فاوتشي يتحدث عن «ألم كبير»... وترامب يتوعده
غضب أوروبي متزايد من قيود «كورونا» الجديدة
شددت ألمانيا، أمس، القيود الرامية للحد من تفشي كورونا المستجد في أوروبا والتي تثير غضب سكان في أنحاء القارة، بينما تزداد حدة أزمة «كوفيد - 19» في الولايات المتحدة.
وأصاب الوباء نحو 47 مليون شخص في أنحاء العالم وتسبب بما يزيد على 1,2 مليون وفاة، بينما يثير التفشي الخطير المزيد من القلق حيال وضع الاقتصاد العالمي المتدهور أساساً.
وفي مسعى للسيطرة على ارتفاع عدد الإصابات في ألمانيا، أمرت المستشارة أنجيلا ميركل بفرض سلسلة تدابير إغلاق حتى نهاية نوفمبر الجاري، بينما وضعت وزيرة الدفاع أنيغريت كرامب كارينباور نفسها في حجر صحي ذاتي بعد ما خالطت شخصاً مصاباً.
وبينما لن يجبر السكان على التزام منازلهم، إلا أنه سيكون على الحانات والمقاهي والمطاعم والمسارح ودور الأوبرا وصالات السينما إغلاق أبوابها.
وأما انكلترا فتستعد لتدابير عزل منزلي جديدة على خطى النمسا وفرنسا وأيرلندا. وأعرب كثيرون عن قلقهم حيال الكلفة الاقتصادية للإغلاق الذي يستمر أربعة أسابيع ويدخل حيّز التنفيذ، الخميس.
كما بدأ تشديد قواعد الإغلاق، في بلجيكا، التي تسجّل عالمياً أكبر عدد من الإصابات نسبةً لعدد سكانها. وفرضت البرتغال إغلاقاً جزئياً يبدأ غداً.
في فرنسا، قال رئيس الوزراء جان كاستيكس إنه سيمنع متاجر التسوق من بيع منتجات «غير أساسية» اعتباراً من اليوم لحماية أصحاب المتاجر الصغيرة الذين أجبروا على إغلاق أبواب محلاتهم.
وفرضت إسبانيا حظر تجول ليلياً بينما طبّقت كل مناطقها تقريباً إغلاقاً للحدود الإقليمية لمنع التنقل لمسافات بعيدة.
وأعلنت الحكومة الإيطالية عن قيود جديدة، في وقت يطالب وزير الصحة بإغلاق على مستوى البلاد.
وبدا التهديد الذي يشكله الفيروس أكثر وضوحاً الأحد، مع إعلان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنه وضع نفسه في الحجر الصحي جرّاء مخالطته شخصاً أظهرَ نتيجةً إيجابيّة.
وكتب على «تويتر»: «أنا بخير ولم تظهر (عليّ) أيّ أعراض. لكن سأعزل نفسي خلال الأيّام المقبلة، وسأعمل من المنزل».
لكن التشديد المتواصل للقواعد والقيود المرتبطة بالفيروس أثار حفيظة الأشخاص الذين أنهكهم العزل الصحي وكلفته الاقتصادية الباهظة.
وأدى هذا الغضب إلى احتجاجات في مناطق عديدة حول العالم، خصوصا أوروبا، حيث وقعت مواجهات مع قوات الأمن في بعض الأحيان.
وجرت مواجهات بين متظاهرين وعناصر أمن في مدن إسبانية عدة لليلة الثانية على التوالي السبت، تخللتها عمليات تخريب ونهب.
كذلك وقعت أعمال عنف في مدن إيطالية، كما في براغ أخيراً.
ولم تقتصر الاضطرابات الناجمة عن قيود احتواء الفيروس على أوروبا، فاندلعت أعمال شغب السبت في سجون أرجنتينية حيث طالب السجناء باستئناف الزيارات خلال الوباء.
في الأثناء، يتدهور الوضع الصحي كذلك في الولايات المتحدة التي تعد البلد الأكثر تضرراً جرّاء الفيروس في العالم مع حصيلة تصل إلى 9,4 مليون إصابة وأكثر من 236 ألف وفاة.
وقال مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أنطوني فاوتشي، إن الولايات المتحدة مقبلة على «ألم كبير».
وفي تجمع انتخابي عقده مساء الأحد في ولاية فلوريدا، ردّد ترامب مرة جديدة أن الديموقراطيين يتحدثون كثيراً عن «كوفيد - 19».
وعند ذكر اسم فاوتشي، الذي أبدى تحفظات حيال استراتيجية الإدارة في مكافحة الفيروس، هتف الحشد «اطرد فاوتشي».
فأجاب الرئيس متهكماً «دعوني أنتظر قليلاً بعد الانتخابات»، موحياً بأنه سيقيل الباحث الذي يحظى باحترام كبير في الولايات المتحدة وعبر العالم.
في المكسيك، أُلغيت الاحتفالات وأغلقت المقابر الأحد، لمناسبة «عيد الموتى» الذي يضع خلاله الناس عادة الزهور والشموع والجماجم الملوّنة في منازلهم وفي الشوارع وعلى قبور أقاربهم.
وبينما وضعت جانيت بورغوس قصاصات الورق الملوّن والفاكهة وصورة لوالدتها روزا ماريا التي توفيت في يونيو عن 64 عاماً جرّاء الفيروس، قالت «الآن بدأت أرى حقيقة ما يمثّله عيد الموتى».