بعد طلاقها من وائل كفوري فتحتْ قلبَها في حوارٍ عن الماضي والمستقبل

أنجيلا بشارة لـ «الراي»: تقبّلتُ واقعي وأعيش بسلام

أنجيلا بشارة
تصغير
تكبير

بعد أكثر من عام على إعلان الطلاق رسمياً بينها وبين النجم اللبناني وائل كفوري، تعيش أنجيلا بشارة مرحلةً من السلام الداخلي، وكأن أزماتِها جعلتْها أكثر قوة ونُضْجاً وواقعية وأكثر تقبّلاً للظروف التي تعيشها مع طفلتيْها ميشيل وميلانا.

أحلامُ أنجيلا كبيرة وهي تخطط لتنفيذها عاجلا أم آجلاً، ولكن بهدوء وتروٍّ وصبر، كما قالت في حوارها مع «الراي». فهي تحلم بأن تتفوّق في مجال تخصصها، وبأن تصبح سيدة أعمال مشهورة.

ولفتت بشارة إلى أنها رفضتْ عروضَ التقديم والتمثيل، لأن كل همّها الاهتمام بابنتيها، مستدركة بأن أبوابها ليست مغلقة أمام عروضٍ مُناسِبة تصل إليها في الوقت الملائم، مؤكدة أنها تعيش حالياً بسعادة بعدما اقتنعت بأن كل ما تعيشه مكتوبٌ في قدَرها، وموضحة أنها لم تتخيّل يوماً أنها يمكن أن تكون قوية إلى هذا الحد.

كنت أعلنتِ بعد انفصالك عن وائل كفوري أنك بصدد إعداد مشاريع لإحدى الشركات السعودية، أين أنتِ اليوم من هذه المشاريع؟

- هذا صحيح، كنت بصدد إعداد مجموعة مشاريع في مجال تخصصي في الـ«Graphic Design»، إلا أن كل شيء مجمّد اليوم. ولكن المشاريع ليست ملغاة، فعندما أضع شيئاً في رأسي أملك ما يكفي من الطموح والإرادة لتحقيقه، وهناك مجموعة أهداف أتطلع إليها مستقبلاً وأعمل عليها ولو بتروٍّ، وأنا لا أفقد الأمل على الإطلاق.

أزمة «كورونا» أثّرت على كل العالم، حتى عقلنا تجمّد، وصرنا نعيش كل يوم بيومه، ونحن مجبرون على ذلك. الأمل موجودٌ وكذلك الطموح وأنا مستمرّة لتحقيق كل ما أصبو إليه.

أصبحتِ فجأة تحت الأضواء من دون أن تقرّري ذلك، هل أتعبتْك الشهرةُ أم أنك كنتِ تحبينها في الأساس؟

- عندما كنتُ أدرس في الجامعة، أي قبل زواجي، كنت أحب أن أصبح مشهورةً في مجال تخصصي، ولم تهمّني الشهرة كيفما كان.

ولذلك، ألغيتُ حسابي على «إنستغرام» بعد طلاقي، إذ كان هناك 27 ألف متابع ينتظرون ماذا يمكن أن أقول عبر هذا الحساب. وبصراحة، لم أحب ذلك، وشعرت وكأنني تحت المراقبة.

ولو كنتُ أحب أن أصبح مشهورةً بأي طريقة، لما ألغيتُ هذا الحساب، بل كنتُ تركتُه واستغللت الفرصة كي أزيد عدد المتابعين.

لكنني فضّلتُ الابتعاد لأنني شعرتُ بأن الوضع بات خارج السيطرة ولم يعد بالإمكان التحكم بالكلام والتعليقات، وعدتُ بعد أقلّ من عام بحسابٍ جديد يعرّف عن شخصيتي الحقيقية وليس عن طليقة وائل كفوري، وبعيداً عن القيل والقال.

تبحثين عن الشهرة كسيّدة أعمال؟

- طبعاً، أريد شهرةً مُسْتَنِدَةً على عملي وعِلْمي وثقافتي وهي أهمّ. لا أريد شهرة «اللقلقة».

هل صحيح أنك تلقيتِ عروضاً تمثيليةً وعروضَ إعلاناتٍ، ولماذا رفضْتِها، وهل يمكن القول إن هناك مَن حاول استغلال شهرتك المُفاجئة؟

- الأمر لم يكن استغلالاً، وأنا كنتُ أتوقّعه. البعض اتصل بي من أجل التمثيل، وهناك مَن اتصل من أجل تقديم البرامج، وهذا طبيعي.

ولكنني اعتذرتُ لأنني شعرتُ بأنني لا أحقق نفسي. لم أكن أعرف ماذا يمكن أن أُثْبِتَ في مجالٍ لم أجرّبه.

ولماذا لم تجرّبي التمثيل وتختبري نفسك، إذ في النهاية هناك أوّل مرّة في كل شيء؟

- لم أقفل على الموضوع نهائياً، ولكنني لا أشعر حالياً بأنه الوقتُ المُناسِبُ لخوض تجربة التمثيل.

لا أشعر في الوقت الراهن بأنه يمكن أن أحقّق نفسي في هذا المجال، ولكن ربما أملك الموهبة ولا أعرف.

لأنك مسؤولة عن ابنتيك وتشعرين بأنه يجب أن تكرّسي وقتك لهما، خصوصاً أن والدهما فنان أيضاً؟

- هذا صحيح، وهذا هو السبب الأساسي. ابنتاي بحاجة لوجودي، خصوصاً في هذا الوضع الذي أصبح فيه التدريس «أونلاين».

عندما يتم التحدث في مثل هذه المواضيع أقول إنه ليس الوقت المُناسِب، ولست في عجلة من أمري في أي شيء.

التوافق ضروري بعد الطلاق من أجل مصلحة الأولاد، أليس كذلك؟

- بل هو إجباريّ، المسألة ليست على ذوقي أو ذوق وائل، والأولوية هي مصلحة الأولاد.

هل استشرتِ وائل في عروض التمثيل؟

- لم نصل إلى هذه المرحلة، ولم نصبح من أعزّ الأصحاب، بل العلاقة بيننا تحتاج إلى مزيد من الوقت كي تصبح أفضل.

ابنتاك تعيشان معك، فهل أصبحتْ المسؤولية عليك أكبر أم أنها في الأساس كبيرة كون والدهما فنان ودائم الأسفار؟

- المسؤولة لم تتغيّر، ولكن الفارق أنه خلال الزواج يكون في حياة المرأة رجلٌ يدعمها وبعد الطلاق تصبح لوحدها، ولذا عليها أن تكون قويةً وأن تدعم نفسها بنفسها.

هل تشعرين بأنك أصبحتِ أقوى كامرأة؟

- طبعاً، حتى إنني متفاجئة بنفسي والمرحلة التي وصلتُ إليها. السلامُ الداخلي هو القوةُ الحقيقية والقناعة والقدرة على العيش بمفردي ومع نفسي.

كوْني سعيدة لأنني أعيش لوحدي هو القوة في ذاتها.

ماذا تَغَيَّرَ في شخصيّتك، غير أنك أصبحتِ أكثر قوّة، كأمرأة مطلّقة كانت متزوّجة من فنان؟

- المسؤولية صارت أكبر، وأحاول أن أكون على قدرها كل لحظة وكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم. كما صرتُ أنتبه أكثر للناس المحيطين بي، وألتفت أكثر للتفاصيل.

اليوم أعتمد على عقلي أكثر من قلبي. كما صرتُ منطقيةً وأحلل أكثر.

هل استعنتِ بطبيب نفسي؟

- بل بالقراءة. أقرأ كثيراً، وعندما لا أحمل كتاباً أدخل «غوغل» لأنني أحب أن أكون أكثر ثقافةً واطلاعاً.

وهل أنتِ متمسّكة بأن تظلّي بمفردك؟

- لم أقصد أنني سعيدة لأنني أعيش بمفردي، ولكنني كنتُ أقصد أن الإنسان عندما يكون بمفرده ويشعر بالسعادة ويستطيع أن يدير أموره فهذا يُعَدُّ إنجازاً، ولكنني لست متمسكة بأن أستمر بمفردي، وإن كنتُ لا أعرف ماذا كتب الله في قدَري.

عندما يقتنع الإنسان بما هو فيه، فإنه يرتاح كثيراً. لم أكن أتوقّع أنني يمكن أن أصل إلى مرحلةٍ أتحمّل مسؤولية تربية طفلين بمفردي، ولكنني اليوم على قناعة تامة بأن ما يحصل معي هو ما كتبه الله لي.

في المرحلة الأولى، تضايقتُ كثيراً وبكيتُ ومررتُ بحالات عدة، إلى أن اقتنعتُ بأنها مشيئة الله وتقبّلتُ كل شيء.

وماذا تتمنين أن يكون مكتوباً في قدَرك؟

- ما كتبه الله لا بد وأن يحصل. وبما أنني صرتُ عقلانيةً، فإنني أقول إنني مررتُ بتجربتيْ الحب والزواج، ولكن «ما مشي الحال»، ولذلك أرغب في أن أركّز على نفسي أكثر وعلى مهنتي وأن أعطي كل الوقت لأولادي.

حالياً، لا أفكر في الزواج والحب، ولكنني لا أعرف ماذا يمكن أن يستجد مستقبلاً.

يبدو أنك لم تعودي تؤمنين بالحب؟

- لا تعليق هل تنزعجين لأنه يتم التعامل على أنك طليقة وائل كفوري؟

- هذا اللقب لا مفر منه، حتى لو أن كلمة «طليقة» تُزْعِجُني أحياناً.

تزعجك كلمة «طليقة» أم عبارة «طليقة وائل كفوري»؟

- بل ان عبارة طليقة وائل كفوري هي التي تُزْعِجُني، فأنا لا أحب الألقاب بشكل عام.

أنا أنجيلا بشارة، وعندما يتطلّق شخصان تصبح هي طليقة وهو يصبح طليقاً، ويجب أن نتقبّل الواقع.

ولكنني لا أفهم لماذا يقال عن المرأة طليقة فلان ولا يُقال عن الرجل طليق فلانة، فكما أنا طليقة وائل كفوري فهو أيضاً طليق أنجيلا بشارة. لماذا أنا الطليقة وهو وائل؟

هل تقبّلتْ ميشيل وميلانا الواقع وبأنك ووائل منفصلان؟

- طبعاً، كل شيء يصبح عادةً مع الوقت.

هل تغارين من حب ابنتيْك لوالدهما؟

- على العكس، بل أفرح كثيراً، وهما تعشقان والدهما، وأفتخر كثيراً عندما يقول الناس لابنتي أنتِ ابنة وائل كفوري، حتى إن ميشيل وميلانا تشعران بالفخر أيضاً و«الله يخليه فوق راسن».

اليوم، ماذا تتمنين؟

- أن يتركنا الناس بحالنا كي نعيش بسلام.

ما حصل أصبح من الماضي. لا أتمنى سوى السلام للجميع، كما أتمنى أن تنتهي أزمة «كورونا» وأن نعود إلى حياتنا الطبيعية، وأن يعيش أولادي حياة طبيعية «والله يخليلن إمّن وبيّن».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي