مراسم تأبين وطنية لضحايا اعتداء نيس
كاستيكس: الإسلام المتطرف يشوّه الدين بتحريف نصوصه ومعتقداته ووصاياه
أكد رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس، خلال مراسم تأبين وطنية أمس، لضحايا الاعتداء على كنيسة نوتردام في نيس (جنوب شرق) الذي أسفر عن ثلاثة قتلى في 29 أكتوبر الماضي، إن «فرنسا هي المستهدفة في كل مرة وهي هدف للإرهاب لكن نيس دفعت ثمناً باهظاً»، في إشارة إلى هذا الهجوم والاعتداء الذي وقع في 14 يوليو 2016 وأودى بحياة 86 شخصاً في المدينة الواقعة في منطقة الريفييرا.
وأضاف خلال مراسم أقيمت على مرتفعات المدينة: «العدو نحن نعرفه، لم يتم تحديده فقط، بل له اسم، إنه الإسلام المتطرف، وهي عقيدة سياسية تشوه الدين الإسلامي بتحريف نصوصه ومعتقداته ووصاياه من أجل فرض هيمنة الظلامية والكراهية».
وطعن منفذ الهجوم وهو تونسي يبلغ 21 عاماً، ويدعى إبراهيم العيساوي، امرأتين إحداهما ستينية والأخرى برازيلية تبلغ 44 عاماً تعيش في نيس منذ أعوام عدة، والقيم على الكنيسة البالغ 55 عاماً والأب لطفلتين.
ورغم أن دوافعه مجهولة، فإن تحركاته معروفة. وقالت مصادر فرنسية وإيطالية إنه وصل أوروبا بشكل غير قانوني عبر جزيرة لامبيدوسا في 20 سبتمبر. ثم وصل إلى مدينة باري (إيطاليا) في 9 أكتوبر وتلقى أمراً من السلطات بمغادرة البلد خلال سبعة أيام.
عقب ذلك فُقد أثر الشاب حتى 28 أكتوبر حين اتصل بشقيقه ياسين القاطن بمدينة صفاقس في تونس. وقال ياسين العيساوي لـ«فرانس برس»، إن شقيقه «وصل إلى فرنسا حوالي الساعة 20,00.
وتابع «أنه ذهب إلى فرنسا لأنها أفضل للعمل»، ولم يستطع تفسير سلوك أخيه الذي صار متديناً منذ نحو عامين بعدما بدأ مشروعاً صغيراً لبيع المحروقات بشكل غير قانوني في بلاده.
والجمعة، تم نقل المهاجم، الذي أصيب بجروح خطيرة أثناء توقيفه وثبتت إصابته بفيروس كورونا المستجد، بالطائرة وتحت حراسة مشددة من نيس إلى باريس.
وفي تونس، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، إن «الإسلام دين تسامح، لكن يجب محاربة الأيديولوجيا المتطرفة».
وشدّد في مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي توفيق شرف الدين، الجمعة، على «ضرورة محاربة الإرهاب بالشراكة مع تونس، والتعاون للحد من الهجرة غير الشرعية، في سواحل البحر الأبيض المتوسط».
من جانبه، أكد وزير الداخلية التونسي ضرورة «الحرص على مكافحة الإرهاب الذي لا دين له ولا جنس له»، مضيفاً أن «الإسلام دين سمح يدعو للاعتدال والتواجد السلمي مع مختلف الشعوب».
وطالب بـ«ضرورة تمكين كل تونسي مرحّل، من ممارسة وحفظ حقوقه كاملة، ومن بينها استيفاء كل طرق الطعن قبل الترحيل».
وشهدت فرنسا أخيرا عدداً من الاعتداءات الجهادية، ولا سيما مقتل أستاذ التاريخ والجغرافيا صامويل باتي في 16 أكتوبر بقطع رأسه على يد لاجئ روسي شيشاني يبلغ 18 عاماً أردَتهُ الشرطة في ما بعد، بسبب عرضه على تلاميذه في الصفّ رسوماً كاريكاتورية مسيئة للإسلام أثناء درس عن حرّية التعبير.