المراسل البريطاني المثير للجدل أمضى حياته يغطي حروب المنطقة
سكتة دماغية توقف «قلم» فيسك
توفي المراسل والكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك، عن عمر يناهز 74 عاماً، إثر إصابته بسكتة دماغية، يوم الجمعة.
وذكرت تقارير صحافية، أن فيسك توفي في مستشفى سانت فنسينت في دبلن، بعد نقله إليه بوقت قصير.
عمل فيسك كمراسل لشؤون الشرق الأوسط لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية لأكثر من أربعة عقود من الزمن، وحاز على جوائز عدة، بينها «جائزة أورويل للصحافة» وجوائز الصحافة البريطانية في فئتي المراسل العالمي للعام، والمراسل الأجنبي للعام.
أقام فيسك في بيروت لسنوات طويلة، وأمضى أكثر من أربعين عاماً يغطي الحروب في المنطقة، خصوصاً في لبنان وسورية، إضافة إلى الاجتياحات الإسرائيلية للبنان والحرب العراقية - الإيرانية والغزو العراقي للكويت، والحرب الأهلية في الجزائر، والثورات العربية في العام 2011.
ويعد فيسك واحداً من أكثر المراسلين البريطانيين الأجانب إثارة للجدل في العصر الحديث، خصوصاً في الشرق الأوسط. فإلى جانب موقفه المؤيد للشعب الفلسطيني وحقوقه، اتهمه كثيرون بأنه من الصحافيين المنخرطين في تلميع صورة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، كما أنه انحاز إلى بشار الأسد منذ العام 2012 في ذروة الحرب السورية. ولفيسك سجل طويل في تغطية الاضطرابات خارج الشرق الأوسط أيضاً، حيث واكب اضطرابات أيرلندا الشمالية في مطلع سبعينيات القرن الماضي، وتوجه بعدها إلى البرتغال لتغطية ما يعرف بـ«ثورة القرنفل».
ولد فيسك في ميدستون، في مقاطعة كنت البريطانية العام 1946، وحصل في ما بعد على الجنسية الأيرلندية.
بدأ حياته المهنية في «صنداي إكسبرس»، ثم انتقل إلى بلفاست في 1972 لتغطية الاضطرابات، بصفته مراسل شؤون أيرلندا الشمالية في صحيفة «التايمز». وأصبح في 1976 مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط.
خلال إقامته في بيروت، كتب عن الحرب الأهلية وأصدر كتاباً بعنوان «ويلات وطن». كذلك كتب عن الثورة الإيرانية العام 1979، والغزو السوفياتي لأفغانستان.
استقال من «التايمز» في 1989 بعد خلاف مع المالك روبرت موردوخ، وانتقل إلى «الإندبندنت»، حيث عمل لبقية حياته المهنية.
أجرى في التسعينات ثلاث مقابلات مع زعيم تنظيم «القاعدة» آنذاك أسامة بن لادن. وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001، أمضى فيسك العقدين التاليين في تغطية الصراعات في كل أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك أفغانستان والعراق وسورية، حيث كان يتحدث العربية.
كان معروفاً أيضاً بانتقاده اللاذع لسياسات الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل. وأصدر كتاب «الحرب الكبرى تحت ذريعة الحضارة» بثلاثة مجلدات، الأول تحت عنوان «الحرب الخاطفة»، والثاني «الإبادة»، والثالث «إلى البرية».