No Script

إطلالة

الرسومات المسيئة... إلى متى ؟!

تصغير
تكبير

بين فينة وأخرى تظهر الرسومات الكاريكاتيرية المسيئة إلى الإسلام، ولنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكأنها جزء من مسلسل الانتقام ضد مسلمي العالم للمساس بشريعتنا السمحاء، وما يلفت انتباهنا سياسة ربط سماحة الدين الإسلامي بالإرهاب، حتى أصبحت لدينا كالإسطوانة المشروخة، فالاساءة المتعمدة للإسلام من قِبل الغرب ليست وليدة الساعة، بل حدثت مرات عدة، وعلى فترات ليست ببعيدة عنا، ولعلنا نتذكر جيداً تلك الرسومات السيّئة التي قام بها الرسام الدنماركي كورت فيسترغادر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي التي أثارت غضب المسلمين، وأدت إلى خروج مظاهرات احتجاج في العالم الإسلامي.

كما قام الرسام فرانز فوتشسيل مع 12رساماً بالإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بصور كاريكاتيرية سخيفة نشرتها صحيفة يولاندس بوست الدنماركية عام 2005، وعاش فرانز قبل مماته تحت الحماية الأمنية بعد تهديدات بالقتل تلقاها بعد نشر رسوماته، والتي أدت إلى انطلاق حملات مقاطعة للبضائع الدنماركية في دول عربية وإسلامية عدة، ناهيك عن موقع الإنترنت البريطاني (ليفليك) الذي أعلن عن عرض فيلم (فتنة) للنائب الهولندي جيرت فيلدرز، والذي يعتبر فيلماً معادياً للقرآن الكريم، فيما يرى البعض أن ذلك ضمن مبدأ حرية التعبير، وهو في الواقع يحمل كراهية واستفزازاً لمشاعر المسلمين، لأنه يربط بين أعمال العنف التي يرتكبها بعض المتشددين الإسلاميين وبين القرآن الكريم، إلا أن التهديدات المستمرة على هذا الموقع، لم تترك له خياراً سوى سحبه بأسرع وقت.

واليوم تتكرر الأحداث ويُعيد التاريخ الكراهية عند الفرنسيين الذين يتعمدون الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، منذ سنوات عدة من دون الأخذ بأي اعتبار لحرمة الأديان السماوية والأنبياء، ولا احترام لحرية العقيدة التي تنادي بها الدول الكبرى في كل الاوقات، فيما تعهدت صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة بنشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، عشية بدء محاكمة المتهمين في الهجوم الذي استهدف الصحيفة في عام 2015، وفي تحد سافر قال رئيس تحريرها لوران سوريو في افتتاحية الصحيفة: «لن نستسلم أبداً» فالرسومات الكاريكاتيرية ظهرت لنا لتبين مدى كره بعض الفرنسيين للدين الإسلامي، وعدم احترام الأديان الأخرى، رغم وجود مسلمين كثر على الأراضي الفرنسية.

والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - بدلاً من أن يكون قدوة أمام شعبه - كانت تعليقاته أمام أزمة الرسومات المسيئة تدل على كرهه وحقده على الإسلام، والتطاول كان بمثابة بداية سقوط شعبيته، بينما نراه ماضياً في سياسة التخويف والتخوين للاستفادة من هذا السلوك المنحرف على حساب الدين الإسلامي، ولهذا جاءت كل تصريحاته الماضية مسيئة لمسلمي العالم بشكل عام، ولذلك كان رد الكويت على الإساءات الفرنسية الماضية حازماً، خصوصاً حول الخطابات الفرنسية الرسمية والسياسية التي تسيء إلى الاديان السماوية كافة والانبياء عليهم السلام بصورة خاصة، والتي من شأنها بث المزيد من روح الكراهية والعداء والعنصرية بين دول العالم أجمع.

ولكل حادث حديث.Alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي