين و المعتدين ولا يدركون المخاطر الناجمة عن استخدام الأجهزة الالكترونية ولذا من واجبنا توعيتهم على ذلك واتباع الخطوات التالية:
- اعتماد آلية Parental Controlمن الأهل على أجهزة أولادهم الصغار ليحدّدوا ما التطبيقات التي بإمكانهم تنزيلها أو استخدامها وكذلك مدة الوقت التي يمكنهم أن يستعملوها.
- في حال كان الأولاد يستخدمون جهاز الكمبيوتر الخاص بالأهل على هؤلاء أن يخصصوا لهم user أو حساب استخدام خاص بحيث لا يكون بإمكان الأولاد استعمال الداتا الخاصة بالأهل الموجودة على الجهاز أو تنزيل تطبيقات جديدة من دون إذن.
- ممارسة الأهل لدورهم في الإشراف على الألعاب الإلكترونية التي ينزلها أولادهم او يلعبون بها وتوعية الصغار أيضاً على ذلك لأن بعض الألعاب ليست بريءة وقد تُستعمل للابتزاز.
- تعريف الأولاد على خطوات السلامة التي يمكن إيجادها في الـ Settings وتشجيعهم على عدم الملل من اتباعها في كل عمل يقومون به حتى لا يعرّضوا أنفسهم وأجهزتهم والشبكة البيتية للخطر إن تناسوا هذه الخطوات ولو لمرة.
- عدم الإكثار من عرض صور الأولاد ووضْع معلومات عنهم، إذ قد يقوم المُقَرْصِن من خلالها بالتواصل مع الولد والإدعاء أنه شخص قريب ويُقْنِعُه بذلك من خلال ما يعرفه عنه من معلومات وتفاصيل ويطلب منه أموراً قد تكون مؤذية له أو لعائلته.
- تنبيه الأولاد الى عدم التواصل مع أي شخص غريب مهما كانت ادعاءاته وعدم إعطاء أي معلومات عنهم أو عن عائلاتهم.
التحرّش الالكتروني أخطر ما تتعرض له النساء وحتى الأطفال، وهو يخترق جدران المنزل ويقتحم خصوصية المرأة الضحية بحيث لا تجد ملجأ تحتمي فيه. ويتلطّى المتحرّش الالكتروني خلف الأسماء المستعارة والهويات المزيّفة ليصبح أكثر تهوراً في ملاحقة المرأة التي يصدف أن رأى صورتها على مواقع التواصل ونادراً ما يكون على معرفة شخصية بها، وقد يصل به الأمر الى حد المطاردة الإلكترونية.
وقد يتحوّل التحرش الى ابتزاز وتهديد بغية الحصول من المرأة على مكتسبات مادية أو جنسية او بهدف تشويه صورتها وسمعتها والتشهير بها.
والمرأة التي تتعرض لهذا النوع من الابتزاز لسبب أو لآخَر تسعى لإيجاد مَخْرَج منه يحفظ لها سمعتها وكيانها، وقد يكون إما بالاستسلام لمَطالب الشخص المُبْتَزّ مع ما يعنيه ذلك من دخول في دوامة جارفة يصعب الخروج منها، أو الذهاب في بعض الأحيان إلى الانتحار. من هنا أهمية الخطوات التالية:
- عدم الرد على أي بريدٍ الكتروني أو رسالة نصية من مصدر مجهول.
- تغطية الكاميرا على جهاز الكمبيوتر في حال لم تكن ثمة حاجة إليها وعدم أخذ أو عرض أي صور قد يستخدمها أحد ضد المرأة فيما بعد.
- تغيير كلمة المرور بانتظامٍ لكل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي ولبريدها الإلكتروني منعاً لاختراقها من أي شخص.
- عدم تحديد موقعها وماذا تفعل الآن وتفادي وضْع صور ومعلومات عنها بشكل دائم ومستمر، فقد يكون ثمة أشخاص يراقبونها ليرسموا لها بروفايلاً كاملاً يستخدمونه فيما بعد لانتحال شخصيتها واستغلال اسمها وحسابها في عمليات احتيال على أصحابها ومعارفها.
- التأكد قبل التسوّق أونلاين من عدم استخدام هذا الموقع أو الصفحات التي تتسوّق عبرها لمعلوماتها الشخصية مثل العنوان ورقم الهاتف ورقم البطاقة المصرفية لأهداف أخرى قد تكون ضارة ومؤذية. مهمّتها أن تصعّب قدر الممكن على أي معتد او مُقَرْصِن عملية الوصول الى المعلومات الخاصة بها.
- تبليغ القوى الأمنية فوراً في حال تعرُّضها لأي عملية تحرش أو ابتزاز.
بعض الأشخاص يتجولون في الشوارع محاولين التقاط إشارة الواي فاي على أجهزتهم. ومن الممكن إذا كانت كلمة المرور التي تستخدمونها لشبكتكم البيتية بسيطةً وسهلةً كاسم العائلة مثلاً أو رقم الهاتف أن يتمكن هؤلاء الأشخاص من الدخول الى شبكتكم البيتية والتنصت عليكم واكتشاف معلومات عنكم قد تُستخدم ضدكم. من هنا ضرورة تصعيب كلمة المرور الخاصة بالواي فاي والموديم تجنباً لإمكان خرْقهما من أي كان وإبقاء الشك قائماً في ذهنكم حول ماذا يمكن أن يكتشف المعتدي في حال اخترق شبكتكم المنزلية. ولذا يُستحسن بكم عدم وضْع الملفات المهمة على أجهزة الكمبيوتر في المنزل ونقْلها إلى حافِظ خارجي مشفّر.
- غالباً ما يعمد الكثير من الأشخاص الى شبْك أجهزتهم الإلكترونية على شبكات واي فاي عامة مثل الفنادق أو المطاعم والمولات متجاهلين أن هذه الشبكات غير محمية ويمكن لأي مُقَرْصن ولوجها بسهولة وسرقة البيانات والمعلومات الشخصية. من هنا أهمية عدم استخدام هذه الشبكات إلا عند الضرورة.
بعض التصرفات الرقمية الخطرة التي نقوم بها أحياناً من دون أن ندري يمكن أن تورّطنا في مشاكل نحن في غنى عنها ويمكننا التنبه لها وتَجَنُّبَها ببعض الوعي والحذر.
- عدم الإجابة على أي بريد غريب يصلنا من أشخاص نجهلهم يطلبون فيه أموراً غريبة.
- عدم استخدام آلية الـ reply للردّ على بريدٍ لسنا متأكدين من مصدره بل كتابة العنوان من جديد للتأكد من عدم كونه منحولاً أي يشبه البريد الأصلي لكنه مزوّر.
- اعتماد الحذر الشديد قبل التعامل مع أي موقع أو تطبيق يطلب معلومات شخصية ولا سيما التطبيقات التي تتطلب الدفع عبر البطاقة المصرفية، مثل مراقبة الجزء العلوي من المحرك browser، فإذا كان أخضر اللون فمعنى ذلك أن الموقع او التطبيق آمِن بينما إذا كان أحمر فيجب الحذر لأنه غير آمِن.
- عدم تنزيل أي تطبيق قبل التأكد منه، أي من الشركة المصنّعة له، وما إذا كان موثوقاَ أو مزوراً. ذلك أن أي تطبيق يمكن أن يحوي بداخله على كودات مؤذية تفتك بأجهزتنا.
- عند تنزيل تطبيقٍ ما، قد يطلب الإذن بالولوج الى معلومات كثيرة في هاتفنا أو كمبيوترنا مثل غاليري الصور أو دليل الهاتف، ولا يمكننا الموافقة على ذلك بشكل تلقائي بل على العكس علينا تجنّب الموافقة إذا لم يكن التطبيق يستوجب الدخول الى هذه المعلومات.
- - اعتماد آلية الـ update بشكل دائم لكل التطبيقات التي نستخدمها، ذلك أن الشركات المصنّعة لها غالباً ما تكتشف فيها ثغراً أمنية تقوم بتعديلها وتصحيحها. لذلك فإن هذه العملية ضرورية لأنها تجعل أجهزتنا والتطبيقات التي نستخدمها دائما أفضل من قَبْل، شرْط التأكد من مصدر الـ update.