آخر العنقود في الجهراء تتنفس نسائم الصرف الصحي منذ سنتين

«النسيم السكنية»... خضراء الدمن؟!

منطقة النسيم السكنية في الجهراء
تصغير
تكبير
أهالي المنطقة لـ «الراي»:
- الوزيرة وقفت شخصياً على الموقع وشخّصت الخلل
- المنطقة مرتفعة مقارنة بمحيطها وشُيّدت منازلها في بنية تحتية متهالكة
- لا حلول لدى مهندسي «الأشغال» إلا بضخ الصرف إلى تيماء التي ربما تغرق
- الشفط بالتناكر وإجراء الحفرة تلو الأخرى وإغلاق الشوارع... حلول ترقيعية
- لدينا كبار سن مصابون بالربو يختنقون يومياً بالروائح المزكمة

لم يكن لمنطقة النسيم السكنية- أحدث مناطق الجهراء إنشاءً - من اسمها نصيب، حيث تمتزج نسائمها اليومية بروائح الصرف الصحي، المتفجرة عيونها منذ سنتين في معظم شوارع المنطقة حديثة البناء، فباتت كـ«خضراءُ الدمن»، نبتةُ نضِرة في موقع كان بئس الاختيار.

النسيم... آخر عنقود الجهراء، يؤكد أهاليها لـ«الراي»، أن وزيرة الأشغال العامة رنا الفارس، وقفت شخصياً على الموقع، وشخصت الخلل والتقط فريقها الهندسي صوراً لجميع العيون المتفجرة بالصرف الصحي، ولكن للأسف انتهت الزيارة إلى لا شيء، حيث لم تملك الوزيرة وطاقمها الهندسي أي حلول للمشكلة.

أبوخالد، أحد سكان المنطقة، قال لـ«الراي» إن السبب الرئيسي للمشكلة هو ارتفاع النسيم السكنية عن محيطها من المناطق الأخرى، وشيدت منازلها في بنية تحتية متهالكة، مؤكداً «لوكانت البنية التحتية سليمة، ولو كان تمديد أنابيب الصرف الصحي تم بشكل متقن، لما شهدنا هذا الطفح اليومي في المجاري، حتى وإن كانت المنطقة مرتفعة قليلاً».

وبيّن أبوخالد أن معالجة المشكلة من قبل وزارة الأشغال، كانت مقررة بضخ مياه الصرف من تحت الأرض إلى المناطق المجاورة، ولكنها توقفت، خشية إلحاق الضرر بمنطقة تيماء، وإغراقها وإتلاف بنيتها التحتية التي لا تحتمل شبكاتها أكثر مما هي عليه، راجياً من الوزارة إسناد الأمر إلى إحدى الشركات المتخصصة، لإيجاد مخرج من المشكلة، وإصلاح بنيتها التحتية، التي تسببت بكل هذا الدمار في الشوارع.

وقال عيد المطيري، إن حل المشكلة لدى «الأشغال»، كان إرسال تناكر الشفط بين الحين والآخر للمنطقة، وإجراء الحفرة تلو الأخرى لإعادة إصلاح الشبكات، وإغلاق الشوارع بمطبات رملية كبيرة لفترة من الزمن، ثم ما تلبث المشكلة أن تعود وترجع المجاري إلى سيرتها الأولى، مناشداً وزيرة الأشغال إعادة النظر في البنية التحتية للمنطقة بأكملها، وإيجاد حل لإصلاح شبكات الصرف الصحي، التي تخنق السكان في الصباح والمساء.

وأضاف المطيري «لدينا كبار سن مصابون بالربو، يختنقون يومياً بالروائح المزكمة، وأطفال لا تحتمل صدورهم هذه الروائح، التي تلحق الضرر بالجهاز التنفسي للكبير، فكيف بالصغير؟»، مؤكداً أن «استمرار المشكلة منذ سنتين مع غيرها من المشكلات الأخرى، ومنها مخلفات البناء المتراكمة بين كل بيت وآخر تقريباً، أمر جعلنا نكره المنطقة بأكملها ونندب الحظ الذي أوردنا هذا المورد».

وتحدث فيصل الشمري عن المشكلة بنوع من الحدة، صب خلالها جام غضبه على الشركة المنفذة للمشروع، وعلى فريق المؤسسة العامة للرعاية السكنية، الذي اعتمد التسلم النهائي للمشروع، ولم يتأكد من سلامة المرافق والشبكات وأنابيب المياه والبنية التحتية بكاملها.

وتخوف الشمري من انخفاض أسعار العقار في المنطقة بسبب هذه المشكلة، موضحاً «نخشى أن نبيعها بأبخس الأثمان، على غرار بعض المناطق ذات المشكلات الأزلية»، راجياً من وزارة الأشغال العامة، تحمل مسؤوليتها وإيجاد حل جذري لسكان المنطقة، يجنبهم إزعاج هذه الروائح وتبعاتها، من حفر ومطبات وإغلاق للشوارع، تتم بين الحين والآخر.



موسم الأمطار

أكد يوسف العنزي أن حجم المشكلة يتضخم بشكل أكبر في منطقة النسيم السكنية، خلال موسم الشتاء، ومع هطول الأمطار، تتحول الشوارع إلى بحيرات عائمة، تستمر لأيام طويلة، الأمر الذي يشوّه كل شيء جميل، ويجعل منطقة النسيم أشبه بالحواري الملوثة في المناطق القديمة.



حلول ترقيعية

وصف عيد المطيري الحلول الترقيعية لأي مشكلة، بمثابة المخدر لأصحابها، حيث إن إرسال تناكر الشفط بين الحين والآخر، وإجراء الحفرة تلو الأخرى لإعادة إصلاح الشبكات، وإغلاق الشوارع بمطبات رملية كبيرة لفترة من الزمن، جميعها إجراءات موقتة، لا تستمر لأيام معدودة مطالباً بإيجاد حل جذري للشبكة بأكملها.



«لا نهنأ ببيوتنا»

قال فيصل الشمري إن «إهمال الجهة المسؤولة وتقاعسها، جعلنا لا نهنأ ببيوتنا وحدائقها، وحرمنا من كل اللحظات الجميلة، التي يتمناها أي رب أسرة، يجتمع فيها مع أبنائه وأقربائه وأصحابه، في حديقة منزله الخاص».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي