حملة الرئيس ستطعن بنتائج الديموقراطيين... والنائب الجمهوري كينزينجر يغرّد «توقف... إما أن تخسر وإما تفوز»

ترامب وبايدن يخوضان «معركة التعداد»

الديموقراطيون والجمهوريون يخوضون معركة فرز كل الأصوات
تصغير
تكبير

«النصر وشيك»... عبارة يرددها الجمهوريون والديموقراطيون، غداة الاقتراع الرئاسي الأميركي يوم الثلاثاء، بينما يسود التوتر في الولايات الرئيسية التي قد تحسم مصير الانتخابات لصالح جو بايدن، وأطلق معسكر دونالد ترامب دعاوى قضائية مدعومة في بعض الحالات بتظاهرات.

وكتب ترامب في تغريدة على موقع «تويتر»، «أوقفوا تعداد الأصوات!»، في إشارة واضحة الى أنه يرى فرصه في الفوز بولاية ثانية، مع تواصل فرز الأصوات التي أرسلت عبر البريد والتي تصب معظمها في صالح بايدن.

وقال أمس، إن حملته ستطعن على نتائج كل الولايات التي فاز بها بايدن.

وتوقعت الحملة الجمهورية الشروع في إجراءات قانونية إضافية في ولايتي بنسلفانيا ونيفادا، وتوقعت أن يفوز الرئيس الجمهوري في الانتخابات بحلول مساء اليوم على أقرب تقدير.

وقال مدير الحملة بيل ستيبين للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف إن فرص ترامب في حسم السباق الرئاسي «جيدة».

وأفاد مستشار الحملة جيسون ميلر، بأنه يتوقع اتخاذ إجراء قانوني في ولاية بنسلفانيا لضمان الاطلاع على بطاقات الاقتراع السابقة التي أُحصيت في تلك الولاية. لكن حتى الجمهوريين صدموا بتهديد الرئيس بالقضاء. وكتب النائب آدم كينزينجر في تغريدة: «توقف. سيتم احتساب أوراق الاقتراع وإما أن تخسر وإما تفوز. وستقبل أميركا ذلك. الصبر فضيلة».

ولم يعد أمام المرشح الديموقراطي الذي أعلن مدير حملته مساء أمس، إن الديموقراطيين حصلوا حتى الآن على 254 من أصوات المجمع الانتخابي، سوى 16 صوتاً في الولايات الرئيسية الباقية، ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.

وهو امتنع عن إعلان فوزه، على عكس ما فعل خصمه بعد ساعات على انتهاء العملية الانتخابية. لكنه بدا واثقاً بالفوز.

وبعد تحقيقه الأربعاء، فوزين مؤكدين في ميتشيغن وويسكونسن، قال مدير حملة بايدن إنهم يتوقعون الفوز في نيفادا وإن اقتناص أي ولاية أخرى يضمن لهم النصر.

وليل الأربعاء - الخميس، تقلص الفارق في جورجيا مع فرز الآلاف من بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد لصالح بايدن الذي لم يعد يفصله عن ترامب سوى 18500 صوت.

في المقابل، يستفيد ترامب في أريزونا من الأصوات التي يتم فرزها تباعا. إذ إن الفارق يتقلص بينه وبين منافسه، وقد يخسر المرشح الديموقراطي كبار الناخبين الـ11 الذين احتسبتهم «فوكس نيوز» و»إيه بي» لصالحه على أساس نتائج جزئية ونماذج إحصائية، وهو اسلوب مضمون النتائج عادة.

وأعلنت الوزيرة في ولاية أريزونا كاتي هوبز لقناة «إيه بي سي» أن عملية فرز الأصوات قد تستمر حتى اليوم، «على الأرجح».

في فينيكس، تجمع أنصار لترامب، بعضهم مسلح، أمام مركز لفرز الأصوات، مرددين «احتسبوا الأصوات!»، و»عار على قناة فوكس».

لكن في الولايات التي تقدم فيها بايدن على ترامب كميتشيغن، هتف مناصرو الرئيس «أوقفوا الاقتراع!»، منددين بـ «غش»، في تعداد بطاقات الاقتراع يوم الانتخابات، ما يجسّد تماما استراتيجية معسكر ترامب التي تعيد إلى الأذهان معركة الانتخابات الرئاسية في العام 2000.

وأعلن الرئيس الجمهوري في الليلة التي تلت الانتخابات أنه سيلجأ إلى المحكمة العليا من دون أن يحدد الأسباب. وفي الواقع، لجأ محاموه في هذه المرحلة إلى المحاكم المحلية.

ويعتبر الديموقراطيون أن الشكاوى لا تستند الى أساس قانوني، ولكن الأمر يتوقف على قرارات القضاة الذين، إذا وافقوا على إعادة التعداد، قد يتأجل الإعلان الرسمي عن النتائج بضعة أسابيع.

ويثير الغموض الذي يلفّ نتائج الانتخابات الأميركية قلق وفضول العالم أجمع.

وتتركز الأنظار خصوصا على ولاية بنسلفانيا حيث كان ترامب يتمتع بفارق مريح نسبيا مساء الأربعاء (51,4 في المئة مقابل 47,3 في المئة لبايدن). وقد اختار ناخبوه بمعظمهم الاقتراع شخصيا يوم الثلاثاء. وتم فرز اصواتهم أولا. لكن بدأ الفارق يتقلص تباعا مع فرز الأصوات التي وصلت بالبريد والتي صبت بمعظمها لصالح بايدن. ولم يعد ترامب يتقدم منذ صباح أمس، إلا بنسبة ضئيلة، فيما ازدات ثقة الديموقراطيين بالفوز بالولاية التي يبلغ عدد ناخبيها الكبار عشرين.

وأطلق مقربون من ترامب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لإقناع قاعدتهم بأن هناك عمليات تزوير مكثفة جارية، لا سيما في ولايات مثل بنسلفانيا التي يحكمها ديموقراطيون. وينشرون النظرية التي قالها ترامب ومفادها بأن هناك بطاقات اقتراع «مفاجئة» وصلت الى مراكز فرز الأصوات.

ويحافظ الديموقراطيون على هدوئهم، مشددين على ضرورة احتساب كل الأصوات.

وهيأ الفرز والدعاوى القضائية الساحة لحالة من عدم التيقن قد تستمر أياما وربما أسابيع قبل انعقاد المجمع الانتخابي يوم 14 ديسمبر المقبل وقبل أن يؤدي الرئيس الجديد اليمين يوم 20 يناير.

وللمرة الأولى منذ 2000، لم يعرف الأميركيون في اليوم التالي للاقتراع، اسم رئيسهم المقبل الذي سيؤدي اليمين في 20 يناير 2021.

وحتى صباح أمس، كان بايدن متفوقاً على ترامب بنحو 3.6 مليون صوت في التصويت الشعبي، لكن الفروق كانت ضئيلة للغاية بينهما في ولايات عدة.

ولم يفز أي مرشح جمهوري في التصويت الشعبي إلا مرة واحدة منذ الثمانينات، رغم فوز الجمهوريين بثلاثة انتخابات رئاسية من سبعة خلال هذه الفترة بفضل نظام المجمع الانتخابي.

ويقول خبراء في مسألة الانتخابات، إن التزوير أمر نادر.



«الأمن والتعاون» تتهم ترامب بـ«استغلال فاضح للسلطة»

برلين - أ ف ب - اتهم مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بارتكاب «استغلال فاضح للسلطة» لطلبه وقف فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء هذه العملية.

وقال النائب الألماني مايكل يورغ لينك، منسق المراقبين الدوليين المكلفين مراقبة هذا الاقتراع في مقابلة مع صحيفة «شتوتغارتر تسايتونغ»، نشرت أمس: «الأمر المقلق حقاً هو طلب الرئيس الأميركي وقف فرز الأصوات وسط الأبهة الرئاسية في البيت الأبيض محاطاً بكل رموز السلطة بسبب انتصاره المزعوم. هذا استغلال فاضح للسلطة».



كامالا هاريس ... ستحكم!

رأى رئيس مركز دراسة العلاقات الدولية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ فاليري تيموشينكو، أنه في حال فوز المرشح الديموقراطي جو بايدن بالرئاسة الأميركية، لن يكون قادراً على الحكم لفترة طويلة لأسباب صحية، وقد يتم استبداله لاحقاً بنائبة الرئيس كامالا هاريس.

وقال تيموشينكو: «هناك احتمال شائع جدا في الولايات المتحدة، بشكل عام، إذا فاز بايدن، فإن نائبة الرئيس ستحكم، وهي امرأة.

وبالتالي فإنهم (الأميركيون) سيختارون أول امرأة تتولى الرئاسة. وربما حتى في غضون ستة أشهر أو عام يغادر بايدن لأسباب صحية، وتصبح المرأة رئيسة تلقائياً. كل شيء سيعتمد على الحالة الصحية لبايدن. لكن هذا غير مهم بالنسبة له، بايدن، في رأيي، ليس قادراً على الحكم تماماً».



نظرية المؤامرة

حقّقت مرشّحات أميركيات، اختراقات جديدة في ولايات عدّة على غرار نيو مكسيكو التي اُنتخبت فيها ثلاث نساء متحدّرات من أقليّات لشغل مقاعد في مجلس النواب.

والنائبات، هنّ ديب هالاند، الديموقراطية التي صارت عام 2018 إحدى أول امرأتين من السكان الأصليين للبلاد تشغلان مقعداً في الكونغرس، والجمهورية إيفيت هاريل التي تتحدّر أيضاً من السكّان الأصليين، والديموقراطية تيريزا ليجر فرنانديز التي تتحدّر من أصول أميركية لاتينية.

وانتخبت ولاية وايومنغ، أول امرأة في تاريخها، هي الجمهورية سينثيا لوميس لتشغل مقعد سيناتور. وفي ميسوري، صارت كوري بوس أول امرأة سوداء تمثل الولاية في الكونغرس. أما في ديلاوير وفيرمونت، فاُنتخبت متحولتّان جنسياً هما سارة ماكبرايد (مجلس الشيوخ) وتايلور سمول (مجلس النواب).

وللمرة الأولى في تاريخ الكونغرس، تم انتخاب مرشحتين جمهوريتين من دعاة نظرية المؤامرة المعروفة بـQAnon والموجهة ضد الحزب الديموقراطي، لمقعدين في مجلس النواب.

وحققت سيدة الأعمال والناشطة اليمينية المؤيدة لحقوق حيازة السلاح لورين بوبيرت، انتصاراً في كولورادو. وسبق أن أعربت بوبيرت (33 عاما) في مايو الماضي عن دعمها لنظرية المؤامرة التي تنص على أن الرئيس دونالد ترامب يسعى إلى إفشال مخطط دولي واسع النطاق للاستغلال الجنسي للأطفال يتورط فيه كبار القياديين في الحزب الديموقراطي، وهم من «عبدة الشيطان».

كما فازت مارغوري تايلور غرين (46 عاما) المعروفة أيضاً بدعمها للنظرية، بمقعد في جورجيا.



تصويت ملكي

أدلت دوقة ساسكس ميغان ماركل، بصوتها في الانتخابات الرئاسية، لتكون بذلك أول إمرأة ملكية تشارك في الانتخابات الأميركية، وذلك بعد انفصالها الكامل عن العائلة المالكة واستقرارها في الولايات المتحدة.



هل ستعترف واشنطن بهكذا انتخابات؟

اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيوف، أن الولايات المتحدة كانت سترفض الاعتراف بنتائج انتخابات مثل انتخاباتها، لو أنها جرت في دول أخرى.

وقال السيناتور الروسي، إنه ظهر حتى الآن خاسر أكبر، وهو العملية الانتخابية نفسها والديموقراطية بحد ذاتها. وكتب على صفحته في موقع للتواصل الاجتماعي، أن «الفضائح والتبديلات الغريبة لحكام ولايات معينة، والتقارير عن فقدان استمارات الاقتراع، وموقف وسائل الإعلام وغيرها من الأحداث المشينة في الحملة الانتخابية الحالية، لم تظهر العملية الانتخابية في أفضل حالاتها».



مواقع التواصل تُخفق في احتواء معلومات ترامب... الخاطئة

واشنطن - رويترز - بينما كان الرئيس دونالد ترامب وأنصاره، يملؤون وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم خاطئة عن النصر وبأحاديث بلا دليل عن تزوير التصويت، حذرت المواقع مستخدميها من أن الانتخابات لم تحسم بعد. وتمثل المنشورات التي تظهر على «تويتر» و«فيسبوك» ومواقع أخرى اختباراً على أرض الواقع للقواعد التي يتشدق بها العالم الافتراضي عن مكافحة المعلومات المضللة عن الانتخابات ومزاعم الفوز السابقة لأوانها.

لكن من غير الواضح إن كانت التحذيرات وملحوظات التحقق من المعلومات والتي عادة ما توضع بعد تداول المنشورات عشرات الآلاف من المرات تحد بالفعل من انتشار مزاعم لا أساس لها. وفي حالة «فيسبوك» أدخل عاملون تعديلاً على بعض القواعد من وحي مستجدات الأمور. ويرى البعض أن ملحوظات التحذير وحدها لا تكفي في منصات ابتُكرت خصيصا لتعزيز النشر الفوري والانتشار السريع للمعلومات.

وقالت جيسيكا غونزاليس، المديرة التنفيذية المشاركة لمجموعة «فري برس» المعنية بالدفاع عن حرية تداول المعلومات: «نحن على الحافة هنا... نحن نختبر تجربتنا الديموقراطية وفيسبوك لم يتصرف بالشكل الصحيح حتى هذه اللحظة».

وتوالت طوال يوم الأربعاء مزاعم خاطئة لا تقوم على سند. ففي البداية، قال ترامب إنه فاز... ثم أضاف أن أصواتاً بالبريد تظهر من العدم، رغم أنها متوقعة منذ فترة طويلة. وأعلنت حملته لاحقاً فوزه في بنسلفانيا، في حين أن الأصوات فيها لا تزال تُحصى.

كما وضع «فيسبوك» تحذيراً على اتهامات من دون أسانيد عن عدم احتساب أصوات لصالح ترامب، لأن الناخبين استخدموا أقلام «فلوماستر» في التصويت، لكن المزاعم انتشرت وجرى تداولها مئات الآلاف من المرات.

مسيرات مُسلحة... واعتقالات

مسيرة في بورتلاند لا تريد بايدن... بل تريد الانتقام (أ ف ب)



تجمع حشد من أنصار دونالد ترامب، بعضهم مسلح ببنادق ومسدسات، خارج مركز اقتراع في أريزونا مساء الأربعاء بعد تردد إشاعات لا أساس لها عن عدم فرز أصوات للرئيس الجمهوري عن عمد.

وردد المحتجون وعددهم نحو 200، هتافات تقول «أوقفوا السرقة!» و«احسبوا صوتي!» وتجمع المحتجون، ومعظمهم من دون كمامات، خارج إدارة انتخابات مقاطعة ماريكوبا في فينيكس.

وفي ديترويت، منع مسؤولون نحو 30 شخصاً معظمهم جمهوريون، من دخول مقر يجري فيه إحصاء الأصوات وسط مزاعم بأن الفرز في ميتشيغن يشهد تزويراً.

واعتقلت الشرطة العشرات في مدينة أوريغون (ولاية بورتلاند) وصادرت مفرقعات وآلات حادة وبندقية، بعد تظاهرات وأعمال شغب وقعت ليل الاربعاء، في حين أوقفت شرطة نيويورك عشرات الأشخاص خلال احتجاجات ليلية. وجرت تظاهرات ومسيرات أخرى، ليل الأربعاء في عدد من المدن الأخرى منها أتلانتا ودنفر وأوكلاند، حيث طالب نشطاء بمواصلة فرز الأصوات من دون عوائق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي