حوار / مدير إدارة مساجد الفروانية أكد أن تقييم العاملين في وزارة الأوقاف على أساس العمل وليس التوجه الفكري
الظفيري لـ«الراي»: مجتمعنا يمتلك حسا إسلاميا عاليا يحارب الأفكار المنحرفة وينكرها ... والكتب تخضع للرقابة
الظفيري متحدثا إلى الزميل عبدالله راشد
مزيد الظفيري (تصوير دانيال هلال)
|كتب عبدالله راشد|
أكد مدير إدارة مساجد محافظة الفروانية المهندس مزيد زعال الظفيري أن العامل الوحيد لتقييم أداء العاملين في الوزارة هو العمل، نافيا أن يتم ذلك على أساس الفكر أوالمعتقدات، ومؤكدا أن الكل يعمل في مجاله دون مضايقات أو تغليب لتيار على آخر.
وقال الظفيري في لقاء مع «الراي» ان الإدارة ملتزمة بتحقيق استراتيجية الوزارة على الرغم من أنها تحتل المرتبة الثانية من حيث المساحة وعدد المساجد، حيث تحتوي على 260 مسجدا بينها 180 مسجدا جامعا.
وبين أن أبرز المشاكل التي تواجه عملية الصيانة خفض الميزانية المقررة لها من 21 مليون دينار إلى 16 مليونا وذلك أثر الخفض العام لميزانية الدولة بعد الأزمة المالية العالمية.
وقال الظفيري: إننا نقوم بدراسة جميع الشكاوى والتعامل معها بأسلوب هادئ ونعالجها حتى لا تتصاعد ونتصرف بما يتناسب وحجمها وهي قد تستدعي التنبيه بإنذار للإمام، أو إحالته للشؤون القانونية التي قد تقضي بنقله إلى مسجد آخر.
وأضاف أن المسجد هو الملتقى الجامع لأفراد المجتمع كافة على تنوعهم واختلاف مشاربهم، مشيرا إلى أن هناك لائحة تنظم التزام الامام بالأذان وقواعده وإقامة الصلاة، وكذا دور خطباء وأئمة المساجد والمرشدين في توعية الناس بأمور دينهم ودنياهم وفي مقدمتها حث الناس على التعليم.
وفي ما يلي نص الحديث:
• نود بداية الحديث عن انجازات الإدارة ؟
- لا نستطيع التعليق على الانجازات دون تفصيلها، لاسيما أنها تتنوع بين إدارية وفنية وثقافية، وبالنسبة للإنجازت الإدارية فقد قامت الإدارة بتجديد وتبديل فرش 45 مسجدا، أما الفنية فقد أصدرت الإدارة 84 أمر عمل بواسطة 6 شركات تشتمل على أعمال صيانة جذرية ودورية وزراعة تجميلية للمساجد وفق الخطة الموضوعة لها، وحسب الإمكانات المتاحة، خصوصا أن استحداث زراعة جديدة مكلفة جداً لأنك ستضطر لاستحداث شبكة للري، وإحضار الشتلات وزراعتها ومتابعتها والحفاظ عليها حتى لا تموت، الأمر الذي يتطلب متابعة دورية ومستمرة، ولان عدد المساجد في محافظتنا كبير فنحن نقوم بزراعة المساجد، في المناطق الداخلية أولا ثم نخرج إلى المناطق الخارجية، أما في ما يخص الانجازات الفنية فهي والحمد لله كبيرة ومتنوعة بشهادة الجميع، ونحن نقوم في ذلك بالتنسيق مع مكتب الشؤون الفنية، حيث نقوم بإعداد خطة كاملة للعام، ونضع فيها كل البرامج والأنشطة التي تنظمها الإدارة في مساجدها، من أسابيع ثقافية، وأنشطة تربوية، ومحاضرات، وندوات علمية وشرعية وغيرها من الأنشطة الثقافية المتنوعة.
• هل تجدون صعوبة في متابعة العمل مع كبر مساحة المحافظة؟
- على الرغم من أن إدارة مساجد محافظة الفروانية تحتل المرتبة الثانية من حيث المساحة وعدد المساجد لاحتوائها على 260 مسجدا بينها 180 مسجدا جامعا أي تقام فيه صلاة الجمعة، إلا أن تقارب مناطق المحافظة وعدد المفتشين الكبير وتخصيص من 3 إلى 4 مساجد لكل مفتش حتى يستطيعوا متابعتها، إضافة إلى توافر فرق للصيانة تعمل في فترات متباعدة كل ذلك أدى مجتمعا إلى سهولة ويسر العمل في الإدارة، كما أن تعاون العاملين في الإدارة وقيامهم بالعمل على أكمل وجه سهل تحقيق الأهداف حسب الخطة الموضوعة لعمل الإدارة.
• ما المعوقات التي تواجه عملكم؟
- في كل عمل لابد من وجود بعض المشاكل التي تعترضه، وان كانت تتفاوت نسبة هذه المشاكل من مكان لآخر، ومن أبرز المشاكل التي تواجهنا مشكلة الصيانة، حيث تفاقمت بسبب خفض الميزانية المقررة للصيانة من 21 مليون دينار إلى 16 مليونا وذلك أثر الخفض العام لميزانية الدولة بعد الأزمة المالية العالمية، كما أن العقود على وشك الانتهاء، ولا يوجد إلا عقود الانشاءات، أضف إلى ذلك وجود أعداد كبيرة من أوامر العمل، وهناك مشكلة خارجة عن إرادتنا، وهي تذمر المصلين من أعمال الصيانة داخل المساجد، فالمصلي لا يعرف أبعاد الأمر وانه يحتاج إلى وقت، لأنه يتصور انه إذا بدأنا أعمال الصيانة في المسجد فيجب علينا أن ننتهي خلال أيام، فيبدأ في الشكوى ويطالبنا بسرعة الانتهاء، وهذا أمر أراه طبيعيا لعدم معرفة الناس بأعمال المقاولات والارتباطات والتعاقدات.
• هل تأتيكم شكاوى من المصلين، وما نوعيتها؟
- تأتينا شكاوى لكنها قليلة جدا، ونحن نقوم بحلها في حدود اللوائح وميثاق المسجد، ومعظمها يكون بسبب الصيانة وطول مدتها، أو بسبب نوع الفرش أولونه والذي لا يعتبر ضمن اختصاصاتنا، كما أن هناك شكاوى غير منطقية أحيانا بل قد تعتمد على المزاجية من دون مبررات حقيقية، ومعظمها يتركز حول أئمة المساجد كأن يقول المشتكي أن الإمام يطيل في الصلاة أو أن صوته أو شكله غير مقبول، ونحن في جميع الأحوال نلجأ إلى دراسة تلك الشكاوى والتعامل معها بإسلوب هادئ ونعالجها حتى لا تتصاعد، ونتصرف بما يتناسب وحجمها، فهي قد تستدعي التنبيه بإنذار للإمام، أو إحالته للشؤون القانونية التي قد تقضي بنقله إلى مسجد آخر، وهذا الأمر قد يكون فيه صلاح لحال الإمام والمصلين أو يكون عكس ذلك، فتجد أنك بعد نقل الإمام يأتي صاحب الشكوى ذاته ليطالب بإعادة إمام المنطقة المنقول.
• ألم تصلكم شكاوى عن أفكار معينة يروج لها، أو كتب لايعرف مصدرها ؟
- إن مهمة الإسلام إصلاح الفرد وسياسة المجتمع بالتعبد لله تعالى، والدينونة له في جميع مجالات الحياة وشؤونها، وفق نمط معين حدد الدين مساراته، والمجتمع الكويتي يتميز بالبساطة، إلا أنه يمتلك حسا إسلاميا عاليا، ولو حدث أن تم الترويج لأي أفكار منحرفة لوجدت الجميع ينكر ذلك ويسارع لإبلاغنا، وما أريد تأكيده أن مساجد محافظة الفروانية ليس فيها من يروج لأي أفكار على الاطلاق ولم ترد إلينا شكوى واحدة بهذا الخصوص، أما في ما يتعلق بالكتب فإنها تخضع للرقابة قبل دخولها للمساجد، وأئمة المساجد حريصون على عدم السماح بوضع أي كتب دون أن يروها ويأخذوا موافقة بها، وهذا لا يمنع أن تكون هناك بعض الكتب قد أدخلها بعض المصلين بحسن نية وقد تكون غير معروفة المصدر.
• وماذا عن قضية ترشيد الماء والكهرباء؟
- هذا الموضوع نحن ملتزمون فيه بلوائح الوزارة، وقد قمنا بتوزيع البوسترات الخاصة بعملية الترشيد وأئمة مساجدنا يقومون بالحديث عن هذا الموضوع في خطبة الجمعة لتوعية الناس وحثهم على الترشيد في استهلاك الماء والكهرباء، سواء في المساجد أو في منازلهم على اعتبار أن هذا الأمر واجب ديني أولا ثم واجب وطني، وهذا دور المسجد في المجتمع، غير ذلك فقد أحضرنا من الشؤون الهندسية أجهزة لترشيد المياه وقمنا بتركيبها في أغلبية المساجد، وقمنا بإعداد تعاميم وزعناها على المساجد نطالب فيها بالالتزام بلوائح الوزارة وتعليماتها في هذا الشأن.
• هل يوجد في إدارتكم مؤذنون من غير العرب، وهل هناك شكوى من وجودهم أو أصواتهم؟
- كل الموجود عندنا مؤذنان اثنان، واحد بنغالي وآخر من الجنسية الهندية ونحن في حاجة لهما، لأنهما موجودان في المناطق التي يكون فيها اغلب المصلين من الجنسيات الآسيوية، ولا توجد شكوى منهما وليس لدينا مشكلة في هذا الأمر.
• هل لكم علاقات مع قطاعات الوزارة الأخرى وخصوصا مع قطاع المساجد؟
- علاقاتنا مع القطاعات الأخرى تكون دائما في إطار العمل، لأننا في النهاية ننتمي جميعا إلى وزارة واحدة، وننفذ استراتيجيتها، فيجب أن تكون العلاقات بين جميع القطاعات والإدارات قائمة على التعاون والتكامل والتنسيق، مع عدم التعدي على الاختصاصات والصلاحيات، ونحن لدينا تعاون مع قطاع الحج وقطاع الدراسات الاسلامية وقطاع الثقافة في تنظيم الدروس والمحاضرات وحلقات تحفيظ القرآن. أما في ما يتعلق بقطاع المساجد فلدينا علاقات قوية جدا مع الشؤون الفنية والشؤون الهندسية والإسناد، وكذلك باقي الإدارات في تبادل الضيوف وهذه العلاقات ضرورية ويجب أن تكون قوية لان طبيعة العمل تحتم علينا ذلك، ولنا علاقات طيبة مع الإدارات الأخرى لكن ليس بحجم العلاقة مع الشؤون الفنية مثلا، وأنا هنا اتكلم عن علاقات العمل، أما العلاقات الأخوية فهي موجودة مع الجميع وقوية.
• الأنشطة الثقافية التي تقومون بتنظيمها تركزون فيها على مساجد بعينها، لماذا؟
- هذا الكلام صحيح إلا أنه لايعني إهمال باقي المساجد، فنحن نركز على المساجد التي تضم كثافة كبيرة حتى تحقق الأهداف المنشودة منها، وإلا فما معنى أن استضيف احد المشايخ واعد له برنامجا وانفق عليه، ثم اجد الحضور في المسجد لا يتعدى بضع عشرات من المصلين، إذا القضية ليست المسجد المعين في المنطقة المعينة لكن العبرة بالكثافة وعدد الحضور، ونحن نقوم بتدوير الأنشطة قدر المستطاع، لكن دائما نضع في الحسبان أن تكون في المسجد كثافة كبيرة.
• وماذا عن المركز الرمضاني في مسجد الزبن؟
- مسجد الزبن يعتبر الأول في مساجد محافظة الفروانية، وقد نظم فيه خلال شهر رمضان الماضي العديد من الأنشطة والبرامج المتميزة للرجال والنساء والشباب، ومنها بالإضافة إلى المجالس الفقهية التي كانت تعقد بعد صلاة كل جمعة من بداية رمضان، برامج ثقافية متنوعة من أبرزها استضافة القارئ الشيخ عبد الهادي كناكري وإمام الحرم المدني السابق الشيخ محمد أيوب، بالإضافة إلى برنامج الأصوات الندية في صلاة التراويح والقيام، كما يحتوي المركز على حضانة للأطفال بالإضافة إلى الأنشطة التربوية والاجتماعية التي لاقت استحسانا من جمهور المصلين، وقد أحيت إدارة مساجد محافظة الفروانية ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي في ذلك المركز الرمضاني، حيث شهدت ليلة 27 توافد آلاف الجموع من المصلين لإحياء تلك الليلة المباركة سواء في مصليات الرجال أو النساء، وقد أشرف فريق العمل الرمضاني بالمسجد على تنظيم حركة دخول وخروج المصلين وتوفير الخدمات المتكاملة لهم لأداء تلك الليلة المباركة في خشوع وسكينة، وقد استمرت الفعاليات في المركز الرمضاني باستقبال المصلين في الأيام المتبقية من شهر رمضان المبارك وحتى ليلة عيد الفطر السعيد.
• يقال ان قياديي وزارة الأوقاف يتعاملون مع العاملين حسب انتماءاتهم الفكرية، فما رأيكم في هذا الأمر؟
- لا شك بأن العدل يقتضي أن نتعامل مع الجميع سواء بسواء بناء على إنتاجه في عمله لا على أساس فكره ومعتقداته، وأنا على يقين بأن هذا الكلام غير موجود في إدارتنا تماما، فما يحكمنا هو العمل فقط وليس غيره، فلا شفاعة لمن لا يعمل لأنه من تيار معين، أما بالنسبة للوزارة فانا أرى أن جميع التيارات الموجودة كل يعمل في مجاله دون مضايقات أو تغليب تيار على آخر، فالجميع آخذ حقه وصلاحياته والمجال مفتوح للجميع دون تميز، كما أن قطاع المساجد في السنوات الأخيرة خطا خطوات كبيرة وواضحة، خصوصا في أعمال الصيانة وهذا واضح من عدد عقود الصيانة.
• ما الخطط لحل مشكلة المساجد ذات الكثافة العالية وحلولها؟
- لقد لاحظنا تفاقم تلك المشكلة وقدمنا حلولا لها تتمثل في إقامة مظلات جانبية بجوار المسجد لاستيعاب اعداد المصلين المتزايدة، لكن هذا لم يكف، ولكنني ارى ان الحل لهذا الامر هو ان تكون المساجد متعددة الادوار، وهذا ما بدأناه فعلا في مناطق الفروانية والجليب وخيطان، حيث الأعداد المتزايدة للأخوة الوافدين، ولقد طبقنا ذلك في 12 مسجدا جديدا، و4 مساجد قديمة.
• ما مدى التزامكم باستراتيجية الوزارة وخطتها ؟
- إدارتنا ملتزمة باستراتيجية الوزارة وهذا ما يتضح من خلال كتاب الوزارة الذي يبين مؤشرات النجاح، ونحن ملتزمون تمام الالتزام بالخطة التشغيلية، وقد حققت مختلف قطاعات الوزارة نجاحات متميزة وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على ولائهم للعمل المؤسسي بما يعنيه من شعور عميق بانتماء الموظف إلى مؤسسته وارتباطه بها واقتناعه بأهمية العمل الجاد على إنجاح مشاريعها والدفاع عنها بما يستلزم الجودة والإتقان، والتركيز على أهمية العمل وفق منهج الجسد الواحد الذي يعطي للمنافسة أبعادها الإيجابية ويزيل عنها مختلف الأعراض السلبية، كما أن هناك متابعة من قبل الاخوة في ادارة التخطيط والمعلومات لمتابعة خطط الإدارات وطرق تنفيذها، وايضا هناك لقاء سنوي يتم ما بين إدارات القطاع ووكيل الوزارة لمتابعة آخر إنجازات كل إدارة وخططها التشغيلية ومناقشتها لتطويرها.
• ماذا عن ميثاق المسجد؟
- لا بد لكل عمل من لوائح تنظمه وتبين محاذيره، والمسجد هو الملتقى الجامع لأفراد المجتمع كافة على تنوعهم واختلاف مشاربهم، وذلك في رحاب الإخاء والتآلف الذي جعل المسلم يمتزج مع أخيه ومع بني مجتمعه في لحظات الصلاة المتكررة خمس مرات في اليوم والليلة، فضلا عن صلاة الأسبوع الواجبة وهي صلاة الجمعة، ثم الاجتماع الأكبر في العيدين، ولذا فقد بينت اللائحة ضرورة التزام الامام بالأذان وقواعده وإقامة الصلاة، وكذا دور خطباء وأئمة المساجد والمرشدين في توعية الناس بأمور دينهم ودنياهم وفي مقدمتها حث الناس على التعليم.
أكد مدير إدارة مساجد محافظة الفروانية المهندس مزيد زعال الظفيري أن العامل الوحيد لتقييم أداء العاملين في الوزارة هو العمل، نافيا أن يتم ذلك على أساس الفكر أوالمعتقدات، ومؤكدا أن الكل يعمل في مجاله دون مضايقات أو تغليب لتيار على آخر.
وقال الظفيري في لقاء مع «الراي» ان الإدارة ملتزمة بتحقيق استراتيجية الوزارة على الرغم من أنها تحتل المرتبة الثانية من حيث المساحة وعدد المساجد، حيث تحتوي على 260 مسجدا بينها 180 مسجدا جامعا.
وبين أن أبرز المشاكل التي تواجه عملية الصيانة خفض الميزانية المقررة لها من 21 مليون دينار إلى 16 مليونا وذلك أثر الخفض العام لميزانية الدولة بعد الأزمة المالية العالمية.
وقال الظفيري: إننا نقوم بدراسة جميع الشكاوى والتعامل معها بأسلوب هادئ ونعالجها حتى لا تتصاعد ونتصرف بما يتناسب وحجمها وهي قد تستدعي التنبيه بإنذار للإمام، أو إحالته للشؤون القانونية التي قد تقضي بنقله إلى مسجد آخر.
وأضاف أن المسجد هو الملتقى الجامع لأفراد المجتمع كافة على تنوعهم واختلاف مشاربهم، مشيرا إلى أن هناك لائحة تنظم التزام الامام بالأذان وقواعده وإقامة الصلاة، وكذا دور خطباء وأئمة المساجد والمرشدين في توعية الناس بأمور دينهم ودنياهم وفي مقدمتها حث الناس على التعليم.
وفي ما يلي نص الحديث:
• نود بداية الحديث عن انجازات الإدارة ؟
- لا نستطيع التعليق على الانجازات دون تفصيلها، لاسيما أنها تتنوع بين إدارية وفنية وثقافية، وبالنسبة للإنجازت الإدارية فقد قامت الإدارة بتجديد وتبديل فرش 45 مسجدا، أما الفنية فقد أصدرت الإدارة 84 أمر عمل بواسطة 6 شركات تشتمل على أعمال صيانة جذرية ودورية وزراعة تجميلية للمساجد وفق الخطة الموضوعة لها، وحسب الإمكانات المتاحة، خصوصا أن استحداث زراعة جديدة مكلفة جداً لأنك ستضطر لاستحداث شبكة للري، وإحضار الشتلات وزراعتها ومتابعتها والحفاظ عليها حتى لا تموت، الأمر الذي يتطلب متابعة دورية ومستمرة، ولان عدد المساجد في محافظتنا كبير فنحن نقوم بزراعة المساجد، في المناطق الداخلية أولا ثم نخرج إلى المناطق الخارجية، أما في ما يخص الانجازات الفنية فهي والحمد لله كبيرة ومتنوعة بشهادة الجميع، ونحن نقوم في ذلك بالتنسيق مع مكتب الشؤون الفنية، حيث نقوم بإعداد خطة كاملة للعام، ونضع فيها كل البرامج والأنشطة التي تنظمها الإدارة في مساجدها، من أسابيع ثقافية، وأنشطة تربوية، ومحاضرات، وندوات علمية وشرعية وغيرها من الأنشطة الثقافية المتنوعة.
• هل تجدون صعوبة في متابعة العمل مع كبر مساحة المحافظة؟
- على الرغم من أن إدارة مساجد محافظة الفروانية تحتل المرتبة الثانية من حيث المساحة وعدد المساجد لاحتوائها على 260 مسجدا بينها 180 مسجدا جامعا أي تقام فيه صلاة الجمعة، إلا أن تقارب مناطق المحافظة وعدد المفتشين الكبير وتخصيص من 3 إلى 4 مساجد لكل مفتش حتى يستطيعوا متابعتها، إضافة إلى توافر فرق للصيانة تعمل في فترات متباعدة كل ذلك أدى مجتمعا إلى سهولة ويسر العمل في الإدارة، كما أن تعاون العاملين في الإدارة وقيامهم بالعمل على أكمل وجه سهل تحقيق الأهداف حسب الخطة الموضوعة لعمل الإدارة.
• ما المعوقات التي تواجه عملكم؟
- في كل عمل لابد من وجود بعض المشاكل التي تعترضه، وان كانت تتفاوت نسبة هذه المشاكل من مكان لآخر، ومن أبرز المشاكل التي تواجهنا مشكلة الصيانة، حيث تفاقمت بسبب خفض الميزانية المقررة للصيانة من 21 مليون دينار إلى 16 مليونا وذلك أثر الخفض العام لميزانية الدولة بعد الأزمة المالية العالمية، كما أن العقود على وشك الانتهاء، ولا يوجد إلا عقود الانشاءات، أضف إلى ذلك وجود أعداد كبيرة من أوامر العمل، وهناك مشكلة خارجة عن إرادتنا، وهي تذمر المصلين من أعمال الصيانة داخل المساجد، فالمصلي لا يعرف أبعاد الأمر وانه يحتاج إلى وقت، لأنه يتصور انه إذا بدأنا أعمال الصيانة في المسجد فيجب علينا أن ننتهي خلال أيام، فيبدأ في الشكوى ويطالبنا بسرعة الانتهاء، وهذا أمر أراه طبيعيا لعدم معرفة الناس بأعمال المقاولات والارتباطات والتعاقدات.
• هل تأتيكم شكاوى من المصلين، وما نوعيتها؟
- تأتينا شكاوى لكنها قليلة جدا، ونحن نقوم بحلها في حدود اللوائح وميثاق المسجد، ومعظمها يكون بسبب الصيانة وطول مدتها، أو بسبب نوع الفرش أولونه والذي لا يعتبر ضمن اختصاصاتنا، كما أن هناك شكاوى غير منطقية أحيانا بل قد تعتمد على المزاجية من دون مبررات حقيقية، ومعظمها يتركز حول أئمة المساجد كأن يقول المشتكي أن الإمام يطيل في الصلاة أو أن صوته أو شكله غير مقبول، ونحن في جميع الأحوال نلجأ إلى دراسة تلك الشكاوى والتعامل معها بإسلوب هادئ ونعالجها حتى لا تتصاعد، ونتصرف بما يتناسب وحجمها، فهي قد تستدعي التنبيه بإنذار للإمام، أو إحالته للشؤون القانونية التي قد تقضي بنقله إلى مسجد آخر، وهذا الأمر قد يكون فيه صلاح لحال الإمام والمصلين أو يكون عكس ذلك، فتجد أنك بعد نقل الإمام يأتي صاحب الشكوى ذاته ليطالب بإعادة إمام المنطقة المنقول.
• ألم تصلكم شكاوى عن أفكار معينة يروج لها، أو كتب لايعرف مصدرها ؟
- إن مهمة الإسلام إصلاح الفرد وسياسة المجتمع بالتعبد لله تعالى، والدينونة له في جميع مجالات الحياة وشؤونها، وفق نمط معين حدد الدين مساراته، والمجتمع الكويتي يتميز بالبساطة، إلا أنه يمتلك حسا إسلاميا عاليا، ولو حدث أن تم الترويج لأي أفكار منحرفة لوجدت الجميع ينكر ذلك ويسارع لإبلاغنا، وما أريد تأكيده أن مساجد محافظة الفروانية ليس فيها من يروج لأي أفكار على الاطلاق ولم ترد إلينا شكوى واحدة بهذا الخصوص، أما في ما يتعلق بالكتب فإنها تخضع للرقابة قبل دخولها للمساجد، وأئمة المساجد حريصون على عدم السماح بوضع أي كتب دون أن يروها ويأخذوا موافقة بها، وهذا لا يمنع أن تكون هناك بعض الكتب قد أدخلها بعض المصلين بحسن نية وقد تكون غير معروفة المصدر.
• وماذا عن قضية ترشيد الماء والكهرباء؟
- هذا الموضوع نحن ملتزمون فيه بلوائح الوزارة، وقد قمنا بتوزيع البوسترات الخاصة بعملية الترشيد وأئمة مساجدنا يقومون بالحديث عن هذا الموضوع في خطبة الجمعة لتوعية الناس وحثهم على الترشيد في استهلاك الماء والكهرباء، سواء في المساجد أو في منازلهم على اعتبار أن هذا الأمر واجب ديني أولا ثم واجب وطني، وهذا دور المسجد في المجتمع، غير ذلك فقد أحضرنا من الشؤون الهندسية أجهزة لترشيد المياه وقمنا بتركيبها في أغلبية المساجد، وقمنا بإعداد تعاميم وزعناها على المساجد نطالب فيها بالالتزام بلوائح الوزارة وتعليماتها في هذا الشأن.
• هل يوجد في إدارتكم مؤذنون من غير العرب، وهل هناك شكوى من وجودهم أو أصواتهم؟
- كل الموجود عندنا مؤذنان اثنان، واحد بنغالي وآخر من الجنسية الهندية ونحن في حاجة لهما، لأنهما موجودان في المناطق التي يكون فيها اغلب المصلين من الجنسيات الآسيوية، ولا توجد شكوى منهما وليس لدينا مشكلة في هذا الأمر.
• هل لكم علاقات مع قطاعات الوزارة الأخرى وخصوصا مع قطاع المساجد؟
- علاقاتنا مع القطاعات الأخرى تكون دائما في إطار العمل، لأننا في النهاية ننتمي جميعا إلى وزارة واحدة، وننفذ استراتيجيتها، فيجب أن تكون العلاقات بين جميع القطاعات والإدارات قائمة على التعاون والتكامل والتنسيق، مع عدم التعدي على الاختصاصات والصلاحيات، ونحن لدينا تعاون مع قطاع الحج وقطاع الدراسات الاسلامية وقطاع الثقافة في تنظيم الدروس والمحاضرات وحلقات تحفيظ القرآن. أما في ما يتعلق بقطاع المساجد فلدينا علاقات قوية جدا مع الشؤون الفنية والشؤون الهندسية والإسناد، وكذلك باقي الإدارات في تبادل الضيوف وهذه العلاقات ضرورية ويجب أن تكون قوية لان طبيعة العمل تحتم علينا ذلك، ولنا علاقات طيبة مع الإدارات الأخرى لكن ليس بحجم العلاقة مع الشؤون الفنية مثلا، وأنا هنا اتكلم عن علاقات العمل، أما العلاقات الأخوية فهي موجودة مع الجميع وقوية.
• الأنشطة الثقافية التي تقومون بتنظيمها تركزون فيها على مساجد بعينها، لماذا؟
- هذا الكلام صحيح إلا أنه لايعني إهمال باقي المساجد، فنحن نركز على المساجد التي تضم كثافة كبيرة حتى تحقق الأهداف المنشودة منها، وإلا فما معنى أن استضيف احد المشايخ واعد له برنامجا وانفق عليه، ثم اجد الحضور في المسجد لا يتعدى بضع عشرات من المصلين، إذا القضية ليست المسجد المعين في المنطقة المعينة لكن العبرة بالكثافة وعدد الحضور، ونحن نقوم بتدوير الأنشطة قدر المستطاع، لكن دائما نضع في الحسبان أن تكون في المسجد كثافة كبيرة.
• وماذا عن المركز الرمضاني في مسجد الزبن؟
- مسجد الزبن يعتبر الأول في مساجد محافظة الفروانية، وقد نظم فيه خلال شهر رمضان الماضي العديد من الأنشطة والبرامج المتميزة للرجال والنساء والشباب، ومنها بالإضافة إلى المجالس الفقهية التي كانت تعقد بعد صلاة كل جمعة من بداية رمضان، برامج ثقافية متنوعة من أبرزها استضافة القارئ الشيخ عبد الهادي كناكري وإمام الحرم المدني السابق الشيخ محمد أيوب، بالإضافة إلى برنامج الأصوات الندية في صلاة التراويح والقيام، كما يحتوي المركز على حضانة للأطفال بالإضافة إلى الأنشطة التربوية والاجتماعية التي لاقت استحسانا من جمهور المصلين، وقد أحيت إدارة مساجد محافظة الفروانية ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي في ذلك المركز الرمضاني، حيث شهدت ليلة 27 توافد آلاف الجموع من المصلين لإحياء تلك الليلة المباركة سواء في مصليات الرجال أو النساء، وقد أشرف فريق العمل الرمضاني بالمسجد على تنظيم حركة دخول وخروج المصلين وتوفير الخدمات المتكاملة لهم لأداء تلك الليلة المباركة في خشوع وسكينة، وقد استمرت الفعاليات في المركز الرمضاني باستقبال المصلين في الأيام المتبقية من شهر رمضان المبارك وحتى ليلة عيد الفطر السعيد.
• يقال ان قياديي وزارة الأوقاف يتعاملون مع العاملين حسب انتماءاتهم الفكرية، فما رأيكم في هذا الأمر؟
- لا شك بأن العدل يقتضي أن نتعامل مع الجميع سواء بسواء بناء على إنتاجه في عمله لا على أساس فكره ومعتقداته، وأنا على يقين بأن هذا الكلام غير موجود في إدارتنا تماما، فما يحكمنا هو العمل فقط وليس غيره، فلا شفاعة لمن لا يعمل لأنه من تيار معين، أما بالنسبة للوزارة فانا أرى أن جميع التيارات الموجودة كل يعمل في مجاله دون مضايقات أو تغليب تيار على آخر، فالجميع آخذ حقه وصلاحياته والمجال مفتوح للجميع دون تميز، كما أن قطاع المساجد في السنوات الأخيرة خطا خطوات كبيرة وواضحة، خصوصا في أعمال الصيانة وهذا واضح من عدد عقود الصيانة.
• ما الخطط لحل مشكلة المساجد ذات الكثافة العالية وحلولها؟
- لقد لاحظنا تفاقم تلك المشكلة وقدمنا حلولا لها تتمثل في إقامة مظلات جانبية بجوار المسجد لاستيعاب اعداد المصلين المتزايدة، لكن هذا لم يكف، ولكنني ارى ان الحل لهذا الامر هو ان تكون المساجد متعددة الادوار، وهذا ما بدأناه فعلا في مناطق الفروانية والجليب وخيطان، حيث الأعداد المتزايدة للأخوة الوافدين، ولقد طبقنا ذلك في 12 مسجدا جديدا، و4 مساجد قديمة.
• ما مدى التزامكم باستراتيجية الوزارة وخطتها ؟
- إدارتنا ملتزمة باستراتيجية الوزارة وهذا ما يتضح من خلال كتاب الوزارة الذي يبين مؤشرات النجاح، ونحن ملتزمون تمام الالتزام بالخطة التشغيلية، وقد حققت مختلف قطاعات الوزارة نجاحات متميزة وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على ولائهم للعمل المؤسسي بما يعنيه من شعور عميق بانتماء الموظف إلى مؤسسته وارتباطه بها واقتناعه بأهمية العمل الجاد على إنجاح مشاريعها والدفاع عنها بما يستلزم الجودة والإتقان، والتركيز على أهمية العمل وفق منهج الجسد الواحد الذي يعطي للمنافسة أبعادها الإيجابية ويزيل عنها مختلف الأعراض السلبية، كما أن هناك متابعة من قبل الاخوة في ادارة التخطيط والمعلومات لمتابعة خطط الإدارات وطرق تنفيذها، وايضا هناك لقاء سنوي يتم ما بين إدارات القطاع ووكيل الوزارة لمتابعة آخر إنجازات كل إدارة وخططها التشغيلية ومناقشتها لتطويرها.
• ماذا عن ميثاق المسجد؟
- لا بد لكل عمل من لوائح تنظمه وتبين محاذيره، والمسجد هو الملتقى الجامع لأفراد المجتمع كافة على تنوعهم واختلاف مشاربهم، وذلك في رحاب الإخاء والتآلف الذي جعل المسلم يمتزج مع أخيه ومع بني مجتمعه في لحظات الصلاة المتكررة خمس مرات في اليوم والليلة، فضلا عن صلاة الأسبوع الواجبة وهي صلاة الجمعة، ثم الاجتماع الأكبر في العيدين، ولذا فقد بينت اللائحة ضرورة التزام الامام بالأذان وقواعده وإقامة الصلاة، وكذا دور خطباء وأئمة المساجد والمرشدين في توعية الناس بأمور دينهم ودنياهم وفي مقدمتها حث الناس على التعليم.